يهم المملكة كإحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم السعي لاستقرار الأسعار في السوق الدولية، والسعي للحفاظ على الحصص الإنتاجية، والسوق الحرة عادة تعطي المنتجين القدرة على المنافسة والحفاظ في ذات الوقت على الحصص وتعزيزها، ولا تبدو الحاجة ملحة في الفترة القادمة لاجتماع مجموعة أوبيك في ظل غياب الاتفاق على الإجراءات التي يجب أن تتخذ للتعامل مع فيروس كورونا المستجد الذي أثر على أحجام الطلب والأسعار، وتزويد عملاء شركة أرامكو السعودية بحوالي 3ر12 مليون برميل يوميا في شهر أبريل المقبل بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميا عن الطاقة القصوى المستدامة البالغة 12 مليون برميل يوميا يجيء كخطوة نوعية في ظل المنافسة، وكانت السوق المالية السعودية «تداول» أعلنت يوم أمس الأول عن تعليق تداول سهم شركة أرامكو السعودية لفترة زمنية محدودة وفقا لقواعد الإدراج وإجراءات التعليق.
وفي ضوء غياب اتفاق «أوبك بلس» فلا بديل في هذه الحالة إلا بإجراء اتصال سياسي بين روسيا ودول تحالف أوبك بغية العودة الحيوية لطاولة المفاوضات من جديد تحكيما لمفردات لغة العقل لاتخاذ القرارات المناسبة المؤدية لخفض جماعي للإنتاج يتناغم عمليا مع أوضاع السوق العالمية في أعقاب الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد، ولا شك أن الأوضاع الحالية لا تصب في روافد المصالح المشتركة للدول المنتجة فالضرر يلحق في الحالة التي جمدت فيها المفاوضات المنشودة على الجميع، ولابد إزاء ذلك من عملية إنقاذ سريع لأسواق النفط قبل وصولها إلى انهيار كامل قد يؤثر سلبا على اقتصاديات دول العالم.
وقد بلغت أحجام التداول للخامين إلى مستويات قياسية مرتفعة في أعقاب انهيار اتفاق استمر لسنوات ثلاث بين المملكة وروسيا ومنتجين آخرين، مما أنذر بقيام حرب أسعار جديدة نظير زيادة الحصص السوقية، وإزاء وتيرة المنافسة فقد رفعت شركة أرامكو السعودية عطفا على توجيهات من وزارة الطاقة مستوى الطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى من 12 إلى 13 مليون برميل يوميا، حيث تعمل الشركة بكامل إمكانياتها على سرعة تنفيذ تلك التوجيهات، وتحرص المملكة في سائر تعاملاتها مع الدول المنتجة على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الكفيلة باستقرار أسواق النفط العالمية والحرص على عدم تذبذب الأسعار تحقيقا لمصالح كافة الدول المنتجة والمستهلكة للنفط.
[email protected]