وقد تحقق هذا النجاح والإقبال المدوّي، على الرغم من حملات التشويه والتشكيك التي تعرّض لها هذا الطرح من اليوم الأول الذي تمّ الإعلان فيه رسميًا عن اعتماده، بل منذ أن أشار سمو ولي العهد إلى إمكانية فتح المجال للاكتتاب في أرامكو عام 2016، حيث رأينا وما زلنا، حملات تشويه متعمّدة نالت هذا الاكتتاب، مرة باسم البيئة ومرة أخرى باسم التغيّر البيئي وحقوق الإنسان، كذلك رأيناها من نافذتي الشفافية والبيروقراطية، بل رأيناها متجسّدة كفعلٍ إرهابي غاشم تمثّل في الهجوم الإيراني على منشآت أرامكو، لكن كل هذه الشكوك والتحيزات تمت السيطرة عليها وهدمها بمعول التحدي الذي رفعه سمو ولي العهد، ومن خلفه كل فئات المجتمع السعودي، وهو ما تجسّد في ذلك النجاح الذي شاهده القاصي والداني بالنسبة للاكتتاب حتى الآن.
إن المملكة بكل ما تمتلكه من ثروات أنعم الله بها عليها لا يضيرها التشكيك من هنا أو هناك، بل هذا إجراء يُراد به إعلام العالم بأن هنا إدارة اقتصادية مختلفة للدولة السعودية، إدارة مبدؤها الأساسي هو الشفافية والوضوح، إدارة غيّرت وجه المملكة للأفضل، وقفزت بها مراتب عدة في المؤشرات الاقتصادية العالمية، وعبر هذه الإشارات الضمنية ينحو الاستثمار والاقتصاد إلى مستوى آخر تم رسمه فعليًا في رؤية المملكة 2030.
إن مرحلة التحوّل إلى اقتصاد متعدّد الأوجه والمصادر أمر ليس باليسير، وما اكتتاب أرامكو إلا خطوة ضمن خطوات عديدة وجريئة في الطريق، تتبعها بكل تأكيد خطوات كبرى رسمتها بدقة رؤية ٢٠٣٠، كل هذا يتم وسط دعم شعبي ومجتمعي منقطع النظير، وهو الأمر الذي ساهم بشدة في نجاح الاكتتاب، ومن ثم تداول أسهم أرامكو رغم كل الأراجيف والحملات المغرضة من أبواق الأعداء.
