يقع مدخله في الجهة الشمالية منه، وأطلق عليه الشيخ عبدالله بن سليمان الحمدان -أول وزير مالية في السعودية- اسم «قصر مشرف»؛ لأن الناظر من أعلاه كان يشرف على بعض البلدات والقرى الواقعة في شمال مدينة السيح مثل اليمامة والسلمية.
» تفاصيل عن المبنى
وأشار المرشد السياحي وليد العبيدي، إلى أن القصر يتكون من وحدتين رئيسيتين، القصر الغربي والآخر الشرقي، موضحا أن القصر الغربي كان مخصصا لاستقبال الضيوف وعقد الاجتماعات، وقام ببنائه شخص يدعى ابن دحيم البقري من أهالي محافظة الأحساء وساعده في بنائه نحو 50 شخصا آنذاك. وكان هذا الجزء يعتبر قصرا للحكم عند وجود الملك في الخرج يستقبل فيه الزوار والمراجعين، وكذلك لولي عهده في غيابه، حيث كان يستقبل فيه العلماء والوجهاء، واستخدمه الملك سعود -رحمه الله- عندما أصبح ملكا للبلاد.
» مرحلة ثانية
وأنشئ القصر الشرقي كمرحلة ثانية، وكان مخصصا لإقامة الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وعائلته وحاشيته، وأسند إلى إبراهيم النشمي الذي أصبح أميرا للخرج فيما بعد، وشخص يدعى عبدالله السماعيل من أهالي الخرج هو من جلب الأبواب والنوافذ للقصر من الكويت.
» طراز فريد
وأوضح العبيدي أن القصر يمتاز بنوافذه المستطيلة، والإضاءة الطبيعية التي تعطيه لمسة جمالية، وما يزيده جمالا، الزخارف على أبوابه، والفناء الكبير في منتصفه، الذي تطل عليه وحدات القصر وتزينه الأعمدة التراثية التي صممت بطراز معماري فريد، إضافة لوجود جسر بطول 160م يربط بين القصرين الشرقي والغربي بمسار مقوّس تصعد من خلاله السيارة حتى تصل إلى صالة استقبال فخمة في الطابق الثاني.
» الهدف والأسباب
وأبان العبيدي أن الهدف من بناء القصر هو رغبة الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في حماية الرياض وحدودها الجنوبية من أي تمرد على الدولة، فاختار بناء القصر في الخرج؛ لأنها تعتبر البوابة الجنوبية للرياض وهدفا استراتيجيا لكل من يريد السيطرة على اليمامة ونجد في ذلك الحين، متابعا: بالإضافة إلى أن الخرج تتميز بالموارد الطبيعية، وخصوبة أراضيها ووفرة عيونها المائية، فكان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- يحرص على قضاء بعض الوقت فيها للاستجمام والراحة.
» ترميم واهتمام
وقال العبيدي: «قامت وزارة المعارف عام 1407هـ بأعمال الترميم والتجديد للقصر وإحاطة القصر بالسياج وإنشاء بوابتين للقصرين الشرقي والغربي، كما أعادت ترميما جزئيا للقصر في عام 1413هـ، وفي عام 1418هـ قامت بالترميم الكامل للقصر، أما في وقتنا الحالي فيحظى القصر باهتمام ومتابعة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.