أفكار وأحاسيس
وأضاف: «يعتمد العلاج بالفنون أولا على المعالج ومهاراته وقدرته على الوصول إلى النتائج المرضية مع المريض، ويتصف المعالج بقدرته على المساعدة في عملية التعبير عما بداخل المريض من أفكار وأحاسيس ومشاعر مكبوتة من خلال قالب فني مقبول، ثم القيام بالتحكم في العمليات الفنية المتقنة معتمدا بذلك على خبرته الأكاديمية والفنية والاجتماعية والشخصية مستعينا بما حوله من خبرات تخصصية للوصول إلى أهداف علاجية عن طريق الفن».
تجارب ومشاعر
وأضاف الدحيم الحاصل على الماجستير في العلاج بالفن، والدكتوراه في التصميم الجرافيكي إنه يتم من خلال العلاج بالفن التعبير عما بداخل الشخص عن تجاربه ومشاعره وانفعالاته وأحساسيسه وخبراته في أسلوب آمن وغير لفظي، حيث يسهم هذا الشيء في زيادة الثقة، والشعور بالاطمئنان الكبير في عملية العلاج، وتستمر «جلسة العلاج بالفن» مدة زمنية يحددها المعالج والعميل ويشرح فيها المعالج المهمة التي سيم تنفيذها من قبل المشاركين بالجلسة، وبعدها يطلق العنان للمشاركين بالرسم والتعبير عما بداخلهم، وفي آخر الجلسة يتم التحدث عن مشاعره وانفعالاته التي قام برسمها ويقوم المعالج بتدوين ملاحظته عن الحالة التي خضعت للعلاج بالفن واتخاذ ما يلزم تجاها، وهناك أنواع أخرى متعددة من جلسات العلاج بالفن، ولا يقتصر العلاج بالفن على المرضى أو الأطفال بل يشمل الكل مرضى وأسوياء أطفالا وصغارا، فالعلاج بالفن يستهدف اللاشعور وتقوية الأنا والتنفيس عن المشاعر والضغوطات النفسية.
تخفيف الضغوط
واختتم الدحيم، قائلاً: حينما أصبت بمرض السرطان وجدت أن استخدام الفن وسيلة علاجية لتفريغ الضغوطات الناتجة من الخطة العلاجية «آثار العلاج الكيماوي»، فكان استخدام الفرشاة بمثابة التنفيس للاشعور، وتقوية الأنا، مما نتج عنه تخفيف تلك الضغوطات ونسيان المرض وزيادة الثقه في القدرة على تجاوز المرض، وهذا ما لمسته حينما أقمنا أولى جلسات العلاج بالفن للأطفال عام 1434 وتبين لنا قدرة الأطفال على زيادة الثقة بأنفسهم من خلال استخدامهم للألوان، والقدرة على التنفيس عن مشاعرهم وانفعالاتهم المكبوتة.