«الطرثوث» والجمع «طراثيث» وهو نبات يؤكل، وفي المعاجم: نبت رملي طويل مستدق كالفطر، يضرب إلى الحمرة. والكتابة فيه تعيش طويلا. ويمتصه الخشب بشكل يجعل إزالته مستحيلة إلا أن يقتلع الباب أو يهدم الجدار. ويرد ذكر الطرثوت في المثل الشعبي في قولهم «مكتوب بطرثوث».
والطرثوث يسمى عند أهلنا في الأحساء «ترثوث» مما يدل على شيوع وسماع تلك الكلمة. ربما لأن ظهوره يرتبط بالمطر، فبالرغم من مواصفاتها العالية، في الرسوم والكتابة على الأسطح (أو الجرافيتي) إلا أنها لم تستثمر بالشكل المطلوب الذي ربما يجعلها منتجا محليا مطلوبا.
ولا أعرف حينئذ كيف اهتدى الأولاد إلى مادة للكتابة على الأسطح الخشنة، مثل الأبواب الخشبية، وربما جاز لي أن أنسب الممارسة إلى فن الجرافيي.
الجرافيتي فن موجودة منذ قديم الزمان حيث مورس أيام الحضارة الإغريقية والرومانية، وتطور الجرافيتي عبر الزمن، واليوم يسمى بالجرافيتي الحديث. إلا أنه يختلف من حيث الغرض عنه في ممارسة بعض العابثين من الشباب عندنا.
في بريطانيا أذكر أن البلديات عجزت عن ثني بعض البشر من الكتابة على جدران دورات المياه العامة لكتابة ما يعن لهم !. وأيضا تلك الممارسة يصعب على السلطات اكتشاف الفاعل وإثبات الجرم، ويستعملون الأقلام السائلة. ولمعالجة الأمر وطلبا للذوق وضعت البلديات كراريس وأقلاما ناشفة كخدمة ! لكون تكلفة الأخيرة أقل من إعادة دهان الجدران.
يتحتم أن أذكر شيئا عن الجرافيتي، فليس الأمرا تطورا عن خربشة تطوير العمل البدائي في كتابة ما يحلو، بل هو فن مستقل
ويسعى البعض من فناني هذا التوجه إلى التقريب بين أطرافه عن طريق وضع طرق قانونية لهؤلاء الأشخاص وأماكن محددة لهم للتعبير عن أفكارهم ضمن قواعد عامة وقانونية، وإعطاء تراخيص لهؤلاء الفنانين ليقوموا بأعمالهم بطرق قانونية وللتقليل من الأضرار التي قد يتسبب بها من تشويه للأماكن العامة. هناك جرافيتي في كل العالم، ومن المدن التي تتصدر هذا الفن هي نيويورك وبوينس أيرس وبرلين وسياتل ولندن. ولهذا الفن فنانون اكتسبوا شهرة.
يمكن أن ذلك الفن انعزل الآن، بعد طوفان التواصل الاجتماعي.
[email protected]