DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من المسؤول عن اختفاء مواهب الفئات السنية؟!

«الميدان» يفتح الملف الشائك ويطرح التساؤل:

من المسؤول عن اختفاء مواهب الفئات السنية؟!
من المسؤول عن اختفاء مواهب الفئات السنية؟!
من المسؤول عن اختفاء مواهب الفئات السنية؟!
من المسؤول عن اختفاء مواهب الفئات السنية؟!
تعد مشاركات المنتخب السعودي في كؤوس العالم عبر فئاته السنية جيّدة نوعاً ما إذا ما قورنت بمشاركات المنتخب السعودي الأول ونتائجه في البطولات السابقة، بل تظل نتائج الأخضر السعودي في كأس العالم في مختلف الفئات السنية أفضل بكثير من تلك، التي تعدّ منتخباتها الأولى على قائمة التصنيف الأول في كرة القدم.
ظهور وتألق وغياب
في كأس العالم للشباب عام 2003، التي أقيمت في الإمارات، اختير المنتخب السعودي للشباب كأقوى منتخب خرج من الدور الأول، حيث قدّم المنتخب السعودي مستويات رائعة أبهرت الجميع في المشاركة، التي شهدت اكتشاف أحد أبرز المواهب في تاريخ المستديرة ألا وهو الإسباني أندريس أنييستا.
وبعد ثلاثة أعوام فقط، وتحديداً في عام 2006 شارك المنتخب السعودي الأول في نهائيات كأس العالم المقامة في ألمانيا، لكن قائمة البرازيلي باكيتا الحاصل على لقب كأس العالم للشباب عام 2003 مع منتخب بلاده، لم تشهد تواجد أي لاعب شارك في مونديال الإمارات تحت 20 عاما.
وفي ذات النسخة من عام 2003، شارك المنتخب المصري في البطولة، واستطاع التأهل إلى دور الستة عشر، لكنّه أقصي من منتخب الأرجنتين بهدفين لهدف، في البطولة التي شهدت اكتشاف عدد من الأسماء الكروية، التي سطّرت السجل الذهبي الرائع لمنتخب مصر في العقد الأول من الألفية الثالثة أبرزها تحقيق مصر للقب كأس أمم أفريقيا لثلاث مرّات متتالية أعوام 2006 و2008 و2010، حيث برز كل من محمد الزيات وهاني سعيد وأحمد فتحي وحسني عبدربه وعماد متعب وعمرو زكي.
وخلال الفترة من 2001، وحتى 2009، تواجد المنتخب المصري في 4 نسخ لكأس العالم للشباب من أصل 5، احترف فيها 21 لاعباً في الدوريات الأوروبية، مما ساهم في ارتفاع مستوى الكرة المصرية وقوّتها وسيطرتها على القارة السمراء، التي تعدّ الممول الأول للنجوم في القارة العجوز.
وفي كأس العالم للشباب 2011، التي أقيمت في كولومبيا، قدّم المنتخب السعودي أفضل مشاركاته في مونديال الشباب، واستطاع الفوز على وصيف أوروبا منتخب كرواتيا، الذي ضم العديد من الأسماء المميزة أبرزهم كوفازيتش نجم تشيلسي الحالي وريال مدريد الحاصل معه على لقب دوري الأبطال 3 مرات متتالية.
واستطاع المنتخب السعودي تسجيل أكبر نتيجة في البطولة بعد الفوز على جواتيمالا بـ 6 أهداف نظيفة، لينتقل إلى الدور الثاني ويخسر من أمام البرازيل، الذي كان يضم بين جنباته أبرز نجوم كرة القدم حالياً يتقدّمهم كوتينهو أغلى صفقة في تاريخ برشلونة، وويليان نجم تشيلسي، وكاسيميرو نجم ريال مدريد، وساندرو نجم يوفنتوس، ودانيللو نجم مانشستر سيتي.
وفي نفس البطولة، شارك المنتخب المصري بقائمة ضمّت 22 لاعباً جميعهم ينتمون إلى الدوري المصري، لكن المنتخب المصري لم يقدّم المأمول منه في هذه النسخة، وخرج من دور الستة عشر على يد الأرجنتين بهدفين لهدف، حيث سجّل لمنتخب الأرجنتين لاعب مغمور في ذلك الوقت يدعى لاميلا، بينما أحرز هدف مصر لاعب المقاولون العرب محمد صلاح.
إشادات عالمية واختفاء سريع
ولاقى المنتخب السعودي عديد الإشادات من وسائل الإعلام العربية منها والعالمية، حيث تصدّر اللاعب معن الخضري واجهة موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا، واضعة تحت صورته عبارة «معن الخضري.. فيرون الكرة الآسيوية».
وبعد 7 سنوات، وتحديداً في مونديال كأس العالم 2018، تواجدت 6 أسماء سبق لها المشاركة في مونديال 2011 للشباب بقيادة خالد القروني، وهم سالم الدوسري وفهد المولد وهتان باهبري وعبدالله عطيف ومعتز هوساوي وياسر الشهراني، بينما خفتت الأسماء الـ 17 المشاركة في المونديال، لكن الملاحظ هنا هو ارتفاع نسبة المشاركين من منتخب الشباب مع المنتخب الأول في المونديال مقارنة بجيل 2003.
وفي قائمة المدرب الوطني سعد الشهري، التي دخل بها نهائيات كأس العالم للشباب عام 2017، التي أقيمت في كوريا الجنوبية، لم يتواجد أي من تلك الأسماء لاعب شارك في مونديال كأس العالم بروسيا 2018.
وبالعودة إلى مشاركة الشباب في نهائيات كأس العالم عام 2011، وطبقاً إلى الموقع الشهير «TRansfermark»، نجد أن القيمة السوقية للاعبي المنتخب السعودي قبيل انطلاق البطولة كانت أقل من نظيره المنتخب المصري بنسبة 8.8 %، لكن النسبة العامة لقيمة لاعبي منتخب الشباب ارتفعت بعد المشاركة المميزة للمنتخب، وباتت القيمة السوقية للاعبي المنتخب أعلى من المنتخب المصري، الذي كان يضم في صفوفه لاعبين أبرزهم محمد صلاح وعلي جبر ومحمد النني، حيث تخطّت القيمة السوقية للاعبي الأخضر ما نسبته 2.3 % مقارنة بالمنتخب المصري، بل إن المفارقة العجيبة تمثّلت في أن القيمة السوقية للاعب السعودي ياسر فهمي واللاعب معن الخضري كانتا أكبر من القيمة السوقية للاعب بحجم محمد صلاح ومحمد النني، فقد بلغت القيمة السوقية لياسر فهمي بعد المونديال حوالي 660 ألف يورو، بينما كانت القيمة السوقية لمحمد صلاح على سبيل المثال 70 ألف يورو فقط!
وفي المقابل، كانت القيمة السوقية للاعب معن الخضري بعد مونديال كولومبيا للشباب تصل إلى 900 ألف يورو، بينما كانت القيمة السوقية لللاعب محمد النني حوالي 45 ألف يورو فقط!.
اختفاء المواهب
ويبقى السؤال المهم، الذي لا بد من البحث عن إجابته.. ما الذي يجعل اللاعبين السعوديين، خاصة منتخب الشباب يقدّم أجمل المستويات، التي تدلّ على أن كرة القدم السعودية مليئة بالمواهب، والتي تستحق التواجد في أعرق الأندية بعد التدرّج مقارنة بنظيرتها من المدارس الكروية المجاورة، وفي سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، يختفي كل ذلك الإبداع، ونشاهد أسماء كانت تتلقى الإشادة من أعلى سلطة كروية في العالم ولتتحول تلك المواهب المنتظرة لأعباء مالية على الأندية ومستويات هزيلة لا تعكس تلك المستويات، التي قدّموها قبيل سنين ليست بالبعيدة؟
لكن ما الذي أخفى موهبة ياسر الفهمي -بغضّ النظر عن الإصابات- ووارى موهبة معن الخضري وزملائه من ذلك الجيل، وأظهر للعالم مثالاً في موهبة شقّت طريقها نحو منصة الإبداع، وبات اللاعب محمد صلاح المنتقل إلى نادي بازل السويسري بصفقة تقدّر بمليوني ريال، لتصبح بعدها القيمة السوقية للاعب المصري في عام 2019 حوالي 170 مليون يورو!، بينما انخفضت القيمة السوقية لهتّان وسالم وياسر وعطيف ومعن والفهمي وآل فتيل وغيرهم؟.
ففي عام 2011، كانت القيمة السوقية للاعبي المنتخب السعودي تحت 20 عاما تصل لحوالي مليون و400 ألف يورو، بينما بلغت القيمة السوقية للاعبي منتخب مصر تحت 20 عاما 525 ألف يورو!، وبعد مرور 8 أعوام، وبالنظر إلى اللاعبين المنضمّين للمنتخب الأول لكلا البلدين، نرى فرقاً شاسعاً يصب في مصلحة منتخب الفراعنة، وهبوط حاد لدى لاعبي المنتخب السعودي، وهو ما يدلّ على أن الاحتراف الخارجي وتحديداً في أوروبا الطريقة المثلى لاكتساب المهارات الحقيقية وصقل المواهب والاحتكاك مع المدارس الكروية المختلفة.