DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بين الجوع وصحة الزعيم.. مصير غامض ينتظر كوريا الشمالية

شعب يعاني من نقص الغذاء ودولة تمتلك أسلحة نووية ومخزونا كبيرا من «الكيماوية»

بين الجوع وصحة الزعيم.. مصير غامض ينتظر كوريا الشمالية
بين الجوع وصحة الزعيم.. مصير غامض ينتظر كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية وشقيقته الصغرى ومساعدته كيم يو جونغ (أ ب)
بين الجوع وصحة الزعيم.. مصير غامض ينتظر كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية وشقيقته الصغرى ومساعدته كيم يو جونغ (أ ب)
في ظل دلالات وشواهد غير معهودة يمكن استخلاصها من تحدث زعيم كوريا الشمالية علنًا عن أن بلاده تواجه أزمة غذاء كبيرة، برغم أنه يتظاهر دائمًا بعدم وجود مشكلات في بلاده، تبرز علامات استفهام بشأن الأوضاع الداخلية التي تشهدها البلاد، لا سيما وسط الغموض بشأن صحة الزعيم الذي أثيرت تكهنات كثيرة مؤخرًا بشأنها.
ويقول الباحث تريفور فيسيث، المختص في قضايا الشؤون الدولية في تقرير نشرته مجلة «ناشيونال إنتريست»: إنه في خطابه الذي ألقاه في 27 يوليو بمناسبة الذكرى السنوية للهدنة التي أنهت الحرب الكورية في 1953، اعترف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بأن جائحة فيروس كورونا تسببت في «أزمة معاناة» في البلاد.
وهذه هي المرة الثالثة منذ بداية العام الجاري التي يصف فيها الزعيم الكوري الشمالي الوضع السلبي للأوضاع داخل البلاد.
وفي تصريحاته الأخيرة، قارن كيم الجائحة المستمرة بالمجاعة الكورية الشمالية في 1994، التي تصفها المصادر الرسمية تقليديًا بأنها «مسيرة المعاناة» في البلاد، التي فقد فيها ملايين الكوريين الشماليين حياتهم.
تلميحات كيم
إن تلميحات كيم لمشكلات بلاده «تشكل اعترافًا مروعًا» من جانب قيادة كوريا الشمالية، التي قللت تاريخيًا من شأن المشكلات داخل البلاد أو قمعت الأنباء ذات الصلة، بحسب «تريفور فيسيث»، ولم تذكر تصريحات زعيم البلاد بشأن أزمة البلاد على وجه التحديد حالات الإصابة بفيروس كورونا كسبب للقلق، بل أشار إلى الظروف الاقتصادية المتدهورة بشكل عام والمتزامنة مع الجائحة.
وأغلقت البلاد حدودها إلى حد كبير مع الصين، وانخفضت الأنشطة التجارية بين البلدين بشكل حاد في النصف الأول من عام 2021، وانخفضت الصادرات الصينية إلى بيونغ يانغ بنحو 85% عن مستوياتها قبل الجائحة، لتصل إلى 56.7 مليون دولار، وفقًا لصحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست».
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن الإمدادات الغذائية لكوريا الشمالية تأثرت بشدة أيضًا بالأحوال الجوية الأخيرة. واعترف كيم بنقص الغذاء في يونيو الماضي، وفي الشهر الحالي أغسطس، أعلن الجيش الكوري الشمالي أنه سيطرح مخزونه الطارئ من الأرز للاستخدام العام. وفي يوليو، قدرت الأمم المتحدة أن كوريا الشمالية ستواجه نقصًا في الغذاء بنحو 850 ألف طن في عام 2021، وأشار البنك المركزي الكوري الجنوبي (بنك كوريا)، إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انخفض بنسبة 4.5 % في عام 2020، رغم صعوبة جمع إحصاءات عن اقتصاد كوريا الشمالية بسبب الطبيعة المنعزلة للبلاد، وقدر بنك كوريا أيضًا أن قيمة صادرات كوريا الشمالية انخفضت بمقدار الثلثين، لتصل إلى 90 مليون دولار.
تقليص عقوبات
كما قلصت العقوبات الدولية، بما في ذلك العديد من العقوبات المفروضة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من قدرة النظام على جمع الأموال.
وفي حين أصرت حكومة كوريا الشمالية بشكل غير معقول على أنها لم تشهد أي حالات إصابة بفيروس كورونا منذ ظهور الجائحة، ولم تبدأ برنامج تطعيم لمواطنيها، سلط المراقبون الخارجيون الضوء على أدلة غير رسمية بأن الفيروس ينتشر في البلاد، ومن الممكن أن يكون أي تفش للفيروس كارثيًا بشكل خاص في كوريا الشمالية، بسبب نظام الرعاية الصحية الضعيف أصلاً في البلاد.
ويتزامن كل هذا الغموض المجتمعي في الدولة المنعزلة مع غموض آخر بشأن الأوضاع الصحية للزعيم كيم الذي أثارت صور له مؤخرًا يبدو فيها أكثر نحافة من مظهره المعتاد، تساؤلات حول وضعه الصحي.
وتقول «ناشيونال إنتريست» في تقرير آخر لها للباحث إيلي فوهرمان: إنه غالبًا ما يجد الزعيم الكوري الشمالي نفسه موضوعًا لعناوين الأخبار الدولية. وسواء تعلق الأمر بمشاركته في بعض الأنشطة المتعلقة ببرامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في كوريا الشمالية، أو مشاركته في حدث محلي أو زيارة مشهدية، فإن عددًا قليلاً من القادة يجذبون نفس القدر من الاهتمام الذي يجذبه كيم، خاصة تجاه أوضاعه الصحية مؤخرًا، ويُعتقد أن كيم يعاني السمنة المفرطة سريريًا ويعتقد أنه يعيش نمط حياة ينطوي على كل من الشرب المتكرر للخمور والتدخين الكثيف. ونظرًا إلى ضعف صحته وتاريخه العائلي المحتمل من مشكلات القلب وغيرها من المشكلات الصحية، فإن أي علامة أو مؤشر محتمل على تدهور صحة كيم جونغ أون تثير اهتمامًا كبيرًا.
الأسلحة الكيماوية
ويقول فوهرمان: إن هذا الاهتمام بصحة كيم أمر مفهوم فهو زعيم بلد يمتلك أسلحة نووية ومخزونًا كبيرًا من الأسلحة الكيماوية، حيث يمكن أن يكون لأي عدم استقرار في رأس هرم السلطة، بما في ذلك الوفاة المفاجئة لزعيم يتمتع بالسلطة المطلقة، عواقب وخيمة، غير أن مقدار الاهتمام الذي يولى لصحة كيم جونغ أون يمكن أن يثبت في بعض الأحيان أنه مفرط ويهدد بالانتقاص من تحليل الأحداث التي تشمل كيم والقيادة الكورية الشمالية والبلاد ككل.
ويقول فوهرمان: إن المخاوف بشأن صحة كيم جونغ أون ليست في غير محلها، فمظاهر البدانة الواضحة على كيم دفعت الخبراء الطبيين إلى التكهن بمجموعة من المشكلات الطبية المزمنة التي قد تصيب كيم، بما في ذلك أمراض القلب والسكري الثانوي وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول في الدم. وهذا، إلى جانب تاريخ من أمراض القلب في عائلة كيم وأسلوب حياته الذي يشمل الشرب المتكرر والتدخين الكثيف، وهو ما يعني أن كيم معرض على الأرجح لخطر التعرض لنوبة قلبية حادة أو سكتة دماغية في وقت ما في السنوات العشر المقبلة.
وهذا أمر مهم بالنظر إلى أن كوريا الشمالية تمتلك ترسانة متنامية من الأسلحة النووية، فضلاً عن مخزون كبير من الأسلحة الكيماوية، وفي حالة وفاة كيم مبكرًا أو عجزه نتيجة حالة طوارئ صحية كبرى، فإن عدم الاستقرار الناجم عن ذلك يمكن أن يؤدي إلى الاستخدام المتعمد أو العرضي لأسلحة الدمار الشامل، حيث تتنافس الفصائل داخل كوريا الشمالية على السيطرة، أو عندما يتم القيام بأعمال عدوانية خارجية كوسيلة لإظهار أو ترسيخ الاستقرار والقوة الداخليين.
ويضيف فوهرمان أنه لا عجب إذن إزاء الاهتمام الذي تثيره أي تطورات تتعلق بصحة كيم، سواء كانت إيجابية أو سلبية، حيث تجذب كثيرًا من الاهتمام بما في ذلك اهتمام محللي الاستخبارات الكوريين الجنوبيين.