والتحقت ليلى بالمدرسة في عمر 3 أعوام، وكانت النقلة مخيفة، حيث تحولت لآلة لا تتوقف عن الكلام، وبدأنا رحلة التعليم، واستخدمنا عندها أساليب عدة، مثل: قفز الحبل للعد، والعديد من الألعاب معها، كانت الصعوبة في الإملاء، لكن الأمر المميز أن ليلى عندما كبرت وأصبحت بالمرحلة الثانوية أصبحت تجيد كتابة الإملاء منذ أول قراءة، وبعد فضل الله سبحانه وتعالى كان العمل الدؤوب، ليلى كان لديها أب عظيم آمن بقدراتها، ولا أنسى وجود أخيها الذي ساعدني كذلك كثيرا.
ودخلت ليلى كلية الطب وتخرجت فيها، ولم يكن المشوار زهريا على طول المدى أو مليئا بالورود، لكن تغلبنا على الصعوبات، فكانت تأتي أيام نقضيها أنا وهي معا، لأنها كانت متعبة، وكان عليها أن تبذل من الجهد أضعاف ما يبذله أقرانها، لكني كنت مؤمنة دوما بها، وأقول لها إن بإمكانها الوصول، وأوصيها كل صباح أن تستعين بالله، وربي سبحانه وتعالى لم يخيب آمالنا.
وأعتقد أن كل أسرة سئمت من ابنها، الذي لديه صعوبة بالتعلم أو غيره، فإن ذلك من جهلهم بالشيء، وعدم المعرفة به، وبعض الاضطرابات مثل اضطراب طيف التوحد، الذي هو من أصعب الإعاقات كونها إعاقة خفية، فغالبا يكون طفل التوحد أجمل طفل بالعائلة، وعندها ترين طفلك جميلا ومكتمل النمو دون إعاقة ظاهرة لكنه مصاب بالتوحد، فالتوحد أمر مرعب وصعب، فطفلك لا يقوم باحتضانك ولا يتحدث إليك ويكون بعالم آخر، إن ما يمرون به ليس بالأمر البسيط، ويجب أن تكون هناك توعية للأهالي.