• هذا الحضور أوجد خلافا في الآراء بين ساكني الحارة الواحدة، خلافا لا يصل إلى حد التباعد لكنه موجود، فهذا مع الألمان وذاك مع الحلفاء.
• وأحاديث المجالس اقتحمت أخبار وإستراتيجيات الحرب العالمية الثانية، لتكون غرضا من أغراض شعر المحاورة.
• وفي محاورة بين شاعرين أحدهما يمتهن (الخرازة)، والعناية بالأحذية وشاعر آخر أراد أن يسأل زميله عن سبب بيعه لأدوات الخرازة، وكان الأول لا يود أن يظهر الخبر للناس فقال:
هب يا هب ياهالرادو اللي ما تغر أمواجه
كيف تدري في سياسة هتلر الجويه.
وشاعر آخر يفتخر أمام خصمه بالمحاورة بأنه يعرف خافيات الأمور فقال:
فيلبس صافي صوته وسلكه بالسما ممدود
يجيب العلم من لندن ودلهي للمسهريه
• وطرفة أخرى تظهر حماس أهل الحارة الواحدة، عندما قصف الألمان لندن واشتعلت في نواحيها الحرائق الكبيرة، وصادف أن ذلك الخبر قد سمع في راديوهات الحارة بعيد منتصف الليل بتوقيتنا، فلم يصبر مناصر الألمان بل ذهب إلى جاره (مناصر الإنجليز) ودق بابه بشدة غير معتادة ولما فتح صاحب الدار الباب قال الطارق: رح طف لندن. وكأنه ينتقم لمناقشاتهم السابقة.
وبعيد الحرب الثانية واستشراء الفكر الاشتراكي قال رجل يسأل أصحابه:
هالحين الاشتراكية وشهي؟
أجابه من يدعي العلم:
يعني كدك ماهوب لك !. أو «تكد على عميان».
[email protected]