Majid_alsuhaimi@
للسياسة دهاليز مختلفة منها الطويلة والضيقة والمظلمة ومنها الواسعة المضيئة الثابتة، وأعلم أن لها أهلها وليس كل من تحدث بها فهو يفهمها ويدرك أبعادها، فليس دائما ما يظهر هو نفسه ما يخفى. المملكة سياساتها منذ الأزل كانت وما زالت تقوم على عدة مبادئ ثابتة لا تتزحزح قيد أنملة أولها شراكة الدين ثم ما يليها من حسن الجوار والنسب والقومية والصداقة والمصلحة المشتركة وحسن الظن ثم التغاضي عن الأخطاء، ولكن ما أن لا يكون لكل ذلك أي اعتبار أو تقدير إلا وأظهرت المملكة موقفها بكل وضوح. علاقتنا مع تركيا قديمة وتطورت كثيرا اقتصادا وسياحة وغيرها ومع ذلك نجد من خليفة الأتراك كل بجاحة في تصريحاته ومواقفه ضد المملكة، ناهيك عن تدخلاته السافرة في شؤون دول عدة بلا أي داع ولا مبرر. قد يصنفني البعض أنني مطبل ومزمر وهذا صحيح فإن تعلق الأمر بكل ما يسييء لوطني فأنا أكبر مطبل ومزمر وعازف وضابط لكل إيقاعاته وألحانه لست وحدي بل وكل من يحب هذا الوطن وأهله وقادته. ماذا تتوقعون أن أكتب عمن يصور نفسه خليفة للمسلمين وهو أول من يعتدي عليهم؟ ماذا تتوقعون أن أكتب عمن يقول بكل وقاحة إن علم بلاده سيرفرف فوق بلدان أخرى ضاربا بآداب كل شيء وأخلاقيات كل شيء عرض الحائط، لا أعلم من أين أتى هذا المعتوه بأحقيته بخلافة المسلمين كما يزعم وأنه ولي من أولياء الإخونج وهو يعبث بديار المسلمين في ليبيا وسوريا وأذربيجان وشمال العراق. حين ينقلب السحر على الساحر يعلم هذا وأشكاله أن ذخائر الهجوم عليه وصد عدوانه وكسر أذرعته لا يقتصر فقط على عتاد الجيوش بل حتى الشعوب الأقوياء منهم والبسطاء، فضرب الاقتصاد عن طريق مقاطعته أقوى أثرا وألما من الضربات العسكرية أحيانا، تركيا لا تربطنا معهم أي حدود ولا جوار ولكن التجارة التي تمر منهم أثرها بالغ حين تتوقف كما يحصل الآن، فالذين كانوا يقومون بأنفسهم راغبين طوعا في شراء منتجاتك هاهم يتركونها كذلك حتى (تخيس) عندك وتراجع سياساتك البلهاء تجاه من كان يأتيك منه كل الخير ودون أدنى شر. كما ذكرت بداية، أجزم بأن ما نعلمه من مكائد لنا هو أقل بكثير مما يخفى مع أننا لم نسء يوما لأحد بل كنا دوما مفاتيح للخير مغاليق للشر. أعجبني كثيرا من تبنى الحملة الشعبية لمقاطعة المنتجات التركية من أفراد ومؤسسات ورجال أعمال فالوطن لا يضاهي حقه علينا أي مكسب مادي ولا غيره، فتلك المنتجات لها ألف بديل قد يتوسل إلينا لشرائه فالسوق السعودي مطلب كبير بقوته وضخامته الشرائية، حفظ الله وطننا وقيادته وأهله وجعله دائما شامخا بدينه وعقيدته السمحة التي قام عليها واستمد كل سياساته منها جزاء كانت أو عقابا.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.
Majid_alsuhaimi@
Majid_alsuhaimi@