DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قطر والغرف السوداء.. لتمزيق سوريا وليبيا واليمن وتونس

قطر والغرف السوداء.. لتمزيق سوريا وليبيا واليمن وتونس
لعب النظام القطري دورًا مؤثرًا في مؤامرة الربيع العربي 2011 التي أدت لسقوط عدد من الأنظمة العربية؛ إذ دعمت الدوحة بقوة تنظيم الإخوان الإرهابي من أجل الصعود للحكم، كما ساندت بقوة التنظيمات المتطرفة للظهور في المشهد السياسي، وتواصل الدوحة مؤامراتها لتمزيق سوريا وليبيا واليمن وتونس وغيرها من الدول لإسقاط الوطن العربي في مستنقع الفوضى.
وقال الباحث في شؤون التنظيمات المتطرفة إبراهيم ربيع لـ«اليوم»: رصدت قطر مليارات الدولارات لدعم الجماعات الإرهابية خصوصًا التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وتوهّم نظام الحمدين من خلال المال والتسلح بالإرهابيين أنه قادر على فرض سيطرته على تونس ومصر، وبدأ في حشد كل أوراقه لتصعيد ما سمّي بتيار الإسلام السياسي، كما تضمنت مؤامرات الدوحة أيضًا التغلغل في سوريا، وهي طموحات أكبر بكثير من القدرات السياسية المتواضعة للنظام القطري.
وأضاف: طموح قطر ليس وليد الثورات العربية؛ إذ سعت في أعوام سابقة ليكون لها دور الوسيط في أزمات لبنان والسودان واليمن وفلسطين لكنها لم تحرز ما كانت تصبو إليه أو ما أُسند إليها من دول كبرى حوّلت قطر إلى أداة طيّعة لتنفيذ مخططاتها الاستعمارية التوسعية في الوطن العربي.
وأشار إلى أن النظام القطري تعاون مع تنظيمات متطرفة وشركات لتأجير المرتزقة وإسرائيل وأجهزة استخبارات لدول أجنبية من أجل بث الفوضى في الوطن العربي، ولم يشعر مسؤولو قطر بأي تأنيب لضمائرهم وهم يلعبون أدوار الخيانة في المشهد السياسي من أجل الحفاظ على مناصبهم خشية ثورة غضب أبناء الشعب القطري الغاضبين من سياسيات تميم القمعية، إضافة إلى البطش والتنكيل بالمعارضين.
تمويل وتسليح
كانت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، قالت إن سياسات قطر في المنطقة تخطت دور المموّل للجماعات المتطرفة؛ إذ وفّرت لهم السلاح أيضًا، وأضافت في تقرير تحت عنوان «الاتهامات ضد قطر لا تُحصى.. لكن عيّنة منها ترسم صورة كافية» إن قطر انتهجت سياسة مدمرة ساهمت في زعزعة الاستقرار بالمنطقة.
وبحسب التقرير، فإن قطر حوّلت الربيع العربي إلى منصة لنشر التطرف بتمويلها للإخوان حتى وصلت الجماعة لحكم مصر، ثم مخططاتها إلحاق الضرر بشرعية الرئيس عبدالفتاح السيسي، فضلًا عن تخطيها دور الممول في ليبيا وسوريا بتسليح جماعات متطرفة في البلدين بشكل مباشر.
وقال الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف لـ«اليوم»: يشعر الليبيون بالغضب الشديد من تدخل قطر في شؤونهم الداخلية، ودعم تركيا والإخوان وحكومة الوفاق غير الشرعية التي تسيطر على العاصمة طرابلس في تنفيذ مؤامرة تقسيم ليبيا وفصل الغرب عن البلاد، ونهب خيراتها وتصعيد الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة والمرتزقة للحكم.
وأعرب الشريف عن أسفه بأن تتورط دويلة قطر المحسوبة على العرب في مخططات الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوفاق فايز السراج والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية الرامية إلى تحويل ليبيا إلى عدة دول لإضعافها، ومن ثم السيطرة على خيراتها النفطية، مشددًا على أن النظام القطري يوفر الدعم المالي للمرتزقة الذين يدفع بهم أردوغان إلى ليبيا للقتال ضد الجيش الوطني الليبي.
وكانت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي أدانت «انتهاكات البوارج الحربية التركية» في المياه الإقليمية الليبية في محاولتها دعم المجموعات الإرهابية من خلال موانئ ومطارات في مصراتة وطرابلس وزوارة.
وطالبت اللجنة مجلس الأمن والمجتمع الدولي بضرورة منع قطر وتركيا من التدخل في الشؤون الليبية، ودعم القوات المسلحة العربية الليبية في حربها على آخر معاقلها في طرابلس.
علاقات مشبوهة
ورصد كتاب بعنوان: «قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرّا» للكاتبين الفرنسيين نيكولا بو وجاك ماري بورجيه، خبايا الصفقات الدولية التي عقدتها قطر، والعلاقات السرية لحمد بن خليفة ويوسف القرضاوي مع مسؤولين إسرائيليين. ويعتبر الكاتبان ما تسمى ثورات «الربيع العربي» بأنها نتاج تخطيط قطري غربي ومؤامرة حيكت بدقة في الغرف السوداء.
وكشفت دراسة للباحث والمحلل السياسي د. رفعت سيد أحمد أن قطر أنفقت من أموال شعبها ما يزيد على 10 مليارات دولار في الأعوام الستة الأولى التي أعقبت اندلاع ما سُمّي «الربيع العربي» لدعم تنظيمات وجماعات دينية وسياسية تمارس الإرهاب والذبح.
وأضافت الدراسة: تؤكد التقارير الدولية الرسمية والإعلامية أن قطر أنفقت كل هذه المليارات من أموال شعبها، ليس حبًا بالثورات، ولكن تأدية لوظيفة خُلقت من أجلها، فتلك الإمارة ليست سوى شركة على هيئة دولة، ولأنها لم تكن قادرة بذاتها على أن تعيش وتحمي نفسها، فما كان منها إلا أن بحثت عن الحلفاء الأقوياء الذين كانوا عبر تاريخها الممتد هم «الحُماة» لأمنها وأمن الأسرة الحاكمة تحديدًا، وهم «الصنّاع» لدورها ووظيفتها الجديدة.
ويرى د. رفعت سيد أحمد أن ثمة أوجهًا أخرى للحقيقة تحتاج إلى كشف وبيان خاصة حين تقول تقارير صادرة عن نائب وزير الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية السابق ديفيد كوهين إن ثمة 20 شخصية قطرية تمّ جمع معلومات وافية عنها قامت بتمويل الهجمات الإرهابية في العالم خارج نطاق الدور الذي حدّدته واشنطن للإمارة، وإن هؤلاء بدأوا يلعبون خارج المرسوم لهم ولدولتهم.
وكان السفير الروسي السابق في قطر «فلاديميز تيتورينكو» تطرق إلى الدور القطري في أحداث 2011 قائلًا: قطر بلد صغير، والفنادق فيه قليلة، لذا تمكنت بسهولة من معرفة أنّ أشخاصًا بعينهم كانوا يأتون من ليبيا وبلدانٍ أخرى كمشروع معارضين أو منشقين مستقبليين ليقوموا بأعمال لا أعرفها، لكن دولة قطر كانت تتولى ضبط عملية تغيير النظام في اليمن أيضًا خلال ذلك الوقت ـ في إشارة لدعم الدوحة لميليشيا الحوثي الانقلابية -.
وأضاف: بدأ تفعيل دور يوسف القرضاوي كزعيم روحي عالمي لجماعة الإخوان، حيث قدّمت له قطر الدعم، وحضرت لقاءات كان القرضاوي موجودًا خلالها، وربما وبفعل تقدمه في السن، كان ينسى أنني موجود، ويقول أشياء لا يجب أن يقولها أمامي، ومن أبرز ما قاله، وكان يوجّه كلامه إلى الديوان الأميري أعطوا المعارضة المزيد من المال، حتى تشتعل الثورة، وكان يقصد مصر.
لوبي عالمي
وقال الباحث في العلاقات الدولية د. أيمن سمير: ظهرت العلاقة القوية بين الإخوان وقطر منذ بدء أحداث 2011، وضخّت الدوحة أموالًا ضخمة من أجل إقامة لوبي عالمي يدافع عن الجماعة الإرهابية وهو ما ظهر في الدعم القطري اللا محدود لإخوان مصر حتى وصل الإخواني محمد مرسي للحكم.
وأضاف: ساعد الدعم القطري للإخوان على سيطرة الجماعة على وسائل إعلام ومراكز بحثية وحقوقية دولية لتصدير الفكر الإخواني، خصوصًا في بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، وهو ما يفسّر أسباب عدم إدراج الإخوان على لوائح الإرهاب، على الرغم من ضلوع قيادات التنظيم الدولي في جرائم إرهابية كبرى.
وكان مؤسس منظمة «سينشرى لمكافحة الإرهاب» الكولونيل تيم كولينز كشف أن حجم التمويل القطري للإخوان فى أوروبا بلغ 350 مليون يورو، منها 120 مليون يورو قدمتها قطر إلى التنظيم في بريطانيا، و20 مليون يورو تمويلًا إلى جمعيات إسلامية في الدنمارك ترتبط بالإخوان، و٢٫٨ مليون يورو لجامعة أكسفورد للإبقاء على روابطها مع الإخوان، و100 مليون يورو للهجوم على دول الخليج وتجميل صورة التنظيم الإرهابي.
دعم وتحريض
وقال مركز كارنيغي للشرق الأوسط في دراسة للباحث كريستيان كوتس أولريكسن: لعبت قطر دورًا حيويًا في الأشهر الأولى الصاخبة من الربيع العربي، عبر شبكة الجزيرة، وحرّضت على اشتعال المظاهرات في مصر وتونس وليبيا، وسَعَت إلى التدخّل بشكلٍ مباشرٍ وغير مباشر في سوريا، بذريعة البحث عن حلول للمشاكل العربية، وتموضعت الدوحة كحليفٍ للغرب في العالم العربي، كما دعمت الجماعات الإرهابية في المنطقة نظرًا إلى اعتياد الحكومة القطرية منذ فترة طويلة على توفير ملاذٍ لهذه العناصر الإرهابية الذين تُطلق عليهم معارضين من مختلف أرجاء العالمَين العربي والإسلامي، وهو موقف ينطلق من البراغماتية في الحسابات السياسية القطرية الإقليمية، وقد تقاطعت هذه العوامل في علاقة قطر الوثيقة والمثيرة للجدل بجماعة الإخوان.
وعن دور قطر في ليبيا، قال تقرير كارنيغي: اضطلعت قطر إلى جانب فرنسا والمملكة المتحدة بدورٍ محوري في تعبئة المجتمع الدولي من أجل التحرّك، فقد حشدت الدعم العربي بشكل حاسم من خلال الجامعة العربية لفرض منطقة الحظر الجوي، وهندس حمد بن جاسم عملية تعليق عضوية ليبيا في الجامعة العربية.
وأضاف: شاركت مقاتلات ميراج القطرية في الغارات الجوية التي شنّها حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وأنشأت قطر روابط وثيقة مع قادة اثنين من الميليشيات المسلحة هم عبدالحكيم بلحاج من كتيبة طرابلس، والأخوان الصلّابي، ووفرت لهما قطر السلاح والمال.
الدوحة رصدت المليارات لتصعيد الإخوان للحكم في مصر وتونس
نظام تميم يدعم التنظيمات المتطرفة ويوفر المال لمرتزقة أردوغان
شركات لتأجير المرتزقة والاستخبارات لبث الفوضى بالوطن العربي