DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

ليلى.. من الإعاقة إلى كلية الطب

ليلى.. من الإعاقة إلى كلية الطب
قالت باحثة الدكتوراة في الإعاقة الفكرية والحاصلة على ماجستير في التدخل المبكر والمحاضرة بجامعة الملك سعود هند إدريس إن ابنتها ليلى ولدت في ظروف صعبة وقاسية، مفصلة ذلك بقولها: كانت المشيمة لدي متخلفة، وفقدت كل الماء حول ليلى أثناء الحمل، ولم أعلم شيئا عن الموضوع حتى أجريت فحصا للمشيمة قبل الولادة القيصرية لأصدم بعدم وجود الماء، فاضطررت عندها لإجراء عملية قيصرية طارئة، وعندها ولدت ليلى بحالة ليست جيدة، فكانت ذات حجم صغير جدا، وزرقاء اللون، وهي من الأطفال الخدج، وذات وزن خفيف.
وأضافت: ليلى تأخرت كثيرا في كل شيء خاصة المشي والكلام، وكنت كأي أم ترغب في أن ترى ابنتها تقوم بكل شيء، لكن ليلى وصلت لسن ثلاثة أعوام ولم تتكلم بعد، وكان البكاء هو لغتها، وعندما ذهبت لتعلم لغة الإشارة أصبحنا نتحدث معها بلغة الإشارة للشرب والأكل، وعندئذ قل صراخها بشكل ملحوظ جدا، وأصبحت تطلب بلغة الإشارة.
والتحقت ليلى بالمدرسة في عمر 3 أعوام، وكانت النقلة مخيفة، حيث تحولت لآلة لا تتوقف عن الكلام، وبدأنا رحلة التعليم، واستخدمنا عندها أساليب عدة، مثل: قفز الحبل للعد، والعديد من الألعاب معها، كانت الصعوبة في الإملاء، لكن الأمر المميز أن ليلى عندما كبرت وأصبحت بالمرحلة الثانوية أصبحت تجيد كتابة الإملاء منذ أول قراءة، وبعد فضل الله سبحانه وتعالى كان العمل الدؤوب، ليلى كان لديها أب عظيم آمن بقدراتها، ولا أنسى وجود أخيها الذي ساعدني كذلك كثيرا.
ودخلت ليلى كلية الطب وتخرجت فيها، ولم يكن المشوار زهريا على طول المدى أو مليئا بالورود، لكن تغلبنا على الصعوبات، فكانت تأتي أيام نقضيها أنا وهي معا، لأنها كانت متعبة، وكان عليها أن تبذل من الجهد أضعاف ما يبذله أقرانها، لكني كنت مؤمنة دوما بها، وأقول لها إن بإمكانها الوصول، وأوصيها كل صباح أن تستعين بالله، وربي سبحانه وتعالى لم يخيب آمالنا.
وأعتقد أن كل أسرة سئمت من ابنها، الذي لديه صعوبة بالتعلم أو غيره، فإن ذلك من جهلهم بالشيء، وعدم المعرفة به، وبعض الاضطرابات مثل اضطراب طيف التوحد، الذي هو من أصعب الإعاقات كونها إعاقة خفية، فغالبا يكون طفل التوحد أجمل طفل بالعائلة، وعندها ترين طفلك جميلا ومكتمل النمو دون إعاقة ظاهرة لكنه مصاب بالتوحد، فالتوحد أمر مرعب وصعب، فطفلك لا يقوم باحتضانك ولا يتحدث إليك ويكون بعالم آخر، إن ما يمرون به ليس بالأمر البسيط، ويجب أن تكون هناك توعية للأهالي.