فالتفكّر والتدبّر والتبصر وغيرها من الوظائف الخاصة بالعقل تعتبر-أيضًا- أدوات مهمة لتقريب المسافة بين العبد وربه؛ لأنها إن فُعِّلت واستُخدِمت بشكل سليم فإنها ستعين القلب على الطمأنينة والانشراح المؤديَين إلى الاستقرار النفسي والفكري وغيرها. والعَالِم المُفكر يجتهد كثيرًا في الدراسات والأبحاث، والتي بدورها تساعده على حُب الله والتعلق به أكثر. وكأن العقل مُحرِّك يُنتج طاقة فكرية تقوم بدورها على تغذية القلب لغرض النمو والتجدد.
وبين العقل والقلب علاقة تعين الإنسان على الرسوخ في العلم والإيمان، وأرى أن في هذه الأيام المباركة يجب علينا أن نتمعَّن في أسباب كونها فضيلة، والقيمة من جعلها خاصة في هذا الوقت. فالمُؤمن يخصص وقته للعبادة بأمر من الله تعالى في بداية كل سنة لتجديد الولاء مع ربه. لذلك عليه أن يستغل الفرصة لتفعيل العقل والقلب معًا؛ ليشعر بلذة الإيمان أثناء تأدية العبادات. والأعمال الصالحة تجارة تنفع صاحبها في الدنيا والآخرة، ونحن في فرصة عظيمة علينا أن نُحسن استخدامها.
وأخيرًا، فإن للوقت واليوم قيمًا مختلفة لا يُقدِّرها إلا المؤمن الذي يجتهد في استثمار كل لحظة من حياته. فهنيئًا لمَن استطاع تفعيل عقله ليُعين قلبه على التعلق بربه، وكلما زادت العبادات الخالصة لله زاد التعلق به أكثر فأكثر. وإخلاص العمل والصدق مع الله تعالى يختصر الكثير من المسافات الشائكة التي لربما تُعيق أو تؤخر صاحبها عن الخير.
@FofKEDL