متبني فكرة التأسيس زيد بن مطلق الجبعاء بدعم من شقيقيه حسين ومحمد، واستطاع جمع العدد الكافي من اللاعبين المستعدين لتكوين فريق وتعهد شقيقه محمد بدعم الفريق ماديا، حيث إن هذه العقبة تعد المشكلة الكبرى في ذلك الوقت وتوفرها سيزيل الكثير من العقبات ففي تلك الفترة كان الأهالي يتحفظون على متابعة ومزاولة كرة القدم، وهذا الدعم وهذه التسهيلات التي تم توفيرها جعلت الهدف من تأسيس الفريق لا يتوقف على تمثيل الحارة أمام الحارات الأخرى فقط بل إلى منافسة أندية الرياض أيضا وتسجيل الفريق في سجلات الإدارة المشرفة على الشؤون الرياضية.
كواليس التسمية
وكانت أولى خطوات هؤلاء الشباب أو الصبيان هي تسمية الفريق فاجتمع أعضاء الفريق وهم: زيد بن مطلق الجبعاء وشقيقه حسين وعبدالله النزهان وسعود العفتان ومحمد الشافعي وعبد الرحمن الحوبان وعلي الحوبان ومحمد ضيف الله وسعد الخزيّم وناصر النفيسة وعلي بن محسن وعبد المحسن بن سيف لاقتراح اسم للفريق، وكان الاجتماع في منزل زيد الجبعاء، الذي يعتبر المقر الأول لنادي النصر واقترح المجتمعون عدة أسماء انحصرت في ثلاثة هي: (النسر الذهبي)، (النصر)، (العلم) واتفق الغالبية على اسم النصر لما يحمله من معنى.
إستراتيجية الدعم
الدعم الذي تعهد به محمد الجبعاء كان يتعلق بتوفير الكرات ومصاريف النقل أما الملابس الرياضية، فقد اتفق المؤسسون بتوفير كل لاعب مستلزماته الشخصية، كما تم تحديد ملعب تمارين النادي في براحة قريبة من قشلة الشرطة مقابل حديقة الفوطة من الجهة الغربية، وقرر المؤسسون أيضا بناء غرفة صغيرة في جهة من مكان الملعب لحفظ الملابس الرياضية والكرات ولوازم المطبخ، كما اتفقوا على تحديد موعد التمارين ومكان التجمع للذهاب الملعب، حيث تم تحديد منزل الجبعاء ومنزل ناصر بن نفيسة نقطة الانطلاق اليومية.
25 ريالا
وبما أن الطموح لا يتوقف وبما أن اسم الفريق له معان كبيرة رأى المؤسسون اختيار زي موحد للفريق، خاصة بعد انضمام لاعبين موهوبين للفريق مثل فيصل العسيلان وفهد العسيلان وفيصل الجبعاء وبعد مباراتهم مع موظفي المستشفى المركزي وتعادلهم بنتيجة المباراة رأى أفراد الفريق أنهم بحاجة ماسة للاستعانة بلاعبين ذوي مستوى عال لمقارعة الفرق الأخرى المنتشرة في أحياء الرياض وتوحيد زي الفريق، فقام محمد الجبعاء بدعم الفريق بمبلغ (25) ريالا ليكون هذا المبلغ اول مبلغ يدخل خزينة النصر، حيث كان الدعم السابق عبارة عن أدوات أما هذا فهو دعم مالي لرئيس النادي صرفه حسب احتياجاتهم.
الأصفر والأزرق
أجمع أفراد الفريق في عام 1376هـ على اختيار اللونين الأصفر والأزرق كلونين مناسبين للزي الرياضي الخاص بالفريق، خاصة وأنه لا يوجد فريق في الساحات والميادين يرتدي نفس هذه القمصان، فاشترى أفراد الفريق قمصان مخططة طوليا باللونين الأصفر والأزرق فيها خيوط تربط في رقبة اللاعب بالإضافة إلى شورتات زرقاء.
كما تم طلي الغرفة الخاصة بحفظ الملابس والكور باللونين الأصفر والأزرق. هذه المستجدات شجعت بعض الشباب على الانضمام للفريق كفهد الوعيل ومحمد الجويعي وعلي بن محسن وعبيد وعبيد الله أبناء محمد الدوسري الملقبان بالإخوة زرافة وآخرين، واستقر الرأي على أن يكون عبد الله النزهان قائدا للفريق وعلي الحوبان حارسا للمرمى وزيد الجبعاء لاعبا ورئيسا للفريق بعد هذه التطورات من دخول أناس جدد.
أزمة المصروفات
وكما هو الحال في الكثير من فرق الحواري التي تفتقد التنظيم وتعتمد على الاجتهادات الفردية تعرض الفريق لخلافات أدت إلى رحيل بعض اللاعبين وانضمام آخرين، حيث كاد الفريق يتفكك بعد رحيل زيد الجبعاء عام 1377هـ، مما كان له أثر على البعض، فاجتمع عدد من اللاعبين في منزل ناصر النفيسة وهم عبد الله النزهان وعبد الرحمن الحوبان وسعود العفتان وعلي بن محسن وفيصل العسيلان ودرسوا وضع الفريق فأدركوا أن محور المشكلة تكمن في المصروفات، فقرروا القيام بحملة كبيرة جمعوا على أثرها مبلغا كافيا لتحمل مصروفات الفريق.
علاج فعال
كما اتصل بعض اللاعبين وعلى رأسهم عبد الله النزهان بالمهتمين بالفرق الرياضية ومنافساتها للدعم والإشراف، وقد نجحت المساعي بضم عدد منهم وعلى رأسهم محمد أحمد العدني وأحمد عبد الله احمد (سوداني)، وهذا الأخير كان يعمل مع عبدالرحمن بن سعيد بالإضافة لعمله في مطعم المطار وهما من المتحمسين للكرة ومنافسات الفرق الرياضية هذا الاجتماع أثمر عن معالجة الكثير من القضايا وأهمها المالية فتم استئجار منزل خلف شارع الوزير في حارة القرعة ليكون مقرا للنادي وحدث هذا بتاريخ 1377/6/14هـ وتم تحديد هذا التاريخ من قبل البعض كتاريخ لتأسيس النصر وهذا خطأ، حيث إن الفريق لم ينحل ويتفرق أفراده بل إن في هذا التاريخ تم رأب الصدع وإعادة أبناء النادي من جديد وترتيب أوراق الكيان.
فتم شراء طقم جديد من أحد محلات الديرة وكانت الفانلات عبارة عن مربعات صفراء وزرقاء. كما تم الاتفاق مع صاحب سيارة وانيت لقبه (الأصقه) لنقل أفراد الفريق من وإلى التمارين أو المباريات.
مقارعة الكبار
وفي مطلع عام 1378هـ خرج فريق النصر من نطاق الحارات الضيقة إلى البرحات والحياييل لمقارعة الفرق الأكثر شهرة. حيث خاض عددا من المباريات مع فرق شهيرة في الرياض وفي عام 1379هـ انضم للفريق مجموعة من اللاعبين الموهوبين في هذه اللعبة من أمثال ناصر كرداش ومحمد النفيسة ورجب عبدالله ورزق سالمين، كما تم في هذا العام استئجار مقر للفريق بعد ترك المقر الأول وكان في حوطة خالد بالقرب من مدرسة سبيكة بمبلغ (600) ريال في السنة بواقع خمسين ريالا في الشهر، وقد تكفل محمد أحمد اليافعي الشهير بالعدني بالجزء الأكبر منه.
وانتقل الفريق من نطاق اللعب العشوائي إلى نطاق التدريب المنتظم والخطط، حيث انضم للفريق المدرب السوداني أحمد الجوكر للإشراف الفني على الفريق والذي كان أساسا لاعبا متنقلا بين الفرق، وأصبح عبيد الدوسري حارسا للمرمى وناصر النفيسة قائدا للفريق مع بقاء زيد الجبعاء كرئيس للنادي بشكل عام، وفي تاريخ 1380/4/1هـ صدر قرار من مجلس الوزراء يقتضي نقل إدارة الشئون الرياضية من وزارة الداخلية ومقرها مكة المكرمة إلى وزارة المعارف ومقرها الرياض باسم اللجنة الرياضية العليا. وفور تسلمها لمهامها قامت بحملة واسعة لحث الفرق الرياضية في مدينة الرياض لتسجيل نفسها رسميا حتى تدخل ضمن دائرة الاهتمام والتوجيه، وقد كانت هذه الحملة عن طريق مخاطبة رؤساء الفرق المعروفة التي بدورها تخاطب الفرق الأقل شهرة.
شروط التسجيل
وقد وضعت هذه اللجنة عدة شروط ومواصفات للتسجيل: أن تكون مباشرة المسئوليات الإدارية على عاتق السعوديين فقط بحيث يكون هناك رئيس رسمي ونائب وسكرتير وأمين صندوق وأعضاء مجلس إدارة، مع وجود مدرب للفريق. ووجود مقرّ للنادي بمواصفات معين، وتوفر ما لا يقل عن 40 لاعبا بالنسبة لأندية الدرجة الأولى (ممتاز حاليا) وثلاثين لاعبا على الأقل لأندية الدرجة الثانية (الأولى حاليا)،
كما لا يسمح لأكثر من أربعة لاعبين أجانب لفرق الدرجة الأولى كما لا يسمح لأكثر من لاعبين اثنين لفرق الدرجة الثانية. بعد صدور هذا القرار توارت فرق كثيرة لعدم استطاعتها تنفيذ هذه الشروط لكون معظم الفرق الكروية فرق حارات وحياييل يصعب عليها توفير ما هو مطلوب منها للتسجيل الرسمي وفي يوم الأربعاء 1380/5/20هـ.
إتمام المهمة
توجهت إدارة النصر إلى مبنى وزارة المعارف لتسجيل الفريق رسميا كفريق من فرق الدرجة الثانية لعدم توفر بعض المتطلبات لتسجيله كفريق من فرق الدرجة الأولى وكانت الإدارة على النحو التالي: عبد الله مختار رئيسا، ونادر المتعب – عتيق بن ناصر – سليمان الداود – فهد الوثلان – عبده عريشي – عيسى العيسى – أعضاء لمجلس الإدارة لهم مهمات مختلفة، أحمد الجوكر السوداني الجنسية مدربا.
