شكر ذوي العطاء أياً كانت مسؤولياتهم، في القطاع الحكومي أو أي جانب من جوانب النشاط في المجتمع، فيه مصلحة للشاكر نفسه قبل المشكور، وفيه مصلحة للمجتمع بأكمله، ولذلك يجب ألا يتوقف مهما كانت ردات فعل البعض وتفسيراتهم السيئة التي يحرم البعض بسببها من فضيلة الشكر، وهذا لا يمنع من الوقوف ضد كل من يتلاعب بهذه القيمة الرفيعة ويجيرها لمصالحه الشخصية بتلميع من لا يستحق التلميع.
شكر ذوي العطاء دليل رقي الشاكر وحسن تربيته وسلامة طويته، كما أن الجلافة دليل على الضد، فلا يذكر الفضل لذوي الفضل إلا ذوو الفضل، والشكر صفة من صفات الرحمن، ولا يشكر الله من لا يشكر الناس، فإن كان العطاء على المستوى الشخصي فالشكر حق، وإن كان عطاؤه على مستوى أكبر، مدينة أو محافظة أو منطقة أو وطن فالشكر يجب أن يكون أولى وأكبر.
وفي حديث من بُعث متمماً لمكارم الأخلاق يقول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «... ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».
وفي شكر من يستحق الشكر مصلحة للمجتمع من أكثر من ناحية، ففيه تثبيتٌ للمعطي على طريق العطاء، والكلمة مؤثرة ولها دورها إيجاباً وسلباً، وكل يعرفها من نفسه، وثبات أهل العطاء في طريقهم الرائع حاجة مجتمعية ماسة، مع ظهور الأدعياء هنا وهناك، وأيضاً في شكر العامل على عمله فضحُ لغير العاملين والمطبلين لهم، فبضدها تتميز الأشياء، ولعل في الشكر إحياءً لهذا الميت، وأي موت أكبر من الحرمان من العطاء!
أيضاً في الشكر إبقاء لخلق الوفاء في المجتمع، وإنما المجتمعات بأخلاقها كما هي بعطائها.
باختصار: لا تكن جاحداً! مهما كانت مبرراتك.
shlash2020@