«تأتي القفزة في عائدات السندات في الوقت الذي يبدو فيه أن الاقتصاد يتحسن، مما أثار حماس المستثمرين بشأن التعافي السريع»تخلص المستثمرون من السندات الحكومية الأمريكية، وتوجهوا إلى الاستثمار في أسهم الشركات الحساسة اقتصاديًا يوم الجمعة الماضي، حيث يراهنون على أن الاقتصاد الأمريكي سينتعش خلال الأشهر المقبلة.
وارتفع مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة بنحو 48.30 نقطة، أو ما يعادل 2.2 ٪، ليصل إلى 2266.69.
وفي غضون ذلك، قلص مؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ناسداك المركب مكاسبهما المبكرة لإنهاء الارتفاع الطفيف في المؤشرين. وأضاف مؤشر داو جونز 0.98 نقطة إلى مستواه البالغ 31494.32. وارتفع مؤشر ناسداك 9.11 نقطة أو 0.1 %، ليصل إلى 13874.46 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 7.26 نقطة، أو 0.2 ٪، ليصل إلى 3906.71.
وفي أسواق السندات، ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 1.344 ٪ من 1.286 ٪ يوم الخميس الماضي، حيث ترتفع العوائد عادة مع انخفاض أسعار السندات.
وتأتي القفزة في عائدات السندات في الوقت الذي يبدو فيه أن الاقتصاد يتحسن، مما أثار حماس المستثمرين بشأن التعافي السريع.
وأظهرت بيانات يوم الجمعة الجديدة أن النشاط التجاري في القطاع الخاص الأمريكي صمد بالأزمة، مدعومًا بتزايد نشاط الخدمات والإنتاج الصناعي. وجاء ذلك بعد تقرير الأربعاء الذي أظهر أن المستهلكين استخدموا أموال التحفيز لزيادة الإنفاق بقطاع التجزئة في يناير، محققًا أكبر ارتفاع له في 7 أشهر، كما قام بعض الاقتصاديين بزيادة توقعات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول من العام.
وقال المحللون الإستراتيجيون في شركة جي بي مورجان تشيس يوم الجمعة إنهم يتوقعون أن يتفوق المستهلكون على التوقعات لبقية العام، نظرًا للحوافز المالية المتوقعة، وإعادة الانفتاح الاقتصادي مع انحسار الوباء. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إريك روزنغرين إنه يتوقع أن يكتسب الاقتصاد زخمًا هذا العام مع توزيع اللقاحات.
ودفعت هذه النظرة المتفائلة المستثمرين إلى التخلي عن سندات وزارة الخزانة والإقبال على الأسهم الحساسة اقتصاديًا في قطاعي المال والطاقة، مما ساعد هذه الأسهم على التفوق على أقرانها وتحقيق مكاسب أسبوعية كبيرة.
وعلى النقيض، قال كيران جانيش، المحلل الإستراتيجي متعدد الأصول في شركة يو بي إس جلوبال لإدارة الثروات، إن الارتفاع في عائدات السندات هذا الأسبوع دفع أيضًا بعض المستثمرين إلى التساؤل عما إذا كانت الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم تبدو الآن أقل جاذبية.
وأضاف جانيش: «الدافع الرئيسي لانتعاش أسواق الأسهم خلال الأشهر القليلة الماضية كان الافتقار لوجود منافسين». واستطرد: «إذا ارتفعت العوائد، سنرى بعض الناس يتحولون بعيدًا عن أسهم الشركات الكبيرة ويتوجهون للائتمان أو السندات».
وتعرضت الأسهم لضغوط في الأيام الأخيرة حيث أثرت التقييمات المرتفعة لأسهم التكنولوجيا وارتفاع عائدات السندات على المعنويات. وحقق مؤشر داو جونز مكاسب متواضعة بنسبة 0.1 ٪ خلال الأسبوع، في حين سجل مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك المركب خسائر، وانخفضا بنسبة 0.7 ٪ و 1.6 ٪ على التوالي.
وقال آرثر فان سلوتن، إستراتيجي توزيع الأصول العالمي في سوسيتية جنرال: «المستثمرون يأخذون استراحة قصيرة الآن». وأضاف: «نعتقد أن هناك المزيد من الاستثمارات للاستفادة منها». وأضاف إنه عندما تعود الاستثمارات التي ترتفع أثناء الانكماش مرة أخرى، ويكون هناك المزيد من الثقة حولها، سنرى استمرارًا في أداء السوق الذي شهدناه في الأسابيع الأخيرة.
وفي أخبار الشركات، قفز سهم شركة دير المصنعة للمعدات الزراعية 29.75 دولار، أو 9.9 ٪، ليصل إلى 330 دولارًا بعد أن قالت إنها تتوقع نموًا قويًا في الأرباح في 2021.
وكان مشغلو الرحلات البحرية وشركات الطيران والشركات المالية من بين أفضل الشركات أداءً. وأضافت أسهم كرنفال 1.70 دولار أو 7.4 ٪، لتصل إلى 24.59 دولار. واكتسبت شركة أمريكان إيرلاينز 97 سنتًا، أو 5.5 ٪، لتصل إلى 18.68 دولار.
وأقبل الناس أيضًا على عملة البيتكوين، مما أدى إلى ارتفاع قيمتها السوقية لأكثر من 1 تريليون دولار لأول مرة يوم الجمعة، وفقًا لبيانات سوق داو جونز.
وتراجعت أسعار النفط بعد أن قال دبلوماسيون أمريكيون في وقت متأخر يوم الخميس إنهم قد يجتمعون مع مسؤولين إيرانيين لإجراء محادثات نووية في الأسابيع المقبلة، مما أثار تكهنات حول الوصول لاتفاق قد يسمح لإيران ببدء تصدير المزيد من الخام. وتراجع خام برنت 1.6 % ليصل إلى 62.91 دولار للبرميل.
وقال بيارن شيلدروب، كبير محللي السلع في بنك نورديك إس إي بي، إن المستثمرين يراقبون عن كثب «مدى السرعة التي يمكن أن تدخل فيها إيران السوق من جديد». وأضاف إنه من المتوقع أن تضيف البلاد ما بين مليوني وثلاثة ملايين برميل يوميًا إلى الإنتاج العالمي إذا تم رفع العقوبات.
وحول العالم، ارتفع مؤشر ستوكس يوروب 600 القاري بنسبة 0.5 ٪، لينهي أسبوعه الثالث على التوالي من المكاسب. وفي آسيا، تباين أداء مؤشرات الأسهم الرئيسية. وأغلق مؤشر شنغهاي المركب على ارتفاع بنسبة 0.6 ٪، بينما تراجع مؤشر نيكي 225 الياباني بنسبة 0.7 ٪.