DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الصين تقيد علي بابا وعمالقة التكنولوجيا في بكين بقواعد مكافحة الاحتكار

قوانين جديدة تستهدف المنصات الإلكترونية قد تحد من إمكانات شركات الإنترنت

الصين تقيد علي بابا وعمالقة التكنولوجيا في بكين بقواعد مكافحة الاحتكار
38.3 مليار دولار: حجم المبيعات التي حققتها شركة علي بابا في موسم تسوق يوم العزاب العام الماضي
أصدرت الصين مسودة قواعد جديدة لمكافحة الاحتكار لمنصاتها على الإنترنت، مما يؤكد رغبة سلطات بكين في كبح جماح شركات التكنولوجيا المهيمنة لديها.
وقالت الإدارة الصينية لتنظيم السوق، يوم الثلاثاء الماضي، إنها ستضع تعديلات على القواعد التي تغطي مجموعة من الممارسات المحتملة لمكافحة الاحتكار على المنصات الرقمية في البلاد، بما في ذلك تقديم أسعار مختلفة للمستهلكين المختلفين لنفس المنتج.
ويأتي إصدار مسودة القواعد الجديدة، التي جاء توقيتها بشكل غير متوقع للبعض في السوق، بعد التدخل المفاجئ للمنظمين الأسبوع الماضي لوقف الطرح العام الأولي لشركة آنت جروب Ant Group Co.
وكان من المقرر أن يكون الاكتتاب العام الأولي المزمع لشركة آنت، وهي شركة مالية تابعة لمجموعة علي بابا القابضة المحدودة، وهي أكبر شركة تقنية في الصين من حيث القيمة السوقية، بقيمة 34 مليار دولار، الأكبر في التاريخ.
وتحرك المنظمون لتعليق الإدراج قبل يومين فقط من الإعلان عنه لأول مرة في السوق في شنغهاي وهونغ كونغ، وكان له صدى واسع في صناعات التكنولوجيا والتمويل في الصين.
وعقدت علي بابا، أمس الأربعاء، حدث التسوق السنوي الأكبر في يوم العزاب، والذي غالبًا ما يوصف بأنه أكبر حدث للبيع بالتجزئة عبر الإنترنت في العالم.
وفي العام الماضي، حققت مبيعات بقيمة 38.3 مليار دولار في هذا اليوم، وهو ما يعتبر مؤشرًا على نفوذ الشركة العملاقة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وقال هي جينغ، المحامي في شركة جي إي إن للمحاماة ومقرها بكين: «المنظمون يرسلون رسالة إلى المنصات على الإنترنت حتى يحسنوا طريقة تعاملهم»، وقال إن مسودة القواعد تهدف على الأرجح إلى المساعدة في إعطاء دفعة أخيرة من كبار قادة الصين لتشجيع الاستهلاك المحلي على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وقال «هي» إن تحقيق هذا الهدف ربما يكون قد دفع المنظمين إلى تنظيف السوق من الاحتكار عبر الإنترنت، والتأكد من أن المشهد التنافسي أكثر عدلًا وحماية المستهلكين بشكل أفضل.
وفي جميع أنحاء العالم، تتفاعل السلطات مع النمو السريع والنفوذ المتزايد لمنصات الإنترنت، حيث أثار التقدم في الذكاء الاصطناعي ومعالجة البيانات الضخمة معضلات تنظيمية جديدة.
وأصبحت شركات التكنولوجيا في الصين تدخل في كل جوانب حياة المستهلكين الصينيين من خلال التجارة الإلكترونية وتطبيقات الفيديو القصيرة، وكانت أكثر تأثيرًا هذا العام، حيث أدت جائحة فيروس كورونا إلى تسريع تبنّي المنصات الرقمية.
وفي مسودة وثيقة الصلة بالقواعد الجديدة نشرت، الثلاثاء الماضي، قالت هيئة تنظيم السوق في الصين إنها تخطط لاستهداف ممارسات معينة، مثل التسعير غير العادل للمنتجات عن طريق تضخيم الأسعار أو تسعيرها بأقل من التكلفة. ويمكن أن تستهدف القواعد الأخرى استخدام البيانات والخوارزميات لتقديم أسعار مختلفة للمستهلكين المختلفين، أو استخدام نفوذ السوق لتقييد المبيعات على المنصات المنافسة.
واقترحت الجهة المنظمة إنشاء نظام مراجعة لضمان عدم إساءة استخدام المنصات لمكانتها في السوق. وبموجب القواعد المقترحة، قد يُطلب من المخالفين تجريد الأصول أو التقنيات أو الملكية الفكرية. وقد تخضع البنية التحتية للشبكة والتقنيات الرئيسية المرخصة أيضًا لعمليات فحص من قبل السلطات.
وقالت إدارة الإنترنت الصينية المسؤولة عن إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، يوم الثلاثاء في منشور منفصل، إن التوسع السريع للاقتصاد الرقمي في الصين أدى إلى مشاكل المنافسة الجامحة والمبيعات الاحتيالية وتسريبات المعلومات الشخصية.
وحذرت من أن شركات التكنولوجيا الصينية يجب ألا تسمح للمستهلكين بأن يكونوا «أسرى للخوارزميات».
وقالت الإدارة في منشورها على الإنترنت إن منظمي السوق والإنترنت، إلى جانب إدارة الضرائب الحكومية الصينية، اجتمعوا مؤخرًا مع 27 شركة إنترنت صينية لمناقشة سبل ضمان النمو الصحي للاقتصاد الرقمي. وحضر الاجتماع عمالقة التكنولوجيا الأكثر هيمنة على الإنترنت في الصين، بما في ذلك علي بابا وشركة وي شات المشغلة لتطبيق وي شات وشركة تينسينت القابضة المحدودة، وشركة التجارة الإلكترونية جي دي دوت كوم، وعملاق التوصيل عبر الإنترنت ميتوان، حسبما قال المنظم.
ويأتي إعلان يوم الثلاثاء في أعقاب الإرشادات التي نشرتها الجهة المنظمة للسوق الرئيسية في الصين يوم الجمعة، والتي تستهدف قطاع البث المباشر. وتشدد هذه التعليمات الرقابة على أنواع المنتجات، والتسعير والإعلان في البث المباشر، والتي تستخدمها مجموعة متنوعة من الشركات الصينية - من تجار التجزئة للأزياء إلى مديري الأصول - لبيع منتجاتهم، بما في ذلك على منصة تاوباو التابعة لشركة علي بابا.
وكانت حالات التسعير غير العادل والاحتيال على منصات الإنترنت الاستهلاكية سببًا كبيرًا للإحباط بين المستهلكين الصينيين في السنوات الأخيرة. وتعرضت شركة تريب دوت كوم، وهي شركة حجز سفر عبر الإنترنت كانت تعرف سابقًا باسم سي تريب دوت كوم، لانتقادات العام الماضي بعد أن اتهم أحد المستخدمين الشركة بفرض رسوم زائدة عليه بما يعادل 320 دولارًا مقابل تذكرة طائرة.
واتهم العديد من المستهلكين الصينيين شركة سي تريب باستخدام مخزن البيانات لديها لتقديم أسعار أعلى لبعض العملاء. ونفت الشركة الاتهام، وألقت باللوم في الحادث على خطأ فني.
وأعرب المستهلكون الصينيون عن قلقهم من أن التسوق عبر الإنترنت، وتوصيل الطعام، ومنصات النقل السريع تستخدم بيانات المستخدم التي يجمعونها لعمل فروق في الأسعار.
وتراجعت أسهم علي بابا المدرجة في هونج كونج بنسبة 5.1٪ الثلاثاء الماضي، مع انخفاض أسهم التكنولوجيا الأخرى بنفس الدرجة تقريبًا، بينما تقدّم مؤشر هانغ سينغ القياسي بنسبة 1.1٪ في نفس اليوم.
* ساهم تشياو تشياو في كتابة هذا المقال