إن كان باحثا عن وظيفة، لا يريد إلا وظيفة إن لم يكن مديرها، فعلى الأقل على مكتب وثير براتب مجزِ وسكرتير وعامل يحضر له القهوة وما لذ وطاب.
وإن أراد الزوجة لا يرضى بأقل من مواصفات الحور العين، حتى ولو لم يكن يملك من المؤهلات ما يساعده على ذلك.
وفي علاقاته مع أهله وأقاربه وأصدقائه يريد أشخاصاً لا يخطئون بل ولا يفكرون في الخطأ.
بل يتطرف البعض -وتتطرف زوجته- فيريد حياة كالأفلام، أو يقارن رزقه وحياته بحياة ورزق غيره، لماذا لا نكون مثل فلان وعلان؟!
ما المشكلة في ذلك؟!
المشكلة أن هذا يسبب فشلاً وألماً قد يؤدي إلى ما هو أسوأ، فهو إن لم يحصل على الوظيفة التي يحلم بها ومن الصعب أن تكون موجودة في بداية السلم الوظيفي، والزوجة التي لا توجد إلا في الأحلام، والأشخاص المثاليون الذين هم كالزئبق الأحمر يعيش في حسرة وألماً، ويحشره كغيره في دائرة الألم وتأنيب الضمير، كما أن هذه المتطلبات غير المنطقية تتسبب في مشاكل أكبر، من بطالة وعنوسة وقطيعة بين الأرحام وتفكك عرى الصداقة، ولقد قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً صديقك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعش واحدا أو صل أخاك، فإنه مقارف ذنبّا مرة ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
الواقعية مطلوبة، والمرونة طريق النجاح، والتدرج سنة الحياة، والثلاثة هي أساس الحياة السويّة.
@shlash2020