والعلوم السياسية هي علم أو كان علماً إبان المعسكرين وبُعيد الحرب العالمية الثانية. والسياسة علم يُدرس في الجامعات، وأيضا حديث مستطاب في المجالس ونشرات الأخبار والتعليقات الإذاعية والجدل.
وتماشيا مع ما جاء ذكره فيجوز لي القول إن علم السياسة أصبح أوسع مجالا للتندّر والسخرية، لدرجة أن بعض المراكز الأكاديمية تفكّر في إلغاء شعبة دراسات السياسة لديها، ربما رأت أن بكالوريوس العلوم السياسية لا يجد القبول.
قال بعضهم ساخراً من الساسة والسياسيين: السياسي رجل يهز يدك قبل الانتخابات، وثقتك بعدها!. وقالوا أيضا: السياسي رجل أتى ليحل مشكلات لم تكن موجودة لولا وجود السياسيين.
وكان الرجل إذا أراد التبحر في السياسة يستطيع ذلك، والآن لا. فالسياسة وتعبيراتها أصبحت أرقاما ورموزا ومختصرات. وعلى مَن أراد الكتابة عن السياسة أن يأخذ دورة مكثفة في الحساب وربما في الهندسة. فمجموعة 8 آذار مثلا غير كتلة 14 آذار. و«الشريط» الحدودي ليس له بـ «مربّع» التآمر. و11/ 9 دخل القاموس من أوسع أبوابه. وثورة الفاتح من سبتمبر، لا يجب أن تختلط مع الرابع عشر من تموز أو17 تموز. وعلى الراغب في المعرفة أن يقرأ كل بحث على حدة حتى لا يختلط عليه الأمر. كذلك وجدنا مصطلحات يُرمز إليها بـ (س+ س) وتذكّرني بعقدتي من مادة الجبر في المتوسط. كذلك نسمع عن مجموعة 6+ 4.
وفي الشؤون الدولية هناك G8 –الدول الثماني. وتتردد بكثرة (إم آي فايف) و(إم آي سكس) وإياك والخلط بينهما إذا حدث وتوظفت قارئا لنشرة الأخبار.
ثم تأتي التكتلات (الناتو). مع أن الأخير انتهى تاريخه، إلا أنه لا يزال يتردد فى الإذاعات والصحافة، واستفاد مؤلفو وناشرو وموزعو المعاجم فتسابقوا إلى إصدارات مثل: قاموس المصطلحات السياسية.
يقول السياسي البريطاني تشرشل: رأيت وأنا أسير في إحدى المقابر ضريحاً كتب على شاهده: (هنا يرقد الزعيم السياسي والرجل الصادق.......)، فعجبت كيف يدفن الاثنان في قبر واحد.
أما ماوتسي تونج فقد روي عنه قوله:
السياسة هي حرب دون سفك دماء والحرب سياسة دامية.
والشاعر الفرنسي بول فالبري (ت 1945) قال:
السياسة فن يمنع الناس عن التدخل بما يعنيهم.
وقال شاعر عربي:
أكاذيب السياسة بينات + تكيد بها الحكومة منْ تكيد
@A_Althukair