وتطور عمل الإخصائي الاجتماعي بسرعة مع مرور الوقت وأثبت بأن وجوده مهم في استكمال العلاج الفسيولوجي وأساساً لا يمكن تجاهله في الرعاية الصحية، وتوسع حتى تخطى وجوده المستشفيات متمثلاً بزيارات ميدانية ومنهجية وذات أسلوب علمي إحصائي يقدم الرعاية النفسية والعاطفية وكذلك الاستشارات اللازمة، فعلى سبيل المثال دور الرعاية للمسنين وكذلك مرضى السرطان ومدمنو المخدرات والمشاكل الأسرية التي ينتج عنها بعض الاضطرابات النفسية والعقلية، وأيضا مشاكل الموارد المالية كالفقر والتي قد تتسبب في حالات الاكتئاب التي قد تؤدي إلى الانتحار.
ومن الجوانب التي تعتبر تحدياً معقداً للأخصائي الاجتماعي تلك التي تتعلق بالقضايا الأخلاقية الحيوية التي أشار لها (ريمر,1985-1987) موضحا الدور الهام للأخصائي الاجتماعي كوسيط بين المرضى وأسرهم ودور الرعاية الصحية، وذلك في بعض القضايا التي يكون فيها الجانب الأخلاقي هو المهيمن وغالباً ما يكون التنوع العرقي والثقافي هو أساس تلك القضايا، كعمليات سحب دعم حياة المريض والإجهاض في حالات الاغتصاب أو زراعة الأعضاء أو التعامل مع المرضى النفسيين أو حتى في حالات عدم تجاوب المريض لتناول دواء معين. وذكر أيضا وجوب معرفة الإخصائي الاجتماعي بمعايير الخصوصية والسرية التي تتعلق بالمرضى وأسرهم التي يكون فيها حق المرضى في العلاج والقرار مرتبطاً بهم.
كما أن له دورا معاكسا تجاه المهنيين من أطباء وممرضين في بيان المسؤوليات الأخلاقية تجاه مرضاهم، وطريقة تعاملهم مع مرضاهم كي يكون على أساس الحالة المرضية وليس على التنوع العرقي والتباين الثقافي.
كما تتبنى بعض المستشفيات ودور الرعاية الصحية إشراك الإخصائي الاجتماعي في عمل السياسات الأخلاقية وإدارتها ومناقشتها وذلك لاطلاعهم الشامل وقربهم من المرضى وأسرهم، بوضع الأساسيات المهمة والتي تهم المرضى بالدرجة الأولى مثل سياسة وحقوق الخصوصية لمرضى الإيدز أو دراسة الأوضاع المالية للمرضى ومناقشة احتواء التكاليف وتوجيههم لدور الرعاية المنخفضة التكاليف وغير ذلك..
وعند التركيز بدقة أكثر في عمل الإخصائي مع المرضى نجد من أولوياته أنه يجب عليه معرفة التاريخ المرضي والاجتماعي للمريض وذلك لمساعدة الطبيب في التشخيص ووضع العلاج المناسب والخطة العلاجية، وإعلام المريض بمرض معين وتسهل تقبله لحالته المرضية، وأيضا مساعدة المرضى لعمل بعض الفحوصات الطبية التي تثير مخاوفهم من أنها قد تتسب في إيذائهم أو تسبب لهم الألم والخوف، وأيضا عمل سجل اجتماعي لكل مريض والاحتفاظ به والرجوع له وقت الحاجة، ومن مهامه أيضاً إعداد التقارير اللازمة التي قد تساعد المريض في تسهيل وتقديم مساعدات له بعد خروجه من المستشفى وكذلك تبني ومعالجة المشاكل التي تنتج عن السلوكيات كالقلق والاكتئاب والخوف والبكاء الشديد.
ختاماً إن السيطرة على الجانب النفسي وفهم الوضع الاجتماعي للمريض ومعرفة جميع الجوانب الاجتماعية قد تؤثر إيجابا على حالته المرضية وتجعل تقبله للعلاج والشفاء بشكل أسرع، لما يشكله الدعم المعنوي والنفسي الذي يقوم به الإخصائي الاجتماعي من حلقة وصل مهمة في العلاج
.. دمتم بصحة...