DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«الروايات الراسخة في الذاكرة».. عتبات مهمة في الفكر واللغة

تعيش كأحداث حقيقية باقية في عقول وقلوب القراء

«الروايات الراسخة في الذاكرة».. عتبات مهمة في الفكر واللغة
أكد بعض الأدباء والمثقفين بقاء بعض الشخصيات وأحداث الروايات راسخة في الذاكرة، وكأنها شخصيات من عمق الواقع والحياة التي نعيشها، فكثير من الروايات سواء العربية أم العالمية ما زالت شخصياتها راسخة وأحداثها في عقول وقلوب القارئ، كأننا في لحظة نشعر أنها شخصية حقيقية تعيش وما زالت تعيش بيننا، بل ما زالت تبحث وتدرس في عالم النقد.
نجيب محفوظ
يقول الشاعر المصري شريف الشافعي: أكثر الأعمال الروائية تأثيرا في نفسي هي أعمال نجيب محفوظ، خصوصا في مرحلته الواقعية، وامتد شغفي وانشغالي بهذه الأعمال، جنبا إلى جنب مع انخراطي في بيئتها الشعبية، إلى تقديم قراءة موسعة حولها صدرت في كتاب بعنوان «نجيب محفوظ.. المكان الشعبي في رواياته بين الواقع والإبداع».
وللأمكنة في روايات محفوظ حضور جغرافي وفني طاغٍ، ويكاد يتعانق المكان الحقيقي «الجغرافي» مع المكان الإبداعي «المتخيل» في أغلبية رواياته التي تفسح للمكان دور البطولة، وإن الباحث عن جغرافيا أحياء القاهرة يجد ضالته في روايات نجيب محفوظ، فقد استوعبت رواياته التفاصيل الجغرافية بل وخرائط أحياء القاهرة في عقود القرن العشرين، وبخاصة الأربعينيات والخمسينيات، أما المحلل الأدبي الذي يتقصى الغاية الفنية للمكان في الرواية الأدبية أو قيمة المكان في النص، فإنه يجد ضالته أيضا في روايات محفوظ المختلفة مثل «بين القصرين وقصر الشوق والسكرية وزقاق المدق وخان الخليلي وقشتمر» وغيرها من الأعمال الإبداعية التي أعلى الكاتب فيها من شأن المكان ومنحه قيمة كبرى على الصعيد الدرامي والتصويري والفلسفي والرؤيوي، فهي روايات «مكانية» إذا جاز التعبير.
وأضاف: سجل محفوظ العديد من الأمكنة القاهرية «نسبة إلى المدينة التي ذاب عشقا فيها وصار رمزا من رموزها» تسجيلا جغرافيا صريحا من ناحية، وتسجيلا فنيا دالا وإسقاطيا ورمزيا من ناحية أخرى، وبين هذين التسجيلين سعيت إلى التحرك في قراءتي، مقارنا بين جغرافيا أحياء وشوارع وأزقة وحارات القاهرة في عهد روايات نجيب محفوظ وبينها في لحظتنا الراهنة، ووضع الكلمات والسطور المحفوظية التي تصف وتصور تلك الأمكنة إلى جوار الصور الفوتوغرافية الملتقطة حديثا للأمكنة ذاتها بكاميرا حقيقية، وعلى الرغم من بعض «العمليات الجراحية» التي أجريت في جسد هذه الأمكنة، فإن الروح الشعبية الطازجة ما زالت تحوم في الهواء، وتتجمع قطيراتها لتسقط مطرا ترضع منه نباتات العادات وأشجار التقاليد المتوغلة في لحم الأرض، لتبقى هذه الأحياء معبرة حتى اليوم عن صميم وجدان الشعب المصري البسيط.
الطاهر بن جلون
فيما يقول الشاعر فريد النمر: رواية «تلك العتمة الباهرة» للروائي الكبير الطاهر بن جلون، تلك الرواية التي تعيشها بكل تفاصيلها وكأنك تتذوق وتشم وتتألم وتفكر وتغني وتموت وتحيا وترقص وتصمت وتحزن وتقاوم وتتأمل، تجد نفسك فيها تشعر وتحس وكأنك لا تمارس قراءتها، بل تعيشها كما هي بكل تفاصيل اللحظة الحرجة والمرهقة والقاتلة، وتستشعر الموت يسرح ويمرح بين أنفاسك رائحا وغاديا يرقص بين أوداجك ولا يفارقك، كما هي العتمة الداكنة في قبر مظلم يمتد لثماني عشرة سنة من الموت والقهر، وينعدم فيها الوقت ولا يخفف كل هذا سوى الصوت الخارجي الذي يبعث بالأمل القادم كمن يقوم من الأجداث.
الطيب صالح
وتضيف الشاعرة د. هند المطيري: «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، قرأتها في مراهقتي، وفي أول عهدي بالفن الروائي العربي، لأني من هواة الروايات المترجمة لكنها كانت متميزة، وبقيت في ذاكرتي رغم مرور السنين، ومع أني لست من قراء الروايات العربية في تلك الفترة، لكن وجدت فيها نفسا جديدا وعوالم مختلفة، ثم عدت لقراءتها مرة أخرى قراءة نقدية في مرحلة الماجستير، وكنت كمن يقرؤها لأول مرة، ربما لأني صرت أعي رموزها المشفرة وعمقها الإنساني وبين القراءتين ظلت تبهرني، وكأنها رواية لكل المواسم.
زوربا اليوناني
ويقول الشاعر والروائي صلاح بن هندي: تأثرت بشخصيات روائية كثيرة، ومن أسرار شخصيتي أنها شخصية مرنة وقادرة على التقمص بأي شخصية تعجب بها، ثم هي قادرة أيضا على الرجوع إلى ذاتها من جديد، لكن تظل شخصية «زوربا» زلزالا ضربني وأيقظ فيَّ أحاسيس وأفكارا جديدة، فقط استطاع «كازانتزاكس» بشخصية روايته هذه، أن يغير بعض رؤاي وقناعاتي، فصرت أنظر إلى الحياة بعين جديدة، لا سيما أن شخصيتي كانت نقيض شخصية «زوربا» تماما، كانت شخصية قريبة من شخصية «الرئيس» في الرواية نفسها، شخصية مثقفة أنهكها الجري وراء المثالية في كل شيء، لكن شخصية «زوربا» جاءت فحسمت هذا العذاب والانهماك.
الإخوة الأعداء
ويتحدث القاص العراقي ميثم الخزرجي قائلا: كثيرة هي الروايات التي شكلت بالنسبة لي عتبات مهمة على مستوى الفكر واللغة، وحتى أكون صريحا معك فإن أغلب الروايات التي تعنى بالإنسان والطبيعة وتثاقفات المعتقد والأديان بتوظيف محتواها على مستوى الشكل والمضمون، أخذت منها الكثير من ناحية البناء وتفصيل الفكرة والانزياح الذي يرومه الكاتب، وحتى أكون منصفا بالجواب، بودي أن تلتمس العذر لذاكرتي الورقية التي لا تستطيع أن تدخر القراءات جيدا بقدر ما تحتفظ بالرؤى، ربما رواية «الإخوة الأعداء» للروائي اليوناني نيكوس كازانتزاكيس، فقد اجترحت منافذ متوهجة للدخول إلى مناطق غاية في الأهمية، لكن أغلب قراءاتي هي لنظريات المعرفة والأسطورة كمنهج له بواعثه الجمالية واستمراريته، فإذا اقترحنا أن للنص عمرا زمنيا، فهذا لا يعني أني لا أشخص النتاج السردي وأعينه، لكن كوجه مقارنة أو كنسبة ما بين النتاج الفكري والنتاج السردي الذي يتخذ من الأسئلة الإشكالية علامة مضيئة، وبين النتاج السردي العابر، فإني أجد أن النتاج الذي يعضد ويعظم من العقل أو يغترف من الميثولوجيا ليبذرها داخل النص هو ما يشدني.
النمر: أعيش أحداث «تلك العتمة الباهرة» بكل تفاصيلها المبهرة
المطيري: «موسم الهجرة إلى الشمال» ربطتني بالرواية العربية
الشافعي: أعمال نجيب محفوظ أكثر الروايات تأثيرا في نفسي