@alzebdah1
لم يعتد المجتمع السعودي على سماع مصطلح «الخيانة العظمى» إلا بعد إعلان وزارة الدفاع خبر تنفيذ حكم الإعدام لثلاثة أشخاص من منسوبيها بعد إدانتهم بالخيانة العظمى، الخبر بلا شك صادم، والمصطلح غير مألوف في الاستخدام الرسمي كتوصيف لجريمة تستحق عقوبة الإعدام، فخيانة الوطن فعل إجرامي يهدف إلى إثارة الفتنة والبلبلة والإضرار بالمجتمع والأمن والاستقرار الوطني، خصوصاً إذا جاءت من المؤتمنين على أسرار الدولة، وأقسموا على حمايتها، فتكون الجريمة عظمى ولا تغتفر.
وعلى مر العصور، تجد العديد من خونة الأوطان ولكنهم ذهبوا بعارهم وظلت الأوطان بشموخها، ومع هذا تبقى خيانة الوطن هي الخيانة العظمى، التي لا يستحق مستحلها الشفقة أو الرحمة، بعد أن أسفر التحقيق معهم بإدانتهم بارتكاب جريمتهم بالتعاون مع العدو بما يخل بكيان المملكة ومصالحها العسكرية، وعلى مر السنين تصدى المجتمع السعودي للكثير من المحاولات لخلخلة الصف والحياد عن نهج الدولة، لكن الوعي المجتمعي ويقظته بما يدور حوله كان الحصن الحصين لتصدي ووأد الفتن، فالانتباه للنوايا السيئة والأهداف المشبوهة، وعدم إعطاء أي قيمة بتداول الشائعات ونشرها أو تمكين العدو من الاستفزاز بالتقليل من هيبة الوطن ومواطنيه، ولا يخلو مجتمع من ضعاف النفوس، الذين يبيعون ضمائرهم، ومن الطبيعي جدًا أن تصدر ضد مَنْ يخون وطنه أحكام مغلظة، فخيانة الوطن هي من أكبر وأعظم الجرائم في العالم، وكل مَنْ يتعاطف مع أعداء الوطن سرًا أو علانية، فهو خائن خيانة عظمى، يجب أن يُحاسب ويعاقب بأشد العقوبات، يقول هتلر (أحقر الأشخاص الذين قابلتهم هم هؤلاء الذين ساعدوني على احتلال بلدانهم)، ليس هناك ما هو أقذر ولا أعظم خساسة ولا أكبر نذالة من خيانة الوطن بعد خيانة الدين، فإذا باع أحد دينه ووطنه، فماذا بقي له فلا قيمة لعيشه وحياته، وواجب أن نمقت جميعاً مَنْ يرتكبون هذه الخيانة ونشد على يد الدولة وهي تطبق العقوبة العادلة عليهم، وعلينا أن نحذر من الجهلة والمندسين وخفافيش منصات التواصل، الذين يوظفون مثل هذه الأحداث لتعميم الإساءة على المناطق والقبائل، التي ينتمي إليها كل مَنْ أخطأ بحق الوطن، فلا العقل ولا المنطق ولا الأخلاق ولا المروءة ولا المواطنة تقبل مثل هذا التعدي، الذي يستهدف النسيج الوطني، ويحاولون بشتى الوسائل ضرب وحدتنا ولحمتنا. «لا حقق الله لهم هدفهم»
@alzebdah1
@alzebdah1