ليس الأول ولن يكون الأخير دور المملكة العربية السعودية في تحقيق السلام، أذكِّر: رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان اتفاقية المصالحة بين، إريتريا وإثيوبيا اتفاقية جدة للسلام بين البلدين بعد نزاع طويل، واتفاقية جدة للسلام بين جيبوتي وإريتريا، وصلح الصومال في جدة -الحكومة الانتقالية وزعماء العشائر الصومالية- والوفاق الأفغاني حيث استضافت المملكة المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان، والخلافات العراقية عام ٢٠٠٦، والصراع الفلسطيني الفلصطيني ٢٠٠٧ وتسوية الجنادرية أنهت الرياض خلالها الخلاف بين بين السودان وتشاد، ونزاع قطر والبحرين حول جزيرة فشت الديبل، وأزمة الجزائر والمغرب، واتفاق الطائف لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية. ويوم الثلاثاء الخامس من نوفمبر كان يوما تاريخيا للعرب عامة ولليمنيين خاصة، توج دور المملكة للسلام بتوقيع السلام في ربوع اليمن الذي عادت له السعادة من جديد ليعود اليمن السعيد، فقد أثمرت رعاية خادم الحرمين الشريفين وقيادة سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -رعاهما الله- للتوصل لـ«اتفاق الرياض» بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يؤسس بتوفيق الله لمرحلة جديدة من التعاون البناء ويمهد الطريق لاستئناف مسيرة التنمية والبناء خاصة في المحافظات المحررة. وننتظر بإذن الله عودة الحكومة الشرعية إلى عدن في غضون ٧ أيام كما ذكر في التوقيع، وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت سلطة وزارتي الداخلية والدفاع وتشكيل حكومة كفاءة بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه. ليعم السلام ربوع اليمن السعيد. ليس بغريب على حكومتنا حرصها على الاتفاق بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي وعلى اليمن ومكتسباته ووحدته وسيادته، فقد أثبتت بدورها الإقليمي والعالمي أنها صانعة السلام وضامنة الاستقرار في المنطقة وفي العالم، والشواهد كثيرة. اليوم بزوغ شمس سعيدة، وكل يوم بإذن الله يجتمع فيه اليمنيون هو يوم فرح للمملكة التي كانت منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- وستظل دوما مع اليمن حريصة على استقراره وساعيه إلى ازدهاره، وواثقة بأن حكمة أبناء شعبه تسمو فوق كل التحديات. بالفعل يا قائد مسيرة السلام ومهندسها بتوجيه من رجل السلام وزعيم الأمة قائدنا -حفظه الله- توجيه لكل مسؤول في المملكة، وعلى رأسهم سموكم الكريم، كان شغلكم الشاغل منذ بدء الأزمة اليمنية نصر الشعب اليمني الشقيق، فبذلت كل الجهود وزيادة من أجل رأب الصدع، وتحقق ما أراد الله له أن يتحقق. أكدتم يا سمو الأمير أن موقف المملكة تجاه اليمن من المواقف الأصيلة كأصالة شعبه العزيز، الذي تربطنا به أواصر الدين والقربى والعروبة والجوار، فأثبتم حرصكم على اليمن ومكتسباته ووحدته وسيادته ووفق الله مسعاكم وخطاكم. إبارك للشعب اليمني شروق فجر جديد من السلام والأمن والأمان والاستقرار، وأبارك جهود المملكة التي لا تزال وستظل تؤكد للعالم أنها صانعة السلام.