DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الواقع الصيني الجديد

السياسة الأمريكية الصارمة ليست مجرد مناورة في عام الانتخابات

الواقع الصيني الجديد
الواقع الصيني الجديد
يحاول الناس التحدث إلى شخص ما بالقنصلية الصينية في هيوستن في 22 يوليو 2020 (تصوير: مارك فيليكس/‏‏ وكالة فرانس برس/‏‏ غيتي إيمجز)
الواقع الصيني الجديد
يحاول الناس التحدث إلى شخص ما بالقنصلية الصينية في هيوستن في 22 يوليو 2020 (تصوير: مارك فيليكس/‏‏ وكالة فرانس برس/‏‏ غيتي إيمجز)
جاء إغلاق إدارة الرئيس دونالد ترامب للقنصلية الصينية في مدينة هيوستن الأمريكية، وإغلاق الصين الانتقامي للقنصلية الأمريكية في مدينة تشنغدو الصينية كأحدث حلقة في سلسلة الخلاف الدبلوماسي الذي يحدد الآن طبيعة العلاقات الثنائية بين أهم قوتين في العالم.
ويوم الخميس الماضي، أوضح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو Mike Pompeo أن رهان أمريكا على زيادة مستوى التفاهم مع الصين قد وصل إلى طريق مسدود. وهي نتيجة كانت واضحة لأي شخص يراقب تطورات الخلاف بين البلدين في هونج كونج وشركة هواوي.
وغالبًا ما تعمل الحكومات سرًا خارج إطار القنصليات الأجنبية، لكن الولايات المتحدة تقول إن الصين تجاوزت حدودها الدبلوماسية بشكل منتظم، ووصل بها الأمر إلى حد القيام بعمليات مخابرات وتجسس.
ووجّهت الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي اتهامات بالاحتيال لأربعة باحثين زعمت أنهم كذبوا بشأن علاقتهم بجيش التحرير الشعبي في الصين. وأحدهم كان على اتصال مع القنصلية الصينية في نيويورك وآخر لجأ إلى القنصلية الصينية في سان فرانسيسكو.
وما زالت تفاصيل الأنشطة الصينية التي تمت في قنصلية هيوستن غامضة، لكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إنها لعبت دورًا مهمًا في تنسيق سرقة الأبحاث في جنوب شرقي البلاد، كما قدّمت الولايات المتحدة لائحة اتهام هذا الأسبوع لقراصنة في الصين تم اتهامهم فيها باستهداف أبحاث لقاحات فيروس كورونا الأمريكية.
وينظر إلى هيوستن باعتبارها مركز البحوث الطبية في الولايات المتحدة، وفي العام الماضي قام مركز إم دي آندرسون MD Anderson التابع للولاية بطرد ثلاثة باحثين بسبب عدم كشفهم عن علاقاتهم البحثية مع الحكومة الصينية.
الجدير بالذكر أن القنصل الصيني العام في هيوستن كان يخدم سابقًا في أستراليا، وهي واحدة من أولى الدول الغربية التي دقت ناقوس الخطر بشأن عمليات الاختراق الصيني.
وتجري هذه المناوشات الدبلوماسية المتبادلة أيضًا في الوقت الذي تتعالى فيه الاستفزازات الصينية في بحر الصين الجنوبي وعلى طول حدودها مع الهند.
وفي الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس الماضي في مكتبة نيكسون في كاليفورنيا، وصف بومبيو التنافس الأمريكي الصيني بعبارات صارخة، بقوله: «إذا قامت الولايات المتحدة بالركوع على ركبتيها أمام الصين الآن، فستكون أجيال المستقبل في أمريكا تحت رحمة الحزب الشيوعي الصيني».
وتأتي تصريحات بومبيو بعد خطابات أخرى تدق ناقوس الخطر بشأن الصين من قبل مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين Robert O.Brien والنائب العام وليام بار William Barr. وإحدى المخاطر هي أن بكين قد تصور الموقف الأمريكي الجديد باعتباره مجرد مناورة سياسية في عام الانتخابات من قبل الرئيس ترامب.
وسيكون ذلك خطأ كبيرًا، فعلى الرغم من الانتقادات القاسية التي تواجهها الإدارة الأمريكية (التي يرأسها الحزب الجمهوري) بسبب العقوبات التي تفرضها على إيران، على سبيل المثال، كان الديمقراطيون يشجعون أو يصمتون عندما يتم الهجوم على بكين.
ويعكس الموقف الجديد إجماعًا سياسيًا جديدًا بين الناخبين في أمريكا بداية من ذوي الياقات الزرقاء (يقصد فئة العمال) وصولًا إلى نخب رجال الأعمال والأمن، ممن يتفقون جميعًا على أن الصين قد تخطت حدودها.
وفي حالة إذا ما تولى المرشح الديمقراطي المحتمل جو بايدن رئاسة أمريكا فسيكون عليه التعامل مع الوضع المتوتر في غرب المحيط الهادئ، وقيادة مجموعة كبيرة من أعمال مكافحة التجسس، وفتح التحقيقات الجنائية التي تستهدف تقليص نفوذ الصين في الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر، يجادل المراقبون الصينيون حول السبب في تحول الصين إلى دولة أكثر عدوانية منذ انتشار فيروس كورونا المستجد، فإما هي تشعر بالقوة المزيفة أو أن الرئيس الصيني شي جين بينغ Xi Jinping أصبح ضعيفًا.
وفي كلتا الحالتين، تسببت أفعاله الأخيرة في حشد المزيد من البلدان المؤيدين لموقف الولايات المتحدة ضد تهديد الصين للنظام العالمي. وبطبيعة الأمر، فالولايات المتحدة بحاجة إلى حلفاء في مواجهة الصين.
ولا يستطيع الغرب السيطرة على سلوك الصين، ولكن يمكنه فرض عقوبات على الانتهاكات الصينية. وهذا ما تحاول الإدارة الأمريكية فعله باتخاذ إجراءات مثل إغلاق قنصلية هيوستن، ورفضها مطالبات بكين في بحر الصين الجنوبي الأسبوع الماضي.
ويجب على الولايات المتحدة أيضًا تمويل الجهود التي تعمل على هدم الرقابة الصينية على الإنترنت، وتمنع المواطنين الصينيين من الانفتاح على العالم الخارجي، وتضمن بقاء الحزب الشيوعي على كرسي الحكم.
ختامًا، يمكن القول إن مخاطر المواجهة بين البلدين كبيرة، ولا يريد أحد أن تتحول التوترات الدبلوماسية والاقتصادية إلى مواجهة عسكرية. ومع ذلك فبمرور الوقت، أصبحت إدارة بكين مقتنعة بأنها ستفلت من العقاب. ولكن هذا يتغيّر، والأمل الآن هو أن تحدث ثورة من الداخل في الصين وتتسبب السياسة الأكثر الصرامة في إقناع الآخرين في بكين بأن طريقة الرئيس شي في الحكم مكلفة للغاية.
«إذا قامت الولايات المتحدة بالركوع على ركبتيها أمام الصين الآن، فستكون أجيال المستقبل في أمريكا تحت رحمة الحزب الشيوعي الصيني».. وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو