DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كورونا يكشف كذب إيران

دولة الإرهاب.. نشرت الفيروس وتكتمت على الحقائق

كورونا يكشف كذب إيران
الأخبار الاقتصادية على منصة «إكس»
فورين بوليسي: «دولة الإرهاب» نشرت الفيروس وكذبت بشأنه
نيويورك تايمز: فوضى وتكتم من نظام الملالي
بولتيكو: إيران أكبر تهديد وبائي للشرق الأوسط والعالم
ماينمار تايمز: تجاهل المساجين المصابين وانتهاكات لحقوق الإنسان
كارنيجي ريسيرشز: إدارة محلية سيئة وعداء دولي
ناشيونال بوست: عدد الإصابات الإيراني قد يتخطى المليون
-------------------------------
تشكل أزمة فيروس كورونا في إيران تهديدا من نوع خاص، ليس على الدولة نفسها وحسب وإنما على منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، وذلك بسبب الأكاذيب المتوالية التي دأب نظام الملالي على تصديرها عن أعداد المصابين والوفيات في الداخل، والتي كشفت حقيقتها الكثير من المؤسسات والصحف الدولية وصور الأقمار الصناعية، ممن أجمعت على أن الأعداد أكبر من ذلك بكثير، وأن المقابر الجماعية تكشف ما يحاول نظام ولاية الفقيه إخفاءه. وبعيدا عن الأرقام الحقيقية تظل العورات الصحية والسياسية الأخرى تتسبب في تفاقم الأزمة داخل إيران، في ظل سيطرة نظرية المؤامرة على حكومة طهران ومحاربتها للوسائل العلمية بالأساليب الفوضوية المتخلفة، وفوق ذلك وذاك استمرار صناع السياسة هناك في التنديد بوقوف نظرية المؤامرة وراء انتشار الوباء داخل البلاد، مع محاولات إقناع العالم بأكاذيب احتواء الفيروس.
تناقض وأكاذيب
من جانبها قالت صحيفة فورين بوليسي إن النظام الإيراني يتبع استراتيجية نظام التضليل وإخفاء الحقائق عن الشعب وعن العالم في تعامله مع أزمة كورونا، لافتة إلى أن الأرقام الحقيقية لعدد المصابين والوفيات على الأرجح أعلى بكثير من المعلن رسميا.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في نهاية شهر مارس المنصرم أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور، أنه تم تسجيل 3111 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليبلغ عدد الإصابات 44.606 إصابات منذ تفشي الفيروس في البلاد، مشيرا إلى وجود 141 حالة وفاة جديدة لترتفع أعداد الوفيات إلى 2898 حالة. وأوضح أن 3703 أشخاص من المصابين بفيروس كورونا ما زالوا في حالة حرجة.
وعلقت فورين بوليسي على الأرقام المضللة بقولها: «إيران لم تعد تنشر الإرهاب وحسب، بل باتت بؤرة لتصدير فيروس كورونا لمنطقة الشرق الأوسط والعالم، حيث تعد واحدة من أكبر مراكز تفشي الفيروس في الوقت الحالي».
وأضافت: «الأسوأ من تفشي الفيروس هو عدم وجود معلومات دقيقة عن حجم الأزمة الحقيقي، التي نتعامل معها».
ولفتت الصحيفة إلى تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أوضح فيه أن فيروس كورونا قد يظل موجودا لعام أو عامين في البلد، وقال «أود أن أوضح لأبناء شعبنا أن قضية كورونا ليست أزمة يمكن أن تنتهي في أسبوع أو شهر في إيران أو في العالم، لقد جاء هذا الفيروس ودخل إلى المجتمع، ومن الممكن أن يبقى لسنة أو سنتين».
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك تناقضا بين هذا التصريح وبين الرقم المعلن من جانب الحكومة الإيرانية، الذي لا يتوافق إطلاقا مع الفترة التي أعلن عنها روحاني فيما يخص توقعاته الزمنية للتخلص من الوباء.
فوضى وتكتم
وفي نفس السياق، لفتت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن سبب تفاقم الأزمة وخروجها عن السيطرة في إيران هو تكتم الحكومة الإيرانية لفترة طويلة على ظهور حالات مصابة بالفيروس فيها منذ شهر يناير الماضي.
وسلطت الصحيفة الضوء على اعتراف رئيس لجنة علم الأوبئة بالمركز الوطني لمكافحة كورونا في إيران، علي أكبر حقدوست، بتفشي الفيروس في البلاد منذ الثلث الأخير من يناير الماضي، كما أكد حقدوست أن «الفيروس انتشر بإيران في تلك الفترة بشكل مريب، لكن دون أن تظهر أعراضه في البداية» موضحا أن السلطات تأخرت في تشخيص انتشار الفيروس والإعلان عن تفشيه، مضيفاً إن الوباء انتشر بعدة مدن إيرانية في تلك الفترة.
وسلطت نيويورك تايمز الضوء على تحذير وزير الصحة الإيراني السابق، حسن قاضي زاده هاشمي، كبار المسؤولين من مخاطر تفشي الفيروس منذ ديسمبر الماضي، إلا أنهم لم يستجيبوا لنصيحته.
ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الأمريكية مطالبتها لطهران بالتوقف عن «الكذب والسرقة»، وذلك في ردها على قول وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إن أمريكا تستغل «كارثة فيروس كورونا الإنسانية للانتقام من إيران» معلقا سبب تفاقم الأزمة في البلاد على الولايات المتحدة.
وقالت نيويورك تايمز: «الولايات المتحدة وعقوباتها ليست سبب تفاقم الأزمة حسبما يدعي النظام الإيراني، ولكن الفوضى في التعامل والتكتم على الحقائق هما الأسباب الحقيقية فيما وصلت إليه إيران الآن».
ونقلت الصحيفة عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوش، ردها على ظريف عبر تويتر بالقول: «توقف عن الكذب والسرقة.. إذا كان النظام الإيراني بحاجة إلى أموال للتعامل مع فيروس كورونا، فيمكنه الوصول إلى مليارات الدولارات من صندوق علي خامنئي (مرشد الثورة الإيرانية)، المعفى من الضرائب».
واختتمت الصحيفة: «ليست العقوبات الأمريكية ولكن النظام الإيراني هو من سيدمر شعبه بالكورونا».
تهديد وبائي
على صعيد متصل وصفت مجلة ذا بولتيكو العالمية على نسختها الإلكترونية ما يحدث من تفش غير مسبوق لفيروس كورونا في إيران بأن البلاد باتت تشكل أكبر تهديد وبائي في منطقة الشرق الأوسط، وأنه يمكن أن ينتقل منها إلى أجزاء أخرى من العالم.
ولفتت المجلة إلى أنه مع تفاقم حدة المرض في إيطاليا وإسبانيا في الغرب وإيران في الشرق فسيشكل ذلك «كماشة» على العالم من الجانبين.
وانتقد معلق المجلة السلطات الإيرانية لفشلها في احتواء انتشار فيروس كورونا، مطالبا بمزيد من الشفافية حول مدى تفشي المرض وأرقام الوفيات والإصابات الحقيقية.
ومع تزايد عدد ضحايا كورونا في البلاد، قالت المجلة إن القطاع الصحي الإيراني يعاني مشاكل أخرى متأصلة فيه مثل: الخصخصة المتزايدة، وزيادة التمييز وعدم إمكانية وصول الناس العاديين إلى المرافق الطبية والعلاجات، مما أضعف النظام الطبي في البلاد بشكل كبير ودفعه إلى حافة الانهيار.
وقالت المجلة: «لم يكن هناك استعداد لحماية الناس من انتشار محتمل للفيروس، ولم تكن هناك تحركات كافية لاحتوائه بعد تفشيه».
حقوق الإنسان
وفي سياق متصل ركزت صحيفة ماينمار تايمز على تجاهل المساجين المصابين وانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث للمعتلقين السياسيين والعاديين داخل سجون نظام ولاية الفقيه.
وقالت: «العديد من السجناء أكدوا أنه لا يتم حمايتهم طبيا بما يكفي داخل السجون الإيرانية، وإذا استمر هذا الحال فقد ينذر بوقوع كارثة كبرى بين هؤلاء السجناء».
وفي محاولة لتخفيف قبضة الحكومة الإيرانية على السجناء دعت مجموعة واسعة من منظمات حقوق الإنسان نظام الملالي لمراعاة البعد الصحي الخطير لأزمة فيروس كورونا، مطالبة بضرورة الإعفاء عن السجناء -لا سيما السياسيون منهم- في تلك الفترة العصيبة وتوفير درجات الوقاية والعلاج الطبي اللازم لهم حالة انكشاف وجود إصابات بالفيروس.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك العديد من الفئات التي ارتفعت معاناتها داخل إيران أيضا بسبب الفيروس، ومن بينهم ملايين العمال الذين يعيشون حاليا تحت خط الفقر، وهناك من هم محرومون من أي مصادر للدخل أو تعويض عن البطالة أو التأمين.
وقالت: «يجب إعادة النظر في الحالة المزرية للمعارضين السياسيين في مختلف السجون المهددة بانتشار كورونا، وكذلك الوضع الخطير للعاملين في القطاع الطبي».
عداء دولي
وفي إطار متصل لفتت مؤسسة كارنيجي البحثية على موقعها الإلكتروني، إلى أنه وفق آخر الاستطلاعات الإلكترونية يسود حالة من الشعور بالعداء الدولي لإيران وتسيطر نظرية المؤامرة على النظام هناك.
ولفت موقع المؤسسة إلى أن وزارة الصحة الإيرانية لا تزال مترددة في الكشف عن عدد المصابين وضحايا كوفيد 19 لكل منطقة على حدة في البلاد.
وقالت: «منظمة الصحة العالمية أكدت في وقت سابق أن البيانات التي قدمتها الحكومة الإيرانية ربما تكون خمس العدد الحقيقي (20% فقط) للأشخاص المصابين أو الذين قتلوا بسبب الفيروس».
ولفت الموقع إلى وجود صراع بين العلم وأدواته في إيران وبين نظريات المؤامرة التي دأب نظام «ولاية الفقيه» على تسبب كورونا في حالة خراب شاملة بالدولة.
ونقل الموقع عن الطبيب مهدي فاريجي (43 عاماً) في مقطع فيديو بثه قبل وفاته بثلاثة أيام، إن الأدوية التي يتناولها لا تجدي نفعاً.
ووفقا للموقع البحثي، أظهر مقطع فيديو تم تصويره في 20 مارس الماضي، أربعة عمال ملثمين يعدون قبرا لذلك الطبيب في فناء بمسقط رأسه. وزوجته وأطفاله يقفون بعيدًا خوفاً من إصابتهم. كان ذلك بعد منتصف الليل مباشرة في عيد النيروز.
ولفت الموقع إلى انقسام الشعب الإيراني بين فرضيتين، الأولى: تقول إن انتشار فيروس كورنا في البلاد، نتج عن مؤامرة يديرها الغرب، مستشهدين -أي أصحاب ذلك الرأي- بنقص المعدات الطبية بسبب العقوبات المفروضة على إيران.
فيما يرى الجانب الآخر، أن سبب تفشي الوباء يعود إلى إهمال النظام وتشجيعه الناس على حضور احتفالات ذكرى ثورة 1979 التي تجذب عادة آلاف الإيرانيين، إضافة إلى تحريض علي خامنئي الإيرانيين على الاقتراع في الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد 10 أيام من احتفالات ذكرى الثورة.
ونقل الموقع عن المسؤول البيئي البارز في إيران سابقًا كافح مدني: «إنها معركة شديدة الخطورة بين العلم ونظريات المؤامرة».
بؤرة مليونية
ختاماً، لفتت صحيفة ناشيونال بوست الكندية إلى أن عدد المصابين داخل إيران قد يتخطى المليون مصاب خلال ثلاثة أشهر فقط من الآن، وذلك بسبب عدم اتباع الدولة إجراءات طبية سليمة والرفض غير المبرر لعزل العديد من المدن ومن بينها طهران العاصمة حتى الآن.
وقالت الصحيفة: «أبلغت إيران عن أول حالة مؤكدة لكوفيد 19 في الـ 19 من شهر فبراير الماضي، لضحيتين في مدينة قم، حيث يشتبه العديد من المراقبين أن الفيروس قد حصل على موطئ قدم له في تلك المدينة بسبب السياحة الدينية وكذلك بسبب احتفالات ذكرى الثورة».
وأضافت: «ترفض الحكومة الإيرانية فرض إجراءات الحجر على المواطنين بدعوى أن الفيروس لا يعدو أن يكون محض مؤامرة»، كما وصف روحاني، في خطاب تم بثه في الـ25 من شهر فبراير الماضي، كورونا بأنه «واحدة من مؤامرات العدو لإغلاق البلاد عن طريق نشر الذعر» وهو ما تسبب في تفاقم الفيروس بإيران أكثر من أي دولة أخرى.
وتؤكد الصحيفة أن النظام الطبي في إيران غير مؤهل لاستقبال حالات طوارئ طبية ضخمة، وكوارث كبيرة كما يحدث الآن. ورغم العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، عرض وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على إيران مساعدات طبية، إلا أن رأس النظام الإيراني متمثلاً بعلي خامنئي رفض ذلك العرض في الـ22 من شهر مارس، واتهم واشنطن حينها بأنها من تسبب بخلق ونشر فيروس كورونا، مؤيدا نظرية المؤامرة التي لا تفارق خياله ولا تفكيره.
واختتمت الصحيفة بقولها: «بهذه الإجراءات وذلك المعدل لانتشار الفيروس داخل إيران ستتحول البلاد إلى بؤرة مليونية للفيروس بحلول شهر يونيو المقبل».