تجربة مهمة
وعن تجربتها مع الصم قالت حصة القديمي: الإنسان إذا أعطاه الله نعمة العقل والإدراك، فعلية أن يستغل هذه النعمة لبناء نفسه والإسهام في خدمة الآخرين، فقد تعلمت لغة الإشارة من أخي وأختي الأصمين، حيث وجدت أنهما بحاجة ملحة لترجمة حديث الأسرة والأخبار المذاعة عبر التليفزيون والقنوات الفضائية حيث ينظران للشاشة بحسرة لعدم معرفتهما ما يقال فيها، ويتعجبان على الصور المقدمة فيها لعدم وجود مترجم للأخبار والبرامج المتنوعة المفيدة، واكتسبت الخبرة منهما ومن خلال العديد من الدورات التدريبية، والمشاركات في المؤتمرات والندوات، ومخالطة أخواتي الصم في المملكة وسائر دول الخليج.
وأضافت: لا يوجد لدي معوقات أثناء التعامل معهم، طالما اكتسبت لغتهم وتلمست احتياجاتهم في جميع النواحي، خاصة بعد تأسيس المركز الثقافي للفتيات الصم بالأحساء، وتعييني عضوا في مجلس الهيئة المشرفة ومنسقة العلاقات العامة والإعلام، فزاد ارتباط الأخوات الصم وأسرهن بي أكثر مما سبق من الأحساء وخارجها.
تغيير المصطلح
وأردفت قائلة: الحمد لله تطور الاهتمام بذوي الإعاقة بشكل عام، فقد أمر خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- بتغيير جميع التسميات والألقاب التي كان ينادى بها المعاقون، فتم تغيير مصطلح المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مصطلح «الأشخاص ذوي الإعاقة»، والأمر بإعطائهم حق الأولوية في جميع ما يحتاجونه، وهذه التسمية أزاحت من نفوسهم مصطلحا مؤلما بالنسبة لهم؛ لأن البعض كان يطلق عليهم مسميات تمس بحالاتهم النفسية، مثل: ذوي الهمم، والمعاقين، والخرس «بالنسبة للصم»، والمشلولين «بالنسبة لمعاقي الحركة»، والعميان «بالنسبة للمكفوفين»، والمتخلفين «بالنسبة لذوي الإعاقة الذهنية»، كما تغيرت النظرة الدونية للمجتمع تجاه هذه الإعاقة وأصبح كل شيء على أساس العدل والمساواة وعدم التمييز، وكل يجد حقه في ظل القيادة الحكيمة.
دور الأسرة
كما شددت القديمي على دور الأسرة، وذكرت أنه يجب توعية ذويهم بالاهتمام بهم، من حيث التعليم والتأهيل فهو أساس حل المشكلة وتجاوزها، لأن الأهل هم أساس إخراج أبنائهم من دائرة محددة لمساحات أكثر رحابة وأعمق تواصلا بمشاركتهم في المجتمع.
تكثيف الجهود
وأضافت: إنه يجب تكثيف الجهود لخدمة ذوي الإعاقة، فلا يوجد كوادر تعليمية كافية متقنة للغة الإشارة وطرق التواصل الشامل مع الصم بشكل دقيق يجعل سياسة التعليم تنجح عند التطبيق الفعلي في جميع المراحل التعلم، وكذلك تعديلات على المباني الحكومية والأهلية من حيث وضع الشعارات التنبيهية لهم عند وجود خطر أو إنذار أمني او حريق، كما أنه لا يوجد مترجمون في جميع المستشفيات الحكومية والأهلية، ما يجعل التواصل بين الطبيب والأصم يسير بطريقة غير واضحة، ينتج عنه وصفة ليست دقيقة للمرض الذي أتى من أجله، خاصة عند مراجعة النساء الحوامل وخطورة التشخيص غير الدقيق على الجنين.
مسار الأسوياء
وختمت بقولها: إن الصم قادرون على السير بنفس مسار الأسوياء إذا هيئت لهم السبل، وتم الاعتراف بقدراتهم العملية، فهم يجاهدون للحصول على حقوقهم في المناصب العليا، وفي قيادة مؤسساتهم بأنفسهم، واتخاذ القرارت المناسبة لهم فلا يقبلون التهميش أو الاستهانة، فالتعاطي مع أولويات الحياة لم يعد مختلفا لأن الصم أنفسهم تجاوزوا هذه المرحلة إلى مستويات متقدمة وفاعلة.
أكدت الناشطة الحقوقية للصم ومترجمة ومدربة لغة الإشارة عضو المركز الثقافي للفتيات الصم بالأحساء حصة القديمي أن النظرة الدونية للمجتمع تجاه الإعاقة تغيرت، وأصبح كل شيء على أساس العدل والمساواة وعدم التمييز، فكل يجد حقه في ظل القيادة الحكيمة حسب اجتهاده، كما أشادت بدور الحكومة في ظل ما يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- من عناية واهتمام بهذه الفئة، فقد أمر بتغيير جميع التسميات والألقاب التي كان ينادى بها المعاقون، فتم تغيير مصطلح المعاقين أو ذوي الاحتياجات الخاصة إلى مصطلح «الأشخاص ذوي الإعاقة».