وفسر د. الحارثي سيكولوجية الشخص المتهور، بأن ذلك يعود إلى الفلسفة النمائية لدى المراهقين في حب المجازفة وتجربة الأمور الخطيرة، لا سيما أن التدخين وتعاطي المخدرات والكحول تنتشر في هذه المرحلة، التي تمتاز بالتهور، حتى إن الأمر يصل إلى الهوس بالسرعة في القيادة، وهذا الهوَس له ثلاث درجات مختلفة، تشترك كلها في الخصائص الأساسية وهي: النشوة الفائقة والنشاط الحركي والفكري المفرط، فهناك الهوس الخفيف، الذي يتصف صاحبه بالميل إلى المرح المتوسط، والنشاط الواضح، وهروب الأفكار، والتسرع واللامبالاة، ويعتريه إحساس قوي بكمال قوته الجسمانية والعقلية.
وهناك الهوس الحاد، وأهم أعراضه السلوك الصاخب، والعنف، وسرعة الأفكار، والنشاط الزائد جدًّا، والكلام السريع الجامح، والتهور عند اتخاذ أي قرار، ويكون الشخص غير مركز التفكير، ومشتت الانتباه والذهن، بالإضافة إلى المبالغة في الثقة بالنفس التي تؤدي إلى التهلكة في كثير من الأحيان.
واختتم حديثه قائلًا: هناك تجارب مميتة مثل القيادة الجنونية أو «التفحيط»، أو استخدام السلاح، وقد تصل إلى مرحلة الهيستيريا القهرية، فعلى سبيل المثال تجد «مُفحِّطًا» ينهج هذا السلوك الذي يكون ثمنه حياته أو إصابته بإعاقة دائمة، فيجب أن يسهم المجتمع في نشر الوعي بين فئة الشباب بإيصال رسالة مهمة، مضمونها أن القيادة وسيلة من وسائل العصر، وليست غاية أو فنًّا مثلما هو شائع بين فئة الشباب.