@Majid_Alsuhaimi
عبر تاريخ مجتمعنا تسطرت في عقولنا وأذهاننا ثوابت تواترت عبر التاريخ بلا سند ولا متن، مجرد تكرارها لأزمان متتالية وعدم ضررها أحيانا حتى أصبحت ثوابت كما ذكرت.الزيتون ذكره الله سبحانه في القرآن الكريم، ومع ذلك فإن زيته يشتهر أكثر منه، وما أن تكح أو تعطس إلا وأشار عليك من بجانبك قائلا عليك بزيت زيتون وتراه وحدة وبوحدة، فهو للسعال وتقلبات المعدة وجهاز التنفس والدوالي والقولون، لست والله شامتا ولا مستهزئا ولكني أستغرب وأستفهم من نصائح هؤلاء التي لم تبن يوما على أساس علمي بل فقط من خلال التواتر، وكذلك الزنجبيل فمن أصيب ببرد أو ألم في الحلق فروشتة المستأطبين جاهزة وشفهية لا تحتاج حتى لكتابة، وإذا امتد بنا الكلام تتدفق لدي الكثير من الأمثلة، وحيث إن قوانين النشر تمنعني من ذكر أسماء الشركات فإني أقف لها احتراما وطاعة، ولكن كلنا نعرف ذاك المرهم ذا الرائحة النفاثة الذي يستخدم لكل شيء للجلد وآلام الظهر وتشققات الشفاة وحتى لشهيق زكي وزفير مصفى، وأذكر يوما من شدة إيماني بمن ينصحني به وضعته قرب عيني والحمدلله الذي سلمني منه، وبهذه المناسبة فلا أنسى سائل التعقيم الشهير والذي يستخدم لغسيل كل شيء والتعقيم والملابس والأسطح والجروح حتى وصل الحال لبعضهم بشربه، مما حدا بالجهات المسؤولة لمحاسبته ومعاقبته. ما أريده من حديثي اليوم ليس نقضا لتلك القناعات ولا تغييرا لمفاهيم صحيحة ولكن يجب أن نعرف بأن الأجسام تختلف من إنسان لآخر وما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك، فالطبيب مثلا إذا شخص المشكلة ورغم أنه تلقائيا يعرف علاجها ودواءها المناسب إلا أنه يستفسر ببعض الأسئلة عن أشياء مهمة، كالحساسية من بعض الأطعمة أو التدخين والسكر والضغط والكوليسترول ارتفاعا أو هبوطا وغيرها، وبناء على ذلك يصف العلاج المناسب وأقصد لو كان هناك شخصان يعانيان من نفس العلة فقد يكون لكل منهما دواء معين وجرعة معينة بناء على معطيات محددة كالأسئلة التي ذكرت أو السن والجنس ومؤشرات كثيرة أخرى. وآخر مثال في ذاكرتي هو «الكي» والذي يضرب به المثل بأنه آخر العلاج إلا أن أناسا يجعلونه أوله صغارا وكبارا لا يهم، وبعض مناطق أجسادهم مرنقطة من كثرة الوخزات المتسرعة والتي قد كان معظمها بلا نتيجة. وهنا أدعو نفسي قبلكم إلى التأمل والتفكير والتريث قبل أي نصيحة من مستأطب (من يجعل نفسه طبيبا) فالجسد ليس حقل تجارب لوكالة يقولون وسنداتها الضعيفة المنقطعة، فلا تلامس بجسدك ولا تضع بداخله شيئا إلا بعد أن يشخصك الطبيب، وبعدها توكل على الله بعد أن أخذت بالأسباب وعملت بها. وتقبل الله طاعتكم.
وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم وأقول (النوايا الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.
@Majid_Alsuhaimi
@Majid_Alsuhaimi