ومع الوقت وزيادة الإدراك والوعي فهمت الكثير من مبادئ دولتنا العظمى.
المادة الخامسة والعشرون من النظام الأساسي للحكم تنص على: «تحرص الدولة على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة، وعلى تقوية علاقاتها بالدول الصديقة».
حينها فهمت أن السعودية أخذت على عاتقها قيادة العالم العربي والإسلامي، منذ عهد الملك عبدالعزيز واستمر من بعده أبناؤه يسيرون على نهجه.
نعم نقف نحن الشعب أفرادا وجماعات نتصدى لكل حرب إعلامية تواجهها مملكتنا، ولن نقبل أبدا المساس بعقيدتنا ووطننا ورموزنا مرددين دوما «الله ثم المليك والوطن».
نحن الشعب الذي نشأ وتربى على طاعة ولي الأمر في المنشط والمكره دون تردد، ولذلك لا يعي الكثير من مواطني دول العالم ما معنى هذه العلاقة الوطيدة بين الحاكم والشعب.
لعلهم لم يعيشوا تلك العلاقة إما بسبب الحروب التي مروا بها أو بسبب الاستعمار الذي غزا أرضهم أو لأنهم استمدوا علاقاتهم السياسية ضمن قوانين هم خطوها بأيديهم نتيجة ظروف محيطة بهم تتغير وفق تغيرات المجتمع التي يمر بها البشر بشكل دائم ومستمر.
إن علاقتنا بحكامنا لم يكن مصدرها تشريعا بشريا مخطوطا في زمن مضى حتى تتأثر وتبلى مع الوقت، بل هي علاقة مستمدة من عمق الشريعة الإسلامية تعززها علاقة الدم ووحدة النسيج الاجتماعي والرابط التاريخي الذي يجمعنا تحت ظل هذه الدولة.
في إحدى المرات كنت في نقاش مع باحث أمريكي فقال لي أنتم دولة حديثة، فقلت له نحن دولة حديثة بالمظهر فقط، ولكنك تتحدث عن مجموعة قبائل عاشت على أرض الجزيرة من آلاف السنين، وارتبطت ببعضها البعض وبقيادتها التي تمتد جذور عائلتهم في عمق تاريخ الجزيرة العربية ليحكموا هذه الأرض طوال ٣٠٠ سنة. نفس الحاكم ونفس التركيبة السكانية لم تتغير حتى استقر الحكم للملك عبدالعزيز، لذلك لن تستطيع فهم عمق هذه العلاقة إذا لم تكن جزءا منها.
إن القياده لا تكون بالقول بل بالفعل، بأن نسير على نهج شرعنا المستمد من الكتاب والسنة، وأن نتبع ولي أمرنا، وإن عمل الخير هو فعل متأصل في نفوسنا لا نتودد به لأحد ولا نطلب فيه سوى رضا الله عز وجل.
نحن شعب تربى على أن الصدقة جزء من حياته اليومية يأخذها مستحقوها حتى لو لم يكونوا على دين الإسلام، نحن من تربى على مساعدة المحتاج وإيواء المكسور وحفظ ماء وجه المتعفف من حاجة السؤال.
لذلك تعلمت أن القيادة فعل وليس قولا، سندافع عن أرضنا ورموزنا ولن نتردد في مساعدة من يطرق باب وطننا طلبا للمساعدة.
وأختم مقالي هذا بقول المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله: «أنا عربي، ومن خيار الأسر العربية ولست متطفلاً على الرئاسة والملك، وإن آبائي وأجدادي معروفون منذ القدم بالرئاسة والملك. ولست ممن يتكئون على سواعد الغير في النهوض والقيام، وإنما اتكالي على الله، ثم على سواعدنا يتكئ الآخرون ويستندون إن شاء الله».
@AmaniAAJ