DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«فنون العمارة والتصميم».. جائزة تدعم التعبير عن هوية المجتمع

تلهم مخيلة المتخصصين لاستنطاق أفكار جديدة وتشجع على استدامة عطائهم الفعال

«فنون العمارة والتصميم».. جائزة تدعم التعبير عن هوية المجتمع
أكد مختصون معماريون أهمية تسليط الضوء على «فن العمارة»، وذلك من خلال تخصيص جائزة «فنون العمارة والتصميم» أحد فروع مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية»، مشيرين إلى أنها تأتي بمثابة تعزيز لأسس الجمال المعماري، إذ تحمل في طياتها بعدًا ثقافيًا ودليلًا حضاريًا عبر اهتمامها بالتصاميم المدهشة، المنطلقة من التعددية الجغرافية والثقافية التي تتمتع بها المملكة، جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الثقافة بدء أعمال الدورة الثانية من المبادرة، وتحديد شهر ديسمبر من كل عام موعدًا ثابتًا للترشيحات.
هوية معمارية
أشاد أستاذ العمارة والفن د. هاني محمد القحطاني بالالتفاتة المهمة تجاه «فن العمارة» وتسليط الضوء عليه؛ كونه نتاجًا ثقافيًا للمجتمع في المقام الأول، ومُعبرًا عن هويته من خلال الأفكار التصميمية المبدعة والمستوحاة من الطابع العمراني والجغرافي لكل منطقة، مثل فن العمارة الحجازي وغيره، وهو ما يؤكد أن الثقافة هي الحاضنة الأم للعمارة الفنية وللحس الجمالي.
وقال: عادة ما يتم ربط العمارة في أذهان الناس بالهندسة، وقد تجسد ذلك فيما كان يُعرف وما زال بـ«الهندسة المعمارية» غير أن هذا الربط بين العمارة والهندسة وإن كان مبررًا ومشروعًا، فإنه يتجاهل عن غير قصد جوهر العمارة باعتبارها فنًا فطريًا، يحتوي على كافة الجوانب الإنسانية وما ارتبط بها من فنون بصرية وطقوس اجتماعية، ولذلك قيل إن العمارة أم الفنون.
وأضاف: منذ القدم كانت العمارة فنًا وظيفيًا ومجالًا للمنافسة، وقد أبهرت العالم من خلال تنافس مصمميها ومبدعيها، الذين أكدوا أن العمارة ليست مجرد بناء بعينه، بل هي نظام بيئي يتفاعل بإيجابية واستدامة مع محيطه ومنعكس عنه، وحفظت لنا كتب التاريخ أعمالًا رائعة، وما عجائب الدنيا السبع القديم منها والحديث إلا عبقرية معمارية خالدة.
تنافس إبداعي
ويرى رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لعلوم العمران د. غازي العباسي، أن الجائزة تركز في مسعاها على مسارات متعددة للمعماريين والمصممين الحضريين ومعماري البيئة، إضافة إلى المعماريين والمصممين الداخليين. وقال: هذه الجوائز من شأنها أن تشحذ الهمم وتخلق التنافس الإبداعي لإبراز ما يتمتع به الممارسون من قدرات تصميمية مميزة ستنعكس على مجتمعهم، من خلال العمارة التي تُعد إحدى أهم فنون المهنة في حياة الشعوب الذين يعيشون بين أكناف العمران بكافة صوره، سواء كان ذلك في مبنى أو ساحة أو تكوين حضري، لذلك ستسهم الجائزة من خلال كل دورة بلا شك في ازدياد مساحة الجمال العمراني، ورفع مستوى التصاميم والأفكار الإبداعية، إضافة إلى الارتقاء بذائقة المهتمين من خلال بحثهم عن التصاميم الجميلة لمنازلهم أو الحي الذي سيقطنون فيه.
ديمومة جمالية
وأوضح المهندس المعماري عارف السلطان أن جائزة «فنون العمارة والتصميم»، وبينما تدخل عامها الثاني، فإنها ستلهم مخيلة المعماريين والمصممين لاستنطاق أفكار تصميمية جديدة، وتشجع على استدامة عطائهم الفعال، من خلال مساحة التنافس الإيجابي الذي يكرّس الجمال كقيمة حضارية ويلبي الذائقة المجتمعية. وقال: البيئة التنافسية الإيجابية فضلًا عن رفعها لجودة التصاميم والمنتجات المعمارية، ستسهم في تكوين بيئة عمرانية متكاملة، فيما ستعزز الجوائز من أسماء المبدعين كل دورة وتبرزهم على المستويَين المحلي والدولي، وذلك بالتناغم مع عطائهم وجودة مخرجاتهم التصميمية لمواكبة ما تعيشه المملكة من نهضة في كافة المجالات.
مبادرة الجوائز
وكانت وزارة الثقافة قد أطلقت مبادرة «الجوائز الثقافية الوطنية» ضمن برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية السعودية 2030، وذلك للاحتفاء بالمنجزات والإسهامات الثقافية للأفراد والمجموعات والمؤسسات في مختلف القطاعات الثقافية، وقدّمت الوزارة الدورة الأولى من المبادرة في يونيو 2020، وتوجت الفائزين بجوائزها في حفل أقيم في قصر الثقافة بحي السفارات بالرياض في شهر أبريل الماضي، والمتضمنة مساراتها 14 جائزة ثقافية تُمنح بشكلٍ دوري لأهم الإنجازات الثقافية التي يحققها الأفراد السعوديون أو المؤسسات الثقافية الناشطة في المملكة، وهي: جائزة شخصية العام الثقافية، وجائزة الثقافة للشباب، وجائزة المؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى جائزة الأفلام، وجائزة الأزياء، وجائزة الموسيقى، وجائزة التراث الوطني، وجائزة الأدب، وجائزة المسرح والفنون الأدائية، وجائزة الفنون البصرية، وجائزة فنون العمارة والتصميم، وجائزة فنون الطهي، وجائزة النشر، وجائزة الترجمة.
تواكب ما تعيشه المملكة من نهضة في كافة المجالات
التنافس الإيجابي يسهم في تكوين بيئة عمرانية متكاملة