لبيوتنا حرمة لا ينبغي أن يطلع عليها أحد، لأن الحاصل أن معظم الناس عندما تستشيرهم بما يحدث في بيتك، سيكونون على أحد أمرين، حاسد قد يضرك أو صالح لا يملك منفعتك.
انظر إلى هدي الأنبياء في تربية أبنائهم على كتمان أمر مفرح مضنة أن ينقلب على صاحبه، فهذا نبي الله يعقوب -عليه السلام- يوصي ابنه يوسف -عليه السلام- بعدم إفشاء رؤيا، حتى لإخوته، (قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ)، فما بالنا بالغريب، الذي لا نعلم عن حاله إلا القليل.
الزوجان أكثر الناس دراية بمشاكلهما وأعرف الناس بطريقة حلها، فلو سربت الأخبار إلى الأقارب لمال في الغالب أهل الزوج معه، وقس على ذلك مع أهل الزوجة. وبدلًا من أن نسهم في حل الأزمة، زدنا الطين بلة والحبل عقدة، وعوضًا عن إغلاق الباب ومنع تسرب الأخبار، فتح الباب على مصراعيه وأصبح كل من الفريقين يدلي بدلوه.
البيوت ينبغي ألا تكون شفافة كواجهات المعارض والمحلات، يتفرج عليها مَنْ هم في الخارج، ولا أن تكون شرفات يقضي فيها الناس أوقاتهم، بل على العكس تمامًا فما فيها من أسرار وحكايات ينبغي ألا تغادرها لأي سبب كان، لتدوم المحبة بين أهلها وتستمر الألفة بينهم.
وختاما، فنحن هنا نتحدث عن معظم الخلافات الزوجية الاعتيادية، التي يمكن معالجتها في ساعات أو أيام على أقصى حد، ولكننا لا نعني بذلك الخلافات التي تطول وتكون طريقًا لانفصال الزوجين عن بعضهما البعض لا قدر الله، فعندما تتحول المشكلة إلى هذا الوضع الخطير، فعند ذلك، ليس هناك بداً من العمل بوصية المولى عز وجل: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا).
فلنحافظ على بيوتنا من عين حاسدة، أو ناصح غير راشد، ولنسأل الله أن يديم على بيوتنا وبيوت المسلمين الستر، وأن يكفينا شر العابثين وحقد الحاقدين.
قال الشاعر:
حبي لأهلي وأولادي وعائلتي
ومَنْ يلوذ بأهلي حب ذي شيم
فمَنْ أحبهم أحببته علناً
وباطناً وأنا ضد لضدهم
azmani21@