DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وسط صمت دولي.. المملكة تتحمل عبء الدفاع عن الاقتصاد العالمي

ارتفاع أسعار النفط وتهديد الأمن الغذائي أبرز تداعيات الاعتداءات الحوثية

وسط صمت دولي.. المملكة تتحمل عبء الدفاع عن الاقتصاد العالمي
أوضح خبراء اقتصاديون ونفطيون لـ«اليوم» أن المملكة بفضل إمكاناتها وتطبيقها لأعلى معايير السلامة الدولية وتطبيقها لكافة الافتراضيات لأي تهديد ساهمت في ردع الاعتداءات الحوثية المدعومة من إيران، موضحين أن حساسية أسواق النفط تعمل على الاستجابة السريعة في أسعارها فور تلقي مثل تلك الأخبار، مؤكدين أن استمرار التهديد يفرض عددا من المتغيرات الجديدة في الأسواق، أهمها ارتفاع أسعار التأمين لشحنات النفط في الأجل القصير.
وبيَّن خبراء البيئة، أن التلوث النفطي الذي قد ينتج عن استهداف ناقلات النفط يشمل تأثيراته المياه السطحية والجوفية، مما قد يؤثر على المحاصيل الزراعية وتلويث التربة مما يقلل من خصوبتها، التي قد تؤثر على نمو المحاصيل الزراعية وجودتها، كما يهدد الحياة البحرية ويعرض الحيوانات والنباتات للانقراض.
انتهاك سافر للقوانين الدولية
قال الخبير النفطي والأستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز د. وحيد أبو شنب: إن محاولة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، الاعتداء على ميناء رأس تنورة ومرافق شركة أرامكو بالظهران، لا يستهدف أمن المملكة ومقدراتها الاقتصادية، وإنما يستهدف عصب الاقتصاد العالمي والإمدادات البترولية وكذلك أمن الطاقة العالمي، مبينا أن الاعتداءات الإرهابية الجبانة تمثل انتهاكا سافرا للقوانين الدولية، وتهديدا خطيرا لإمدادات الطاقة وحركة الملاحة والاقتصاد العالمي، كما يعد تصعيدا خطيرا وإضرارا بأمن السعودية، وتقويضا لاستقرار المنطقة، وتحديا للقانون الدولي والإنساني، والإصرار على مواصلة الحرب وتجاهل الجهود الدولية التي تبذل في سبيل إنهائها عبر التوصل إلى حل سياسي، مؤكدا أن الأمر لم يعد مقبولا معه صمت المجتمع الدولي وعدم التحرك بشكل فوري وحاسم لردع تلك الجرائم النكراء ووضع حد لها.
مظلة شاملة لتحقيق الانضباط التشغيلي
أكد الاقتصادي د. محمد أبو الجدائل، خطورة تعرض إمدادات الطاقة العالمية لتهديدات واسعة بين الحين والآخر، مضيفا إنه على الرغم من أن تداعيات هذه الاعتداءات لا تزال محدودة بفضل إمكانات المملكة التي تتمتع بها واتباعاها لأفضل وسائل السلامة والوقاية لكافة المصافي، إلا أن تصاعد التهديدات والاستهداف المستمر من قبل الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران قد يترك تداعيات واسعة في المستقبل قد تتمثل في تغيير مسارات النقل البحري للنفط، وارتفاع تكلفة الشحن والتأمين لنقل الخام، فضلًا عن ضغوط محتملة قوية على أسعار النفط. مبينا أن ميناء رأس تنورة، في الشرقية يُعد من أكبر موانئ شحن البترول في العالم، مؤكدا مقدرة المملكة في تجاوز تلك الأحداث العرضية بفضل الإمكانات العملاقة والخبرة وتطورها المستمر لمواصلة التحسين والتطوير وتوفير مظلة شاملة لتحقيق الانضباط التشغيلي من خلال إدارة أنظمتها المختلفة.
ولفت إلى أن تلك الأنظمة تشمل عمليات وإجراءات ولوائح ومعايير تعمل جنباً إلى جنب لضبط أعمال التشغيل من خلال دورة أعمال الموجودات ومن أمثلة هذه الأنظمة، نظام إدارة السلامة، ونظام الإدارة البيئية، ونظام إدارة سلامة الموجودات، وبرنامج إدارة الطاقة، وإدارة استمرارية الأعمال، وبرنامج حماية البيانات وبرامج الفحص، وبرنامج إدارة المعرفة وغيرها، ولذلك فبرغم من الهجمات، التي استهدفت مرافق أرامكو السعودية في بقيق وخريص في شهر سبتمبر 2019، حافظت الشركة على قدرتها في تلبية احتياجات عملائها، وذلك من خلال تنفيذ خطط الاستجابة للطوارئ، إذ نجحت في تلبية 99.2 % من التزاماتها التعاقدية خلال عام 2019 مقارنة مع 99.8 % خلال عام 2018، كما تمكنت من المحافظة على هذا المستوى الرفيع من الموثوقية بفضل جاهزية فرق العمل المؤهلة ومرونة التجارة المحلية والعالمية المدعومة بكفاءة وقوة المرافق. موضحا أن استمرار التهديد لأمن الطاقة يفرض عددا من المتغيرات الجديدة في أسواق الطاقة أهمها النقل البحري للنفط، التي قد تُضطر إليها شركات النقل البحري في اتباع أساليب تحويطية لتأمين شحنات النفط في الأجل القصير، التي قد تكون عليها رسوم إضافية لعمليات النقل والتأمين على شحنات النفط، والجانب الآخر الاستجابة السريعة في الأسعار لأسواق النفط.
تهديد خطير للحياة البحرية
بيّن أستاذ مساعد بقسم العلوم البيئية بجامعة الملك عبدالعزيز ورئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعلوم البيئية د. أحمد صمان، أن تسرب النفط أو البترول في البحار والمياه يشكل خطرا كبيرا على البيئة والحياة البحرية بكافة أنواعها. مبينا أن المشكلة الرئيسية تكمن في أن بقع الزيت النفطي وما شابهه تكون بمثابة طبقة عازلة تمنع تبادل الغازات والأكسجين، ووصول أشعة الشمس اللازمة لمياه قاع وبيئة البحر لذا تتسبب في قتل العديد من الكائنات الحية ومنها الطيور والأسماك والكائنات البحرية الثديية من الحيتان والدلافين، لأن البقع الزيتية تغطي أجسامها بالكامل وتعيق حركتها وتسد فتحات التنفس عند الحيتان والدلافين ما يجعل قدرتها على التنفس مستحيلة. كما تشكل خطرا غير مباشر على حياة الإنسان؛ لوصولها إليه من خلال تناول الأطعمة البحرية كالأسماك التي تصيبها البقع بالتسمم -ما يجعلها غير صالحة للاستهلاك- ما قد يشكل تباعا نوعا من التهديد للأمن الغذائي. مؤكدا أن التلوث بالنفط «تلوث كيميائي» يحدث خللا في مكونات وخواص الماء نفسه فيؤثر على معامل الحموضة والملوحة أي يؤثر تبعا وعلى المدى الطويل على البيئة التي تعيش فيها الكائنات الحية البحرية وتتكاثر بمختلف أنواعها.
وأضاف د.صمان: إن تسرب النفط أو البترول يشكل خطرا كبيرا على الحياة، خاصة أن الماء يشغل 70% من حيز الكرة الأرضية، والبحار والمحيطات تبلغ نسبتها حوالي 97% من إجمالي حجم الماء، التي تسهم بشكل كبير في استمرار دورة الماء في الطبيعة وبالتالي الحياة على الأرض، مبينا التفاوت في التأثير البيئي للتسرب على عدة عوامل من أهمها كمية أو حجم التسرب والنوع وموقعه ونوعية الحياة المائية الموجودة في نفس المكان المتضرر وأعدادها، محذراً من أن تلك الأفعال تتسبب في كوارث على النظام البيئي في العالم. مستذكرا حادثة تسرب نفط «ايكسون فالديز» عام 1984 في ألاسكا، التي تسببت في تدهور البيئة المائية وتقليص حجم الحياة المائية وأعداد الأسماك - فكان سببا في نفوق أكثر من 20 حوتاً، وأكثر من 2000 من كلاب البحر وغيرها. بالإضافة إلى أنه أثر على صيد الأسماك حينها وغيرها من الأمثلة، التي يشهد لها التاريخ إلى يومنا هذا.
الإضرار بالثروة السمكية والمياه الجوفية
أوضح أستاذ علم البيئة الجزيئية والأوبئة المساعد في جامعة الملك سعود، د. عبدالواحد الرفاعي ، أن التلوث بالنفط من الكوارث التي تشكل ضرراً على كافة أشكال الحياة سواء للإنسان أو للكائنات الحية الأخرى البرية والبحرية منها، وكذلك الطيور والنباتات بأنواعها المختلفة. مبينا أنه قد يؤدي إلى فقدان أعداد كبيرة وأنواع مختلفة من الكائنات الحية مما قد يعرض هذه الأنواع للانقراض بمعنى أنه يغير النظام البيئي بأكمله بسبب المكونات والعناصر الكيميائية السامة الضارة بالبيئة ومكوناتها. لافتا إلى أن الضرر المباشر يلحق بالحيوانات البحرية والنباتات التي تكون على سطح الماء أو الحيوانات القريبة من السطح وتتسبب في نفوقها فورا، أما بالنسبة للضرر طويل المدى فيكون عند تحلل النفط وتأثيره على السلسلة الغذائية لهذه الكائنات، والتي قد تسبب في آثار اقتصادية كبيرة على نواتج الثروة السمكية، كما أن لها آثارا أخرى كالحرائق أو الانفجارات وكذلك التأثير الأكبر الذي يهدد محطات تحلية المياه وذلك لإمكانية اختلاط المشتقات النفطية مع مياه الشرب بالمواد الهيدروكربونية التي من الصعب تنقيتها. وبيَّن د. الرفاعي أن التلوث النفطي يشمل تأثيراته على المياه السطحية والجوفية مما قد يؤثر على المحاصيل الزراعية وتلويث التربة مما يقلل من خصوبتها، التي قد تؤثر على نمو المحاصيل الزراعية وجودتها، معداً التلوث النفطي تهديدًا كبيرًا لنظامنا البيئي ومن الكوارث البيئية التي يكون أثرها كبيرا للأنظمة البيئية وللأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أماكن التلوث، فقد يؤدي إلى موت كثير من الأنواع، وبالتالي عدم توازن السلسلة الغذائية والنظام البيئي، كما لا تستطيع النباتات الموجودة في الماء أيضًا البقاء على قيد الحياة في البيئة الملوثة وتموت قبل النضج أو إكمال دورة حياتها، مشيراً إلى أن التعافي والمعالجة من تلك التأثيرات ليس بالأمر السهل.