خلال العشرين عاماً الماضية، بدأ الكثير من الناس بالتوجه رويداً رويداً نحو استخدام المياه المعلبة على ماء البزبوز أو الصنبور مستندين في ذلك على العديد من الشائعات مثل مشاكل في التمديدات الأرضية مما يؤدي لاختلاط الماء بالكثير من الترسبات الضارة، وكذلك نقص في بعض المكونات، التي يحتاجها الجسم والتي لا توجد في ماء الصنبور إنما في ماء العلب وغيرها من شائعات لا يمكن الوثوق في صحتها، لكن بالتأكيد أنها نجحت بامتياز في تحويل بوصلة المستهلك إلى (ماء العلب البلاستيكية) بسبب انعدام ثقة الناس في ماء البزبوز، حيث أصبح لا يستخدم إلا في الاستحمام والغسيل والبعض يستخدمه في الطبخ أما في الشرب فأستطيع القول إن نسبة كبيرة من المستهلكين لا تستخدم سوى المعلب.
من المواضيع المهمة، التي تركز عليها شركات المياه موضوع غنى المياه المعدنية (المعلبة) بمواد معدنية مهمة للجسم، وقد خلصت دراسات لبعض المتخصصين في مجالات التغذية إلى أن الجسم يأخذ احتياجاته الأساسية من المواد المعدنية عبر الأغذية بالدرجة الأولى وليس المياه، فالتغذية هي المصدر الأساسي للمواد المعدنية، كما أن من أكبر مشكلات المياه المعلبة أن بعض جزئيات المواد الصناعية قد تتفاعل مع الماء ولا تتسبب في تغيير طعمه فحسب، بل وفي تغيير طبيعة الماء خلاف أن شرب المياه المعدنية يومياً يخفض المستويات الحمضية في المعدة ما يساعد على قتل مسببات الأمراض والبكتيريا في المعدة، وأيضاً تأثيرها على صحة العظام وتهيج الجلد.
أعتقد أن الإقبال على المياه المعدنية تسويقي وتجاري بحت ولا علاقة له بالجودة أو الأفضلية؛ لأنها تصب في صالح ماء الحنفية بامتياز، ربما يكون هناك تغير في الماء الوارد لبعض المنازل من الشبكة الرئيسية بسبب عدم نظافة الخزان بالدرجة الأولى، ولكن لا أعتقد أن الشبكة مسؤولة عن ذلك، ويمكن تجاوز تلك الإشكالية بوضع (فلتر) لتنقية الماء من الحنفية.
لو تخيلنا أن بوصلة المستهلكين توجهت لماء الصنبور عوضاً عن الماء المعلب بالتأكيد ستكون كارثة على منتجي تلك المياه، ولذلك لا بد من استمرار الدعاية والإعلان بشكل مكثف مع التركيز على سلبيات ماء البزوز حتى لا يفقدوا أرباحهم العالية.
شركة المياه الحكومية أعتقد يجب أن يكون لها حضور في هذا الجانب بالتوعية والإرشاد والتنبيه للمستهلك حتى لا يقع فريسة سهلة لشركات المياه الخاصة، ولكنها ما زالت غائبة.
ربما كثير من الأمراض المزمنة، التي يعاني منها الناس بسبب الشرب المتكرر لتلك العلب البلاستيكية وما تحتويه من مضار، تحتاج للتوضيح من جهات علمية وطبية، ونحن في الانتظار.
@almarshad_1