في بعض الأحيان تجد نفسك مجبرًا لمقابلة مسؤول ما وتعمد القفز فوق الحواجز الإدارية، تحاول الوصول إليه فتمنعك تلك الحواجز بحجة التسلسل الإداري والذي أحترمه تماما إلا إذا كان لا يقضي حاجتك فعليك بتجاوزه وفق ضوابط معينة، منها تكرار الطلب دون فائدة وأن يكون ذلك الطلب منطقيا وممكنا ولا يسبب أثرا سلبيا أو فكرة تظن أن بها نفعا عاما على المنشأة. المهم أنك من الوارد أن تجد العوائق إلى تلك المقابلة المنشودة، فمحاولة إخفائك هذا الأمر عن مسؤوليك المباشرين ونقل الأخبار من أصحاب السكرتارية أمر لا بد أن تضعه في أول حسبانك، ناهيك عن تصريف سكرتير هذا المسؤول لك بأنه مرتبط بسفر واجتماعات بل وعليك العودة إلى مسؤولك المباشر، وهذا أمر متوقع. حتى مع بعض المسؤولين الذين يفتحون أبوابهم لفترات معينة لاستقبال أي أمر للنقاش قد يكون ضيقا ومحصورا. وهنا ابتكر بعض أهل علم التخاطب والاتصال الذين أحبهم كثيرا وكثيرا جدا (Communication Skills) مهارة مهمة تعتمد على اقتناص الفرصة الذهبية وتعتمد على عاملين أساسيين ومهمين يجب أن تتقنهما بأفضل شكل وهما الاختصار والمباشرة، هذه الفرصة هي حديث المصاعد (Elevator Speech) وهي أن تنتظر هذا المسؤول عند المصعد إما في الصعود أو النزول وتقترب منه مباشرة عند الانتظار وما أن يفتح المصعد بابه إلا وتكون بعد دخوله تلقائيا وتقف على حافة الباب وكأنك تظهر خجلا وترددا في دخول المصعد احتراما وهيبة له هنا غالبا سيحاول صديقنا المسؤول أن يكون لطيفا ومتواضعا ويبتسم لك ويقول تفضل وإن لم يقل فتفضل أنت مباشرة فهنا نصف المرجلة في التفضل، تأكد أنك الآن تعيش اللحظة الذهبية إن اقتنصتها وإلا سرعان ما ستصبح سرابا لأنها قد لا تصل للثانية الستين. أمامك هنا خياران إن كان موضوعك قصيرا فقله مباشرة وإن كان طويلا فحاول أن تقول الجزء الخطر منه ثم تطلب موعدًا لإكماله فهنا التشويق مطلوب، في الحالة الأولى تأكد أنه لا وقت ولا مكان للمقدمات والتنمق والتطبيل والترفيع والمدح، قل مباشرة سعيد بلقائك أنا فلان من إدارة كذا أرغب في كذا، قل فقط رؤوس الأقلام المهمة التي تؤدي إلى مطلوبك حتى يبدأ هو بالاستفسار ثم سيدركه الوقت إما سيتخذ إجراء أو يحدد لك موعدا لمقابلته، أما في الحالة الثانية إن كان موضوعك طويلا ويلزم الجلوس له فعليك بتعريف الأهمية والخطر وأن عامل الوقت أمر مهم والتأخير يؤدي إلى خسارة مادية أو وقتية أو غيرها أولا كي يصغي إليك، وثانيا حتى تضع لطرحك أهمية، فر فرارك من الأسد أو الهلال عن كليشة (كيف الحال وش أخباركم عساكم طيبين بصراحة فرصة سعيدة شفناك وما قصرت علينا وأنت دايم في خدمة المنشأة والموظفين يشكرونك وحنا محظوظين بك) لأنك ستجد أن الأبواب ستفتح في طابق مكتبه وأنت ما زلت في مرحبا ومسهلا. حديث المصاعد من أهم الفرص الذهبية التي تحقق طلبك بل وتجعل هذا الموقف يحفر في ذاكرة هذا المسؤول كلما رآك.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل، بإذن الله أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.