DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الزياني.. التاريخ المتجدد

الزياني.. التاريخ المتجدد
الزياني.. التاريخ المتجدد
@@ بعض الرموز يقفزون على أسمائهم؛ ليرتبط بهم المكان والزمان، فلا تكاد تذكر سيرة التاريخ في مدنهم ومناطقهم وبلدانهم، إلا وترسم ملامحهم في سؤال السائل، أو إجابة العارف.
@@ عندما أتحدث عن العملاق خليل الزياني فإنني بالتأكيد أحتاج للسيد الشعر وللملك النثر وللفتاة الفاتنة (الرواية) القصيرة منها في الإيجاز أو الطويلة في الإطناب مثل رواية ألف ليلة وليلة، ولكل مفردات الأدب العربي، من أجل وصف الحالة التي عاشها الرياضيون خلال اليومين الماضيين، وهم يتحفزون للتصويت للبلدوزر عقب إعلان الاتحاد القاري لأعظم مدرب مر في تاريخ آسيا؛ وكان الزياني من ضمن الـ10 المرشحين.
@@ (أبو إبراهيم) رسم لنا خطًا آخر في وسطنا الرياضي يختلف عن ثقافة الكراهية والتشنج والعكّ والمكر الذي نعايشه يوميًا في كل صغيرة وكبيرة تخصّ المجنونة كرة القدم وتوابعها.
@@ نعم خط جديد أشعرنا بدفء المحبة والاحترام والتقدير لرمز قدّم لوطنه البسمة والفرحة، فتذكّره الجميع، لا سيما أننا نعيش زمنًا غير ذلك الزمن الذي أشاع فيه خليل الزياني لغة الفرح من الشمال للجنوب، ومن الشرق للغرب في مملكة الإنجاز.
@@ باختصار الزياني واحة من جمال النفس، وتاريخ متحرك، ولسان مهذب، في أحلك الظروف لا يتغيّر، حتى عندما رماه البعض بالحجر في حقبة ما، قدّم لهم الورود، حتى خجل كل مَنْ وضع في طريقه الحجارة، واعتبره هامشيًا، وعادوا من جديد للإطراء عليه، فالاسم هنا يكفي لإيصال رسالة للجميع، بأن تاريخ الزياني لا يمكن خدشه.
@@ الزياني اسم متفق عليه في كل الأزمات، وشخصية مقبولة ومحبوبة رسميًا وشعبيًا، باختصار فهو حمامة سلام أعطى للرياضة أكثر مما أخذه.
@@ الكتابة في حضرة هذا الاسم العملاق تحتاج قبل كل شيء للغة النبل، فمن الصعب أن تجد كلمات تليق بتاريخه ومكانته وإنجازاته وأخلاقه وتواضعه، فهو القدوة في الإنجاز وهو القدوة في الأخلاق، وهذه التعريفات قد لا تجد مَنْ يخالفك الرأي فيها، على اختلاف ميول الجماهير رغم تشبّع ساحتنا الرياضية بالردح والإساءة للكثير من الشخصيات الرياضية، ولكنها عندما تصل عند الزياني تتحوّل أقلامهم وألسنتهم للغة ملائكية، فهذا البلدوزر صفحة بيضاء في المشهد الرياضي، ليس فقط محليًا، بل خليجيًا وعربيًا وآسيويًا.
@@ الزياني تاريخ يُجبر مَنْ يقرأ فصوله على التوقف عند صفحاته بدهشة الإنجاز، وتغيير خارطة الكرة السعودية، ليس فقط على مستوى الأندية خارجيًا عندما حقق فريقه الاتفاق تحت إشرافه أول بطولة خارجية للكرة السعودية عام 82 وهي دورة الخليج للأندية أمام العربي الكويتي في الدوحة، وليس كونه أول مَنْ حقق لقبًا عربيًا للأندية السعودية مع الاتفاق عام 84، وليس كونه المدرب الذي حقق شبه معجزة بالفوز على منتخب العراق (الرشيد العراقي) عام 88 بالشارقة، بل لأنه فتح الباب على مصراعيه لإنجازات الكرة السعودية قاريًا بتحقيق الأخضر كأس آسيا تحت إشرافه؛ لتنطلق بعدها الكرة السعودية لآفاق واسعة.
الزياني.. أيقونة الساحل الشرقي.. وكفى.