منذ عشر سنوات يسيطر حزب الإخوان على مفاصل الحكومة في تونس، ولم يهتم ببرامج التنمية والتمكين الوطني، إلا لماما، وركز كل جهوده وطاقاته على تمكين تنظيم الإخوان محليا وعربيا ودوليا، لهذا لم يبذل زعيم حزب النهضة الإخواني راشد الغنوشي، أي جهد لخدمة تونس، قدر ما بذله من جهد قتالي، لخدمة تمكين الأردوغانية التركية في تونس وشمال أفريقيا، والولع بالسلطة وعرض الدنيا ومتاع الغرور. ولم تقدم حكومات الإخوان أي برامج وطنية مفيدة في تونس، بقدر انخراطها في مشاجرات حزبية، والاهتمام بشئون التنظيم وتمكينه. لذا ليس مستغربا أن تواجه تونس تحديا جديا في القطاع الصحي.
حتى الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، المبتلى الآخر بداء الأيدولوجيات، يبرع في الخطابيات والمنابر والمنتديات، وقد فشل فشلا ذريعا في إدارة الدولة، لأنها أفعال ومشروعات على الأرض، وليست خطابيات منابر وميكروفونات. ولو أوتي المرزوقي من الإدارة ربع ما أوتي من المهارات الخطابية، لنهض بتونس، ولما تركها تواجه العواصف بحال أسوأ مما كانت عليه يوم تتويجه. بل هو مستمر في غيه وعوالمه الأيدولوجية وتنظيراته التي أثبت أنها شكلية وفارغة.
والأيدولوجيات تبلد الإحساس الوطني، إذ لاحظنا أن المرزوقي كان مشغولا في إحياء ليالي الرئيس المصري السابق محمد مرسي، والنواح في ذكرى وفاته، في وقت يتساقط تونسيون كثيرون صرعى بوباء كورونا وتونس تواجه مدلهمات المجهول. ولم يفكر ببذل أي جهد لمساندة وطنه ومواطنيه في أوقات عصيبة ومؤلمة لكل إنسان.
حمى الله تونس والتوانسة وعز الله شرفاء الوطن الأخضر الشقيق.
* وتر
تونس.. نجمة المتوسط..
وأناشيد قرطاج..
إذ هبوب الشواطئ ومروج مجردة الخضر،
وخصل صبايا الحقول.. قصائد التاريخ
@malanzi3