DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«جمعية الأدب».. مظلة قوية منتظرة لجمع شتات المثقفين

توفر لهم فضاء رحبا وتواكب المنتج الإبداعي المتدفقالمؤسسات الثقافية الحالية لا تستوعب غزارة الإنتاج الأدبيتحديد أهداف الجمعية وتوجهاتها شرط مهم لتحقيق النجاح

«جمعية الأدب».. مظلة قوية منتظرة لجمع شتات المثقفين
أكد عدد من المثقفين والأدباء أن «جمعية الأدب» التي تم الإعلان عن قرب إطلاقها بمثابة حلم لهم، وأن الأدباء يحتاجون إلى مظلة قوية تجمع شتاتهم، لأن المؤسسات الثقافية الحالية سواء كانت أهلية أو رسمية، كانت مناسبة في فترات سابقة، أما اليوم فهي لم تعد كافية أو قادرة على استيعاب المنتج الأدبي الحالي والحراك الذي يواكبه، إذ أصبحنا مطالبين بفتح آفاق ومنابر جديدة كما ونوعا، تكون قادرة على مواكبة الكم الهائل من المنتج الأدبي السعودي، وتخلق للمبدع فضاء حيويا خصبا لتنمية إبداعه، مشيرين إلى أن نجاح الجمعية يتوقف على عدة عوامل، منها أهلية وكفاءة القائمين عليها، وحجم الصلاحيات المتاحة لهم، والدعم المالي الذي سيضمن ديمومة الحراك والنشاط الثقافي للجمعية.
وسيلة تجمع
يقول الروائي والأديب والكاتب سعد عبدالله الغريبي: كل مجموعة يؤلف بينها رابط ما لا بد أن يكون لها ركن تأوي إليه ويلتقي فيه أفرادها، يتعارفون فيما بينهم، ويتبادلون الرأي في قضاياهم وهمومهم المشتركة، ويصبح هذا المكان عنوانا لهم يقصدهم فيه من يريدهم من مريدين وغير مريدين.
والأدباء فئة لها اهتماماتها ونشاطاتها وأفكارها ونتاجاتها، فلا بد من وسيلة تجمعهم للتعارف والتآلف، ومن غير أن تكون لهم رابطة تجمعهم سيظلون آحادا مبعثرين في شتى أصقاع المملكة مترامية الأطراف، لا يلتقون إلا لماما ومصادفة، بل إن الواحد منهم لا يعرف نظيره وإن يكن محله قريبا من محله.
وتابع: أتمنى أولا أن يكون هناك تعريف للأديب، وحدود لدائرة الأدب، فلا يدخل هذه الدائرة إلا منتم لفئة الأدباء، لأن انضمام غيرهم يوهن وحدتهم ويبعثر جهودهم، وقد يخرجهم عن أهدافهم وتوجهاتهم، ثم أتمنى تحديد أهداف هذه الجمعية وتوجهاتها، حتى يمكن بناء على ذلك رسم الخطط وتوزيع المهام على الأفراد، وأخيرا أتمنى أن يتساوى الأعضاء في الحقوق والواجبات، فلا يقدم عضو على آخر لأي سبب، فالتفرقة بين المنتسبين إلى دائرة واحدة غالبا ما تفرق أكثر مما تجمع.
منابر جديدةأما الروائي والقاص خالد سعيد الداموك فيقول: بالنظر إلى غزارة الإنتاج الأدبي في السنوات الأخيرة، يمكنني القول بلا تردد إننا لسنا بحاجة إلى تطوير المؤسسات الثقافية الحالية وتوسيع نطاق عملها فحسب، بل مطالبون بفتح آفاق ومنابر جديدة كما ونوعا، تكون قادرة على مواكبة الكم الهائل من المنتج الأدبي، وتخلق للمبدع فضاء حيويا خصبا لتنمية إبداعه.
وأضاف: كل المؤسسات الثقافية الحالية كانت مناسبة لفترات سابقة، أما اليوم فهذه المؤسسات ليست كافية وليست قادرة على استيعاب المنتج الأدبي الحالي والحراك الذي يواكبه، بل إن إبقاء الوضع على ما هو عليه سيكون سببا في إهمال ثروة وطنية تعبر عن الإنسان السعودي وحياته وثقافته وبيئته، وإهدار للكثير من الإنتاج الأدبي المميز.
حساسية المشهدفيما يرى الشاعر والروائي والقاص محمد الفوز، أن نظام الجمعيات لن يشكل إضافة للأدب والأدباء ولن يقرب النفوس، لأن المبدع بطبعه نرجسي وانطوائي، ومعظم الملتقيات والفعاليات الأهلية والحكومية لم تفلح في احتواء حساسية المشهد الأدبي، فهل لجمعية لها هيكل تنظيمي وبرنامج محدد أن تستوعب كثافة الأدباء وتصهرهم في روح واحدة؟
وأضاف: منطقيا لن يجتمع الأدباء على رأي، لأن الأدب متمرد بطبعه، والاختلاف هو أساس القيم الإبداعية التي يندرج تحتها الأدب، ولكن قد تنجح جمعية الأدباء في المصاهرة مع جمعيات أخرى، وعقد شراكة مجتمعية للتعريف والتعرف على الآخر، لا سيما أن نظام الجمعيات كقطاع غير ربحي عليه إشكالات كبيرة، فمن الصعب أن تجد شخصا يدعم الكلام لكن بسهولة تجد من يدعم الطعام، وأشير إلى أن دعم الملتقيات الأهلية والاقتراب والاستفادة من تجاربها العريقة والمتجذرة عبر الزمن قد يكون نواة لتأسيس جمعية الأدب والأدباء، وتبقى كل الأفكار الجديدة قابلة للنجاح إذا وجدت أشخاصا يؤمنون بها، ولا بد من التجربة وعدم الرضوخ للاعتبارات الشخصية أو لحساسية الأدباء، بل لا بد أن نكسر حاجز الصمت ونمد جسر الضوء بين ضفتي العزلة والإبداع.
مظلة وكيانويتحدث القاص عبدالله الرستم قائلا: لكل مجال فكري أو ثقافي مظلة يتحرك تحتها أو كيان ينتسب إليه لكسب الشرعية له، ولضمان أهلية وسلامة أي منتج أو حراك لتلك المجالات، وهذا الكيان أو هذه المظلة تعبر عنها بالجمعية والتي تقوم على ضبط وإدارة هذا الحراك، ومنع نشوء أي كيانات فردية أو تشكيل أحزاب ثقافية أو أدبية خارج نطاق الجمعية، فهذا بلا شك سيخلق بيئة خصبة للموهوبين والمبدعين من الشباب والشابات للحصول على فرصتهم في المجال الأدبي، كما يمنح للأديب والمفكر والمثقف قيمة مستحقة، وبالتالي سيمنح الوطن على المستوى الثقافي والأدبي حضورا مشرفا إقليميا وعالميا، لكن يبقى نجاح عمل الجمعية منوطا بعدة عوامل، منها أهلية وكفاءة القائمين عليها، بحيث تمنح الثقة لمن يملكون أفقا واسعا وأفكارا خلاقة بعيدا عن النمطية والتقليدية، كذلك حجم الصلاحيات المتاحة للقائمين على إدارتها يجب أن يكون كبيرا بما يتوافق مع الأطر والمعايير التي تضعها الجمعية.
والعامل الثالث هو الدعم المالي الذي سيضمن ديمومة الحراك والنشاط الثقافي للجمعية، من إقامة ورش ودورات وأمسيات وطباعة النصوص الجادة والمميزة بالمجالات الأدبية والثقافية كافة.
إضافة حقيقية
ويؤكد د. أحمد الهلالي أن وجود جمعية مستقلة للأدب والأدباء سيكون إضافة حقيقية للمشهد الأدبي السعودي، وسيسهم في الارتقاء بالمشهد، وقال: كل تلك الأحلام مرهونة بماهية هذه الجمعية، فالجمعيات في قطاعات أخرى كثيرة، لكنها لا تلبي رغبات أعضائها ولا تطلعاتهم، خاصة أنها لا تملك مصادر دخل ثابتة تستطيع من خلالها الإنفاق على أنشطتها، وسيكون اعتمادها على اشتراكات الأعضاء، وقد حاولت أن أشترك في إحدى الجمعيات، لكن رسم الاشتراك السنوي كان مبالغا فيه، ولا يوجد فرع لها في مدينتي، فرأيت أن من الحكمة أن أتراجع عن الاشتراك فيها.
وأضاف: الأدباء منذ مؤتمر الأدباء الأول يتلهفون على من يمد إليهم يد العون من خلال صندوق خاص يساعدهم على أعباء الحياة، ويساندهم في مشروعاتهم الإبداعية، وخدمتهم خدمة مثلى، وإن لم تتأسس الجمعية على أساس تلبية تطلعات الأدباء وتحقيق آمالهم، فستكون نسخة من جمعيات أخرى لا نسمع عنها إلا عند انتخاب مجالس إداراتها، وهي غالبا محدودة الأثر لأنها لا تبارح العاصمة إلى كل مدن الوطن.
اتساع الرقعةوأكد الشاعر علي النمر أنه حين يجد الأدب والأدباء حاضنة واسعة تستوعب همومهم وتذلل مصاعبهم وتقدم لهم مزايا للنشر والانتشار، ستثبت الجذور وتمتد الأغصان، كما سيتسع المشهد الأدبي باتساع رقعة الوطن، وسيتعرف أديب شرقه بتراث جنوبه، ويطل بديع غربه على شاهق شماله ووسطه، ليقدموا مزايا خاصة محفزة تفتح الاستشارات الناهضة وتنسق المشهد الأدبي بتعاضده، كي يظهر كما يستحق.
لم الشتات
وقال الشاعر والباحث في العلوم الإنسانية عبدالهادي صالح: في ظني أن وجود جمعية للأدب سيوفر الكثير من الجهد والوقت، ويلم شتات الأدب والأدباء، وسيكون دورها مؤثرا شريطة ألا تكون نسخة مكررة من الأندية الأدبية أو كليات الآداب في الجامعات، ويكون دورها مستقلا وفاعلا بفروع عدة في مناطق المملكة، وتفعيل الانتخابات فيها لتكون نتائج مخرجاتها جيدة وتعكس الصورة الصحيحة للأدب السعودي والعربي على حد سواء، وسننتظر الإعلان عنها لتتضح الرؤية والأهداف من قيامها والأعضاء الذين يمكنهم الانضمام إليها واستحقاقهم للقب أدباء، وكل ما نرجوه من وجود هذه الجمعية أن تسهم في التنمية الأدبية ونشر الوعي في المجتمع ورعاية حركة الفكر والأدب وتشجع الأدباء الجدد ودعم إنتاجهم.