العطاء في وصفه ومعناه له ارتباط وثيق بكافة الشؤون الدائرة في المملكة العربية السعودية، سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، ومفهوم يتعزز عبر تاريخ الدولة، ويتحقق في أبلغ صورة في العهد الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظه الله -، فالبذل والعطاء تختلف صوره وتتحد أهدافه وتنسجم مفاهيمه وحيثياته، خاصة حين يكون الحديث عن ما يكرس هذه المفاهيم الآنفة الذكر عبر ما يتم في هذا الشهر الفضيل، وحين نقف عند مبادرات المؤسسات والجمعيات الخيرية في شهر رمضان المبارك بتوزيع السلال الغذائية على المستفيدين من خدماتها، امتدادا لدورها الفاعل وما تمليه المسؤولية المجتمعية التي توجب التكاتف وضمن الجهود الفاعلة للقطاع غير الربحي لمواجهة هذه الصعوبات التي تواجه بلادنا الغالية والعالم أجمع في إطار يبرز دورها من خلال العديد من الجهود المتضافرة التي تمت خلال هذا الشهر الفضيل بدعم ورعاية من القيادة الحكيمة.
ويأتي إطلاق وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي للمنصة الوطنية للتبرعات التي تضم مبادرات مجتمعية متنوعة ومعتمدة تهدف إلى تكامل الجهود بين القطاع الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي والأفراد وتوحيدها، بما يُعزز العطاء وحوكمة التبرعات بشكل عام، من خلال قيام المنصة بطرح المبادرات المعتمدة للمنظمات الأهلية في القطاع غير الربحي بشكل دوري؛ لسد أولويات الاحتياج التنموي فيما يعتبر استدامة بالمفهوم الذي تقتضيه المرحلة التي تم فيها إطلاق العديد من المنصات المماثلة في الدولة، والتي من شأنها تحقيق آثار موسعة وذات شمولية وجودة عالية تختصر من خلال هذا التنظيم الكثير من الوقت والجهد المبذول في سبل بلوغ هذه الغايات المنبثقة من أساس المبدأ الراسخ في المملكة وعنوانه الأوحد «العطاء» الذي يزين كافة تفاصيل المبادرات والاستراتيجيات الموضوعة في سبيل هذا المضمون.
وكما أنه ينتظر أن تحقق حوكمة هذه الإجراءات والعمليات وتطوير السياسات والتشريعات تقدم المملكة في مؤشر العطاء العالمي؛ لعكس صورة أفضل عن الجود والبذل في مجالات الخير لهذا الوطن المعطاء، فإن المعادلة الأهم فيما يرتبط بالزمان الذي رغم ما يترتب عليه من آثار جائحة فيروس كورونا العالمية الاستثنائية والتحديات والأزمات المصاحبة لها، إلا أن هذا الواقع لم يثن ما يبذل من جهود في سبيل تعزيز المزيد من المبادرات، التي من شأنها المضي في التنضيم والتوسع الشامل لمنصات بث العون والدعم والخير، تحقيقا لمستهدفات الدولة، التي تصب في هذا الجانب، وتنسجم مع ثوابتها ومبادئها وسياساتها ومكانتها وقدراتها.
[email protected]