لذا، فإن التخفيف من سرعة الدماغ باستخدام التأمل والاستغراق في اللحظة يساعد في توازن أنشطة الدماغ، ولتقوية التماسك في الجهاز العصبي، وإعادة تنشيط قوانا بشكل ملحوظ، مما يؤكد مقولة أعجبتني «الحقل الذي يرتاح يعطي محصولا أوفر»، لأن القلق العقيم حاجز منيع أمام الاستقرار النفسي لا يمكن تجاوزه، ولهذا فإن استقطاع وقت يومي للاسترخاء وممارسة التأمل يعيد المزاج الجيد ويحسن من مستوى الإشباع النفسي.
ستمنحك ممارسة التأمل الوفير من الرضا والتوازن النفسي، بقدر ما تجعلها جزءا يوميا من أسلوب حياتك، وفي البداية ستحتاج لشيء من التدريب للتحرر من عقلية القرد وتهدئة الأفكار المتقافزة، وتركيز الانتباه على المكان والاستغراق في اللحظة، مما يسمح للأفكار بالمرور دون الانشغال بتحليلها أو تصنيفها، حيث تسهم قلة انشغالك في متابعة الأفكار المتوترة في استعادة الإيجابية والسماح بمشاعر أجمل.
مع الالتزام ستمنحك الممارسة اليومية للتأمل الجزيل من مهارة العيش في اللحظة، وتجعلك واعيا مستمتعا بما تفعل، سواء كان ذلك في التحدث لصديق أو القراءة أو طهو وجبة، أو اللعب مع أطفالك، أو الخروج للمشي، فعندما تمارس التأمل الداخلي تزداد لديك رهافة الشعور بالمسرات الصغيرة والنعم الدقيقة، وهذا يجعل الاعتراف بالمعروف وممارسة الامتنان أكثر سلاسة، فالتأمل كنقطة صغيرة من العطر الذي يفوح عبقه طوال اليوم.