لا تعتمد التعاملات في العملة الرقمية المشفرة على البنوك في التداول أو أي طرف ثالث يسهل عملية التبادل الندية التي بدأت إعلاميا في الظهور أول مرة في عام 2008م. ولقد تم اختراعها من قبل شخص أو مجموعة من الأشخاص غير المعروفين. عرفت باسم ساتوشي ناكاموتو، بحيث بدأ استخدامها في عام 2009 عندما تم إصدار تطبيقها كبرنامج مفتوح المصدر. لقد أعلن ساتوشي ناكاموتو في 2016م أنه رجل الأعمال الأسترالي كريغ رايت، حيث قدم دليلا تقنيا على ذلك، لكن تم كشف عدم صحة أدلته وزيفها بسهولة. الحقيقة أنه لا يعرف السبب وراء غموض هوية مخترع بتكوين.
يتم التحقق من حوالات شبكة بتكوين باستخدام التشفير، ويتم تسجيلها في سجل حسابات يسمى سلسلة الكتل Blockchain، ويتم إنشاء بتكوين كمكافأة لعملية تعرف باسم التعدين، بحيث يمكن استبدالها بعملات ومنتجات وخدمات أخرى. تشير تقديرات البحوث التي تنتجها جامعة كامبريدج إلى أنه في عام 2017م، هناك ما بين 2.9 إلى 5.8 مليون مستخدم يستعمل محفظة لعملة رقمية، ومعظمهم يستخدمون بتكوين. يزيد عدد المتعاملين في بتكوين يوميا، حيث يبلغ 300 ألف شخص حول العالم.
لقد وصل عدد محافظ سلسلة الكتل Blockchain أكثر من 70 مليونا منذ نوفمبر2011 حتى نهاية مارس 2021 مما يسهم في زيادة نمو التعاملات في عملة بتكوين. أما بخصوص أعلى سعر للبتكوين فقد كان 64789 دولارا في 14 أبريل 2021م، لكنه هبط فجأة الى 30321 دولارا في 19 مايو بعد بيع الن ماسك الرئيس التنفيذي لسيارة تسلا نسبة من أسهمه في بتكوين. التذبذب في سعر السهم سريع وحاد صعوداً وهبوطاً ما يجعل الاستثمار فيه مغامرة صعبة تحتاج لقلب يتقبل الخسائر من غير خوف. وينسب الاقتصاديون الانخفاض الأخير الحاد في سعر بتكوين لقرار الحكومة الصينية بمنع التعامل بالعملات الرقمية المشفرة ما هوى بها بما فيها بتكوين.
تنتقد بعض الحكومات والمؤسسات المهنية المهتمة بنظافة التعاملات التجارية بتكوين بسبب إمكانية استخدامها في إجراء معاملات غير قانونية مثل غسل الأموال، والكمية العالية من الطاقة الكهربائية المستخدمة للتعدين، وذلك لإنتاج كمية جديدة من بتكوين، وبسبب تقلب سعر الصرف، والاختراقات في أسواق التداول من خلال شبكة بتكوين. ولقد وصفها بعض الاقتصاديين بأنها فقاعة مضاربية، لكن هذا لا يمكن التحقق منه إلا إذا عرفنا من يكون وراء العملة الرقمية الغامضة والهدف منها والسعر الحقيقي لها ومستقبلها. شبكة بتكوين تعمل منذ 2009م، ولم تتوقف منذ أول تداول فيها، وبسبب نظام الإجماع حول العملة المشفرة لم يستطع أحد اختراق سلسلة كتل بتكوين. معظم الاختراقات التي حصلت في بتكوين كانت بسبب أخطاء بشرية في إدارة المحفظة وليس بسبب عيوب في التصميم.
رأيي الشخصي لابد من أخذ الحذر الشديد من الاستثمار في العملات الرقمية المشفرة. شخصياً لم أستثمر في أي عملة رقمية مشفرة لأن نسبة المخاطر عالية جداً بالإضافة إلى عدم توفر الجهات المرجعية عند الحاجة للمعلومة.