120 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد ظهرت في مقاطعة جيلين بالصين مما أدى إلى فرض إغلاق جديد في البلادهل تتذكر تلك الرسوم البيانية التي تبين أن إغلاق بكين المشدد لـ ووهان وأجزاء أخرى من الصين قد تغلب على فيروس كورونا المستجد بشكل أكثر فاعلية من أي تدابير أخرى للصحة العامة في أي مكان؟ حسنًا، يبدو الآن أن الصين لم تهزم الفيروس في النهاية، حيث انتشرت مجموعة واسعة من الحالات الجديدة في مقاطعة جيلين والتي أدت إلى المطالبة بفرض إغلاق آخر.
ويجدر بالذكر أن الحكومة الصينية قامت بفرض إغلاق عام آخر، حيث سارعت إلى وقف النقل داخل وخارج المنطقة وفرضت قيودًا جديدة على الحياة اليومية.
وهذا هو أحدث مثال على تجربة الصين التي تؤكد أن عمليات الإغلاق الصارمة لا تقضي على فيروس كورونا المستجد، حيث شهدت ووهان –المدينة صفر لتفشي المرض- ظهور مجموعة جديدة من الحالات الأسبوع الماضي، ولكن لم تكن أي من هذه الحالات شديدة مثل تفشي المرض الأصلي في ووهان، والذي تقول الحكومة إنه أودى بحياة حوالي 4000 شخص في المدينة.
وهذا يسلط الضوء على إشكالية مهمة، وهي: أن الفيروس سيستمر معنا لفترة طويلة ما لم يكن هناك لقاح، وسيتعين على الحكومات الغربية أن تقرر ما إذا كانت قادرة على إعادة فرض عمليات الإغلاق عندما تظهر حتمًا مجموعات جديدة أو لا، فعلى الأقل يبدو أن هذا هو الدرس الذي يمكن أن نتعلمه من متابعة التطورات الجديدة في الصين.
ومن الصعب أن نحكم على وجه اليقين على الوضع في الصين، وذلك لأن إدارة بكين لا تزال غير جديرة بالثقة بشأن جائحة فيروس كورونا التي بدأت منها أصلًا.
وحتى الآن، تقاوم بكين بشدة أية محاولات دولية للتحقيق في أصول الفيروس. ويوم الإثنين الماضي، فرضت تعريفة جمركية بنسبة 80.5 ٪ على الشعير الأسترالي بعد تعليق استيراد لحوم البقر من أستراليا، وكل ذلك لمعاقبة إدارة كانبيرا على طلبها علنًا بالتحقيق دوليًا مع الصين حول أصل انتشار الفيروس.
وأحبطت الصين آخر محاولة لتايوان لحضور جمعية الصحة العالمية هذا الأسبوع، التي تمثل القمة السنوية لمنظمة الصحة العالمية، حيث كان الأطباء في تايوان أول من حذر العالم من انتقال فيروس كوفيد-19/ Covid-19 من شخص لآخر وتمتعوا ببعض النجاح في مكافحة المرض.
ورغم كل ذلك، لا تزال الصين تقدم دروسًا مهمة للعالم حول أصول الفيروس وفعالية إستراتيجيات الإغلاق.
ونأمل أن يكون المسؤولون صادقين بشأن ما يحدث الآن في جيلين هذه المرة، ولكن من المستحيل أن نثق في بكين أو أجهزة الحزب الشيوعي المحلية عندما تكون غريزتهم في العديد من الجوانب الأخرى نحو فيروس كورونا المستجد هي إخفاء الحقيقة وسوء التوجيه.
ومن المؤسف أنه لم يسأل أحد الرئيس الصيني شي جين بينغ عن هذا عندما قدم خطابه في مؤتمر منظمة الصحة العالمية يوم الإثنين الماضي.