DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

النزعة الاستعراضية والمخدرات وراء «هوس» القيادة المتهورة

النزعة الاستعراضية والمخدرات وراء «هوس» القيادة المتهورة
يتسبب «هوَس» السرعة والتهور في قيادة السيارات بسرعة جنونية في كثير من المآسي، حيث قد يؤدي إلى حالات وفاة وإصابات، ويرتبط هذا الهوس، من المنظور النفسي والاجتماعي، بطبيعة السمات الشخصية لقائد السيارة، وقال الأخصائي النفسي بمستشفى القوات المسلحة سعيد الحارثي إن ضحايا الحوادث كانوا على يقين بأن الموت نتيجة حتمية لـ«هوَس» السرعة، ولكن تسلط النزعة الاستعراضية القاتلة كانت الدافع وراء الإصرار على هذا السلوك القهري عند فئة معينة من الناس، لا سيما أن تلك النزعة تظهر في مرحلة المراهقة، وعند الناضجين ممن يعانون إدمان المخدرات.
وأضاف: حاولت دراسات «سيكولوجية» رصد حالة ضحايا حوادث المرور قبل أن يلقوا حتفهم، واستطاعت، في كثير من محاولاتها، أن تقف على الحالة النفسية للضحية، وتشخيص الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث، وأصدر الباحثون بجامعة أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية دراسة منشورة عام 2010، أظهرت أن أكثر من 68% من ضحايا حوادث السيارات المميتة لم يكن لديهم عمل أو حاجة مُلحة تجعلهم يتجاوزون معدل السرعات المقررة في أثناء القيادة، أي أنه لم يكن لديهم سبب قهري يجعلهم يرتكبون حماقة التهور والسرعة الجنونية.
وفسر د. الحارثي سيكولوجية الشخص المتهور، بأن ذلك يعود إلى الفلسفة النمائية لدى المراهقين في حب المجازفة وتجربة الأمور الخطيرة، لا سيما أن التدخين وتعاطي المخدرات والكحول تنتشر في هذه المرحلة، التي تمتاز بالتهور، حتى إن الأمر يصل إلى الهوس بالسرعة في القيادة، وهذا الهوَس له ثلاث درجات مختلفة، تشترك كلها في الخصائص الأساسية وهي: النشوة الفائقة والنشاط الحركي والفكري المفرط، فهناك الهوس الخفيف، الذي يتصف صاحبه بالميل إلى المرح المتوسط، والنشاط الواضح، وهروب الأفكار، والتسرع واللامبالاة، ويعتريه إحساس قوي بكمال قوته الجسمانية والعقلية.
وهناك الهوس الحاد، وأهم أعراضه السلوك الصاخب، والعنف، وسرعة الأفكار، والنشاط الزائد جدًّا، والكلام السريع الجامح، والتهور عند اتخاذ أي قرار، ويكون الشخص غير مركز التفكير، ومشتت الانتباه والذهن، بالإضافة إلى المبالغة في الثقة بالنفس التي تؤدي إلى التهلكة في كثير من الأحيان.
واختتم حديثه قائلًا: هناك تجارب مميتة مثل القيادة الجنونية أو «التفحيط»، أو استخدام السلاح، وقد تصل إلى مرحلة الهيستيريا القهرية، فعلى سبيل المثال تجد «مُفحِّطًا» ينهج هذا السلوك الذي يكون ثمنه حياته أو إصابته بإعاقة دائمة، فيجب أن يسهم المجتمع في نشر الوعي بين فئة الشباب بإيصال رسالة مهمة، مضمونها أن القيادة وسيلة من وسائل العصر، وليست غاية أو فنًّا مثلما هو شائع بين فئة الشباب.