DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خالد الزغيبي.. طائرتنا بحاجة «للغربلة»!!

الحكم العالمي في حوار خاص لـ

خالد الزغيبي.. طائرتنا بحاجة «للغربلة»!!
لا يمكن الحديث عن لعبة كرة الطائرة السعودية دون ذكر الحكم العالمي الدكتور خالد الزغيبي المصنف ضمن حكام النخبة العالميين (الفئة A)، الذي يحمل مؤهل الدكتوراة في الإدارة الرياضية، والحكم السعودي الذي شارك في تحكيم الكثير من البطولات العالمية من الفئة الأولى.
«الميدان الرياضي» استوقف أحد أبرز الحكام على المستويين العالمي والمحلي، وتحدث معه خلال حوار جاءت تفاصيله على النحو التالي:
حدثنا عن بداياتك مع كرة الطائرة، ولماذا اخترت الاتجاه للسلك التحكيمي بالتحديد؟
- في البداية كنت لاعباً وممارساً للعبة، حتى أصبت في الركبة اليسرى، لينصحني أحد المقربين بالتوجه للانخراط في السلك التحكيمي، وبالفعل دخلت إحدى الدورات في سن مبكرة جدا، وتحديدأً في عام (1986)م، لأتدرج في السلك التحكيمي حتى وصلت إلى الدولية ثم العالمية.
متى انطلقت في عالم التحكيم؟ ومَنْ شجعك على ذلك؟
- الانطلاقة الحقيقية لي كانت في العام (2000)م، عندما كنت حكم (درجة أولى) وكلفت بتحكيم أحد النهائيات بين الهلال والأهلي، ووفقني الله في قيادة هذا اللقاء لأجد الإشادة والتشجيع من كل المحيطين بي، حيث كان هذا أكبر حافز لي لتكملة المسيرة نحو النجومية.
هل تذكر لنا أول مباراة خارجية قمت بتحكيمها؟ وكيف كان شعورك حينها؟
- أول مباراة خارجية قمت بتحكيمها كانت في البطولة العربية، التي أقيمت بدولة قطر في العام (2002)م، وجمعت بين المنتخب القطري ونظيره البحريني، وكانت حينها قمة خليجية عربية، حيث كنت مرشحا دوليا في ذلك الوقت، وبفضل الله ثم بالاستعداد الجيد لتلك المباراة والبطولة بشكل عام، وفقت في قيادة تلك المواجهة لتسلط كل الأضواء نحوي.
قدت العديد من المباريات المهمة على المستويين الدولي والعالمي، فأي المباريات التي لا تمحى من ذاكرتك؟
- بفضل من الله سبحانه وتعالى، قدت خلال مسيرتي الدولية والعالمية الكثير من المباريات المميزة، لكني أتذكر نهائي دورة الألعاب الآسيوية 2010 بكوانزو الصينية بين المنتخب الصيني والمنتخب الكوري، وكذلك نهائي دورة الألعاب الآسيوية 2018 بجاكرتا بين الصين وتايلند، وعلى المستوى العالمي هنالك الكثير من المباريات، لكن أبرزها كانت بين البرازيل وصربيا ببطولة كأس العالم في العام (2014)م.
نجاحات كبيرة حققتها على المستويين المحلي والخارجي، فإلى ماذا تعزو تلك النجاحات؟
- هذا يعود إلى التوفيق الذي حالفني من الله عز وجل ثم إلى الهدف، الذي وضعته لنفسي عندما بدأت التحكيم، وهو أن أصل إلى درجة حكم عالمي (الفئة A)، ولم أقبل بأن أكون في المنتصف أو بمثابة تكملة عدد كما يقال.
ولأجل ذلك عملت على تطوير نفسي منذ وقت مبكر من خلال الاطلاع والمتابعة مع الاتحاد الدولي، الذي أتاح لي فرصة التعلم عن بُعد، سواء بمتابعة القانون ولقطات الفيديو، أم بتطوير اللغة الإنجليزية، التي تعتبر أحد المفاتيح المهمة فيما وصلت له، لأحظى بعدها بثقة الاتحاد الدولي، بعدما شاهدني المسؤولون في العديد من المباريات، وما تحصلت عليه من درجات عالية في المستويات التحكيمية باللغة الإنجليزية.
تحصلت على الكثير من التكريمات، فهل تحدثنا عن أبرزها، وماذا تعني لك؟
- نعم تشرفت بالحصول على التكريم والإشادة من العديد من أصحاب السمو الأمراء، ومن الشخصيات القيادية في المملكة، ومن الكثير من الجهات والوزارات والجامعات والأندية، وحقيقة جميعها أعتز بها وأعتبرها تكريما لي ولجميع الحكام بجميع الألعاب في المملكة، ولكن يبقى تكريم وزير الرياضة الأمير الشاب عبدالعزيز بن تركي الفيصل هو الأبرز، كونه جاء في مرحلة مهمة من حياتي ومن شخصية رياضية ممارسة تقدر العمل، الذي يبذله الرياضي لكي يصل إلى القمة.
دعنا نتحدث قليلا عن هموم كرة الطائرة السعودية، فكيف تراها خلال الـ 10 الأعوام الماضية؟
- كرة الطائرة السعودية بكل صدق وأمانة تحتاج إلى الغربلة والهندرة وإعادة الصياغة من جديد، فالنتائج لا تسر أبداً والحلول موجودة وبسيطة، ويمكن لها النهوض باللعبة من جديد خلال فترة وجيزة، خاصة أننا نملك الأرضية المناسبة والخصبة لتحقيق النجاح والعودة إلى الإقلاع من جديد، فعلى سبيل المثال لا الحصر لدينا محافظة القطيف التي تعتبر «منجما للمواهب»، وأبناؤها محبون للعبة الكرة الطائرة، فلو تم التركيز عليها أنا على يقين بأننا سنحقق نجاحات كبيرة، وكذلك غيرها من المناطق في ظل الدعم اللامحدود من قيادتنا الرشيدة.
ما سر التراجع الكبير في لعبة كرة الطائرة السعودية على مستوى الأندية والمنتخبات؟
- التراجع له أسباب كثيرة، ومنها أن معظم إدارات الأندية في السابق ركزت على كرة القدم وأهملت الألعاب المختلفة، وحقيقة فإن كرة القدم أكلت الأخضر واليابس، والمنتخبات هي نتاج طبيعي لما يحدث في الأندية، أضف إلى ذلك أن اتحاد الطائرة تعاقب عليه عدد من الرؤساء خلال فترة وجيزة وهذه نقطة سلبية ولها تأثير كبير على ما يحدث في كرة الطائرة السعودية.
حصر المنافسة بين القطبين الهلال والأهلي هل يشكل عاملا سلبيا على تطور اللعبة؟ وما السر خلف عدم وجود مَنْ ينافسهما؟
- منذ أكثر من ربع قرن والمنافسة محصورة بين فريقي الأهلي والهلال، وهو أمر لا يعتبر سلبيا بدرجة كبيرة، ولكن اتساع دائرة المنافسة بين أربعة أو خمسة فرق لا شك أنه عامل إيجابي لتطور اللعبة، أما سبب عدم وجود منافسين للأهلي والهلال، فهذا يعود لبعض الأندية التي أهملت اللعبة ولا تريد أن تصرف عليها، ولكن الآن ومع الإستراتيجيات، التي أقرتها الوزارة فبإذن الله سيتغير الوضع للأفضل.
كلنا نتذكر منتخب الأحلام الحائز على رابع العالم في بطولة العالم للناشئين التي أقيمت بالمملكة، لماذا لم تتكرر هذه التجربة الناجحة التي جلبت لاعبين من مختلف مناطق المملكة وقامت بإعدادهم بشكل مميز مما انعكس على تطور كرة الطائرة السعودية لسنوات؟
- بالفعل ذلك المنتخب تم إعداده بطريقة مميزة وكان منتخبا مشرفا، وكادت التجربة تتكرر مع حسن الخباز صاحب الخبرة الكبيرة في لعبة كرة الطائرة، حيث كان لاعباً في نادي الترجي ثم مدرباً وإدارياً له، وحين عين رئيساً للجنة المنتخبات باتحاد الطائرة بدأ العمل مع المدرب الخبير محمد اللقاني، الذي جاب المملكة طولا وعرضاً وأعد قاعدة بيانات لجميع اللاعبين الصغار بالمملكة، وبدأ بإعداد ثلاثة منتخبات وأسس لعمل احترافي يطور اللعبة ويخدمنا لعشر سنوات مقبلة على الأقل، وحقيقة كنت متأكدا من نجاح تلك التجربة لأنها بنيت على أسس علمية صحيحة، ولكن للأسف لم يكتب لتلك التجربة الاستمرار، وتوقفت لأسباب مختلفة لا يتسع المجال لذكرها الآن.
من وجهة نظرك الشخصية، ما أهم الحلول التي يجب اتباعها من أجل إعادة هيبة كرة الطائرة السعودية؟
- بوادر الحلول بدأت تظهر خلال هذه الفترة، وهي أن الأندية بدأت تهتم باللعبة مع ظهور الإستراتيجية، كما أن الدعم المادي مهم جداً ونأمل من الشركات الكبيرة والبنوك أن تكون لها مساهمة في دعم لعبة الكرة الطائرة، وحقيقة نحتاج إلى خارطة طريق لها أهداف محددة قابلة للقياس تنفذ تحت إطار زمني مقنن، كما نحتاج إلى أكاديميات ومراكز تدريب تهتم بالقاعدة من البراعم والناشئين والشباب.
نتحدث عن تراجع كبير في مستوى اللعبة، لكن وبشكل مغاير تماما نجد أن الحكام السعوديين يتألقون في كافة مشاركاتهم، فما السر خلف ذلك؟
- دائما ما يدور الحديث عن أن مستوى الحكام لدينا أعلى من مستوى اللعبة، وهي حقيقة حيث نشاهد حكاما وصلوا للعالمية، ويشاركون ضمن حكام النخبة على مستوى العالم، وحكاما آخرين شرفونا على مستوى آسيا والعرب والخليج وليس هناك أسرار في ذلك، إلا أن لجان الحكام التي تعاقبت قدمت عملا متميزا، وساهمت في تطوير الحكم السعودي، كما أن لدينا حكاما عملوا بمبدأ تطوير الذات وبحثوا بأنفسهم عن المعلومات الصحية والحديثة وصقلوا أنفسهم بالخبرة والاطلاع، وكان النجاح هاجسهم فنجحوا.
كلمة أخيرة، ماذا تقول فيها؟
- أحب أن أضيف إنني متفائل جداً بالمرحلة المقبلة، وإن هنالك تغيرات كبيرة سوف تغير وجه لعبة الكرة الطائرة وتنقلها للعالمية بإذن الله بدعم من قيادتنا الرشيدة وبإشراف ومتابعة من سمو وزير الرياضة واللجنة الأولمبية.
الاتحاد والأندية والإعلام ثلاثي مهم لعودة التوهج لكرة الطائرة السعودية