ونحن نعلم أن المنطق البشري يتشكل عن طريق التعاملات العاطفية الفورية تجاه الكلمات المشحونة عاطفياً، وذلك يختلف في اللغات غير الأصلية.
واللغة تؤثر بلا شك على التفكير؛ والتفكير بلغة مختلفة يفتح آفاقاً واسعةً ويضع تصورات أخرى، والمتحدثون بلغات مختلفة يرون العالم بصور أخرى.
وصحيح أن البشر يتساوون في مدركاتهم الحسية للأشياء برغم اختلاف الألفاظ واللغة؛ ولكن اللغة جزء من المجتمع، ولكل مجتمع ثقافته وقيمه ومعتقداته وطريقة تفكيره، الذي تؤثر في لغته.
وكانت هنالك سلسلة تجارب على أكثر من 300 شخص من الولايات المتحدة وكوريا أثبتت أن التفكير بلغة ثانية يجعل التفكير مختلفاً، وإدراكه للمخاطر والفوائد متبايناً، واتخاذه للقرار يكون أقل حدةً وأقل انفعالاً؛ لأن الجواب عندما يكون بلغتك الأصلية يكون جواباً مباشراً، وأوتوماتيكياً!، لكن عندما يطرح عليك ذات السؤال بلغة أخرى، تكون هنالك مساحة من التفكير والتأني في اتخاذ القرار.. فضلاً عن أن تفاعلك مع كلمات نابية تسمعها بلغة أخرى لا يكون بنفس القدر عندما تكون بذات اللغة.
ومهما اختلفت اللغات وتنوعت الدراسات أتمنى أن نفكر بفكر ياباني عند العمل والإنجاز، وبفكر أوروبي عند الاستمتاع بالحياة.
وأن نبقى بفكرنا العربي في حب الوطن ومكوناته والتواصل الحميمي بين أفراد أسرتنا ومجتمعنا.