مرض السعار أو داء الكلب الذي يصيب الحيوان والإنسان وينتقل عن طريق العض، حيث ينتج عنه قلق وأرق وارتباك وهيجان وسلوك شاذ وجنون الارتياب أو جنون العظمة، بالإضافة إلى رعب وهلوسة تتطور إلى هذيان، ويصعب تشخيصه في مراحله الأولى، كنت أظن أنه لم يعد موجوداً وأنه أصبح مجرد حكايات يرويها الآباء عن السعار والدم الذي يُسقى المصاب ليُشفى، ولكن عندما أرى بعض الممارسات في واقعنا الحالي، أشك أن المرض لا يزال موجوداً وأن هناك من هو مصاب بداء الكلب شفاه الله، وفي مراحل متقدمة حتى ولو كان يظن أنه سليماً معافى، وأن سعاره هو ممارسة لحرية الرأي وصراحة وحرص على الوضوح. في مواقع التواصل الاجتماعي، هناك معرفات مسعورة تبحث عن الزلة بلذة واضحة وفرح وسرور، فما إن يقع المغرّد أو حتى لم يقع، حتى يسارعوا لإقامة حلقات النهش، من خلال تفسير النيات وتحميل الكلام ما لا يحتمل، ومن ثم الاستعداء والطعن! وهناك من هو مسعور على مجتمعه والناجحين فيه، فإذا رأى ميزة لم يهتم بها، وإذا رأى سلبية أو ما يعتقده كذلك أخذ في التفنن بنهش المجتمع، مسقطاً كل فيروساته على من حوله. وفي الوسط الرياضي، هناك محللون رياضيون مسعورون بصورة واضحة ومعلنة، يتفننون في ترقب سقطات من لا تتوافق ميوله مع ميولهم لنهشه، بل قد يصل الأمر إلى نهش عائلته ومن حوله، والكل يهدد الكل، والدائرة تتسع! ولا يحتاج الأمر إلى إثبات، فأبسط متابعة لترند تويتر تعطي الدليل، لأن شدة الإصابة بالمرض وبالتالي شدة هيجان بعض المصابين تجعل ترند الفضائح والمصائب يرتفع على كل ما سواه. نحتاج من أجل المصابين بهذا المرض، ومن أجل ألا تنتشر العدوى لمعالجة حاسمة للعينات المصابة بداء الكلب، تبدأ بالتطعيم منذ الصغر في البيوت والمدارس والمجالس والمساجد بأن يوضح للصغار خطورة هذا المرض حتى ولو اشتهر أصحابه، ونحتاج لإبعاد المصابين وعزلهم بمنع ظهورهم وإيقاف هيجانهم حتى لا تنتشر العدوى ويكثر المصابون، فيتحول المجتمع إلى مجتمع مسعور. @shlash2020