DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آثار سلبية متعددة لترك الدراسة بهدف الزواج

أضرار نفسية واجتماعية على الزوجين والطلاق أقرب الاحتمالات

آثار سلبية متعددة لترك الدراسة بهدف الزواج
لا شك أن الدراسة شيء مهم في الحياة، وأنه لابد من التمسك بالتعليم والحياة العلمية، وفي الآونة الأخيرة أصبح شبابنا وفتياتنا يفضلون الزواج على الدراسة، وأصبح ترك الدراسة شيئا عاديا مقابل الزواج، وانتشر هذا الأمر حتى أصبحت المجتمعات كأنها تفضل الزواج على استكمال الدراسة، خاصة المجتمع العربي.
مفاهيم خاطئة
أوضح الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد، أن الزواج المبكر يؤثر كثيرا على الدراسة، وأن أكثر من يفضلونه يحاولون الهروب من حياتهم العائلية، أو أن تتأثر الفتاة بزواج إحدى صديقاتها التي تكون أصغر منها عمرا، أو تكون قد تأثرت بمواقع التواصل الاجتماعي، وترى أن السعادة في الزواج؛ فتترك الدراسة وتقبل على الزواج، لكن الواقع يؤكد أن مسؤوليات الزواج أكبر كثيرا من الدراسة، خاصة مع تربية الأطفال، فلا تستطيع الفتاة أن تستكمل دراستها بسبب مسؤوليات الزواج، ما ينفي المفاهيم التي يظنها البعض من أن الزواج لا يؤثر على الدراسة، لكن الحقيقة أن الدراسة شيء مهم جدا، وله أولوية كبيرة في حياتنا لا يجب الاستغناء أو التنازل عنها.
مستقبل مبهم
وأوضح الحماد أن إهمال جانب الدراسة يؤثر كثيرا على الحياة الزوجية في المستقبل، وأثناء تربية الأطفال؛ لأن الأم ستكون غير متعلمة بشكل كافٍ لتعليم الأطفال، والأهل أيضا لهم دور كبير في تعزيز حب الدراسة لدى أبنائهم، ومساعدتهم على إكمالها قبل الإقدام على خطوة الزواج، فبعض الأهالي قد يشجعون الأبناء على الزواج أثناء الدراسة، وهذا خطأ فادح لابد من عدم الاستسلام له من قبل الأبناء.
شروط الزواج
وبينت الأخصائية النفسية رانيا أبو خديجة، أن الزواج له شروط ومقاييس وأساسيات ليبنى على قوام متين، أولها وأهمها أن يكون العمر مناسبا للزواج، وألا يقل عن ٢٠ عاما، وأن أكثر حالات مشاكل الزوجية سببها الزواج بعمر صغير.
وقالت: أتذكر حالة حضرت للعيادة وكانت تقول: «فرحت بالفستان الأبيض وبحفل الزواج، ولم أفكر ماذا ينتظرني بعد ذلك، وتوقفت عن دراستي الثانوية وأهملتها حتى يكون لدي طفل، والنتيجة طلاقي وأنا في سن ٢٥ عاما، لم أستطع أن أتفهم الحياة الزوجية، ولم أحصل على وظيفة بسبب عدم إكمال دراستي».
وأضافت: كانت الفتاة في سن مبكرة لم تصل للنضج الكافي الذي يمكنها من تحمل مسئوليات الزواج، ومن هنا يبدأ الزوجان في الصدام ومن بعدها الطلاق، بسبب عدم فهم كثير من الأمور عن الحياة الزوجية ومقومات نجاحها.
مسؤوليات كثيرة
وأردفت قائلة: أرى أنه من الضرورة التوقف عند مسألة الزواج أثناء الدراسة؛ لما لها من تأثيرات سلبية على حياة الفتاة ونفسيتها، لأنها في هذا الوقت تكون غير مؤهلة لبناء أسرة في ظل هذه الظروف من الأعمال المنزلية والواجبات الاجتماعية والدراسية، والإقدام على هذه الخطوة يتسبب في خلل في العلاقة الزوجية؛ لعدم وجود الوقت الكافي لكلا الزوجين لقضاء الوقت مع بعضهما، والذي يعتبر من أهم الأمور في بداية العلاقة الزوجية، الأمر الذي يجعل الفتاة تشعر بأنها تعيش تحت ضغط نفسي شديد. وبالتأكيد وجود الأطفال أو الحمل والولادة سيزيد من الضغوطات التي تقع على الفتاة، وقد يؤدي إلى شرخ في العلاقة الزوجية أو إنهائها، لا سيما إذا كان الزوج غير متفهم ويتثاقل من الموضوع، وهذه الضغوطات تضع الفتاة تحت حالة من الاختيار إما إنهاء العلاقة الزوجية أو التخلي عن إكمال دراستها، ما يجعلها تشعر بحالة من التعاسة والاضطهاد.
مقاعد الدراسة
وأضافت: إن كان لابد من زواج الفتاة وهي لا تزال على مقاعد الدراسة، فعلى الزوج أن يتفهم ظروف زوجته، وأن يساندها حتى يتم تجاوز هذه المرحلة بسلام، خصوصا في ظل وجود بعض التدخلات الخارجية التي قد تؤدي أحيانا إلى خلق مشاكل في العلاقة الزوجية، والأهم من ذلك، أن تفكر الفتاة بدراستها وتحقيق ذاتها كأولى أولوياتها، وتأجيل الدراسة فصلا أو فصلين ليس حلا للمشكلة، ولكننا نلقي الضوء على الآثار السلبية التي قد تنجم عن هذا الزواج على الفتاة أولا، والمجتمع ثانيا.