مع عطلة الصيف تبدأ الأسر بالسفر إما داخليا أو خارجيا. وفي هذا العصر تزداد المقارنات فيما بينهم بسبب أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت ذلك ميسورا ومباشرا.
في الجيل السابق كنا نسمع (بيت فلان سافروا) لأن الأخبار كانت تنتقل سماعيا لا بصريا. وأما اليوم، فالناس صارت ترى الصور والفيديوهات للمسافرين على الهواء مباشرة. ولكن في السابق واليوم لم تتغير تلك العبارة والأسطوانة المكررة: (ليش حنا ما نسافر مثلهم)؟، اختلفت الوسائل والطلب واحد!.
في الواقع أن هذه الأسطوانة القديمة أصبحت الآن أشد تأثيرا على الآباء من ذوي الدخل المحدود وفئة من الطبقة الوسطى. والسبب وراء ذلك أن بعضا من المشاهير والمترفين ماديا لا ينفكون عن إرسال الصور ومقاطع الفيديو والسنابات ليلا ونهارا و بشكل متواصل عن أسفارهم وترحالهم وأكلهم وشربهم وفنادقهم ولباسهم وأحاديثهم. ومن هنا يبدأ الضغط من أصغر طفل إلى أكبر عضو في العائلة على رب الأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر، فصار السفر واجبا أسريا بعد أن كان مستحبا من أجل التسلية والترفيه، وحتى كاد ينافس بأهميته التعليم والصحة وشراء مسكن!.
والمشكلة المؤرقة فعلا أننا أصبحنا لا نميز بين الضروريات والكماليات ولا بين المهم والأهم والمندوب!. حيث باتت قضية السفر مسألة ملحة فوق طاقة الأب مع زيادة متطلبات الحياة المادية و زيادة ضغط الفواتير الشهرية والأقساط المتعددة الثقيلة ماديا ونفسيا.
وفي البداية دعونا نوضح نقطة مهمة وهي أن السفر بالنسبة للأسرة هو في الأصل للمتعة والتسلية وتغيير الأجواء، وليس صحيحا أن يكون هاجسا كبيرا لها. والمقارنة مع الأسر المقتدرة ماديا يعد مقارنة جائرة وليست عادلة!. وبعض الآباء ليس لديهم فائض مادي، وسيكون أخذ قرض بنكي من أجل السفر استثمارا خاطئا لأنه سيصرف في مسألة استهلاكية بحتة.
والأمر الآخر أن علينا كأفراد أن نميز ونفرق جيدا بأن ما نراه خلف الشاشات ليس كله حقيقيا. فمثلا بعض المشاهير مدفوع لهم كل تكاليف السفر من تذاكر وإقامة وتنقل، وحتى الابتسامة والشعور بالسعادة بالسفر قد يكون مفتعلا ظاهريا لا واقعيا!.
أضف إلى ذلك أن البعض منا يفكر بطريقة أسود أو أبيض أي إما أن نسافر أو لا نسافر؟!. مع أنه هناك حلول أخرى منها التنزه والرحالات الداخلية القصيرة، والانشغال ببرامج الصيف الترفيهية. وأيضا هناك فعاليات ونشاطات ومهرجانات سياحية داخلية في عدة مدن.
ومن الحلول التخطيط المسبق والاستعداد ماديا مبكرا. بالإضافة، إلى أنه ليس فرضا واجبا على كل أسرة السفر كل سنة، فممكن أن يصبح كل سنتين أو كل ثلاث سنوات. والحقيقة الأصح أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها!.
والواقع أننا كنا في السابق نجد اللهفة من أجل السفر لأننا سنرى أشياء جديدة وأماكن مختلفة، ولكن الآن كل شيء في هذا العالم تقريبا نراه من خلال جوالاتنا. فلو عثرت دابة في أمريكا لنقل الحدث لنا مباشرة. ولو فاض نهر في أوروبا سنراه عيانا على الشاشات قبل أن يشعر به الذي يسكن بجانبه. ولو حدث أي شيء في الصين تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي صوتا وصورة وفيديو قبل أي صحفي محترف أو قناة فضائية!.
إن الاتصالات والتقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل كل شيء أفقدت السفر شيئا من بريقه وجاذبيته، ومن لذة المفاجأة ومعرفة الجديد. وقد قال العقاد يوما: إنه يستطيع أن يطوف الدنيا كلها وهو في مكانه من خلال كتبه ومكتبته، فكيف لو عاش في عصر الإنترنت؟! ولا يعني كل ما ذكرنا آنفا أن ليس للسفر فوائد، فقد قال الإمام الشافعي: تغرب عن الأوطان في طلب العلا... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد، تفريج هم واكتساب معيشة... وعلم وآداب وصحبة ماجد.
ولكن حين يصبح السفر عبئا ماديا ثقيلا على رب الأسرة، فذلك استدراج للهم لا تفريج له.
في الواقع أن هذه الأسطوانة القديمة أصبحت الآن أشد تأثيرا على الآباء من ذوي الدخل المحدود وفئة من الطبقة الوسطى. والسبب وراء ذلك أن بعضا من المشاهير والمترفين ماديا لا ينفكون عن إرسال الصور ومقاطع الفيديو والسنابات ليلا ونهارا و بشكل متواصل عن أسفارهم وترحالهم وأكلهم وشربهم وفنادقهم ولباسهم وأحاديثهم. ومن هنا يبدأ الضغط من أصغر طفل إلى أكبر عضو في العائلة على رب الأسرة بشكل مباشر أو غير مباشر، فصار السفر واجبا أسريا بعد أن كان مستحبا من أجل التسلية والترفيه، وحتى كاد ينافس بأهميته التعليم والصحة وشراء مسكن!.
والمشكلة المؤرقة فعلا أننا أصبحنا لا نميز بين الضروريات والكماليات ولا بين المهم والأهم والمندوب!. حيث باتت قضية السفر مسألة ملحة فوق طاقة الأب مع زيادة متطلبات الحياة المادية و زيادة ضغط الفواتير الشهرية والأقساط المتعددة الثقيلة ماديا ونفسيا.
وفي البداية دعونا نوضح نقطة مهمة وهي أن السفر بالنسبة للأسرة هو في الأصل للمتعة والتسلية وتغيير الأجواء، وليس صحيحا أن يكون هاجسا كبيرا لها. والمقارنة مع الأسر المقتدرة ماديا يعد مقارنة جائرة وليست عادلة!. وبعض الآباء ليس لديهم فائض مادي، وسيكون أخذ قرض بنكي من أجل السفر استثمارا خاطئا لأنه سيصرف في مسألة استهلاكية بحتة.
والأمر الآخر أن علينا كأفراد أن نميز ونفرق جيدا بأن ما نراه خلف الشاشات ليس كله حقيقيا. فمثلا بعض المشاهير مدفوع لهم كل تكاليف السفر من تذاكر وإقامة وتنقل، وحتى الابتسامة والشعور بالسعادة بالسفر قد يكون مفتعلا ظاهريا لا واقعيا!.
أضف إلى ذلك أن البعض منا يفكر بطريقة أسود أو أبيض أي إما أن نسافر أو لا نسافر؟!. مع أنه هناك حلول أخرى منها التنزه والرحالات الداخلية القصيرة، والانشغال ببرامج الصيف الترفيهية. وأيضا هناك فعاليات ونشاطات ومهرجانات سياحية داخلية في عدة مدن.
ومن الحلول التخطيط المسبق والاستعداد ماديا مبكرا. بالإضافة، إلى أنه ليس فرضا واجبا على كل أسرة السفر كل سنة، فممكن أن يصبح كل سنتين أو كل ثلاث سنوات. والحقيقة الأصح أنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها!.
والواقع أننا كنا في السابق نجد اللهفة من أجل السفر لأننا سنرى أشياء جديدة وأماكن مختلفة، ولكن الآن كل شيء في هذا العالم تقريبا نراه من خلال جوالاتنا. فلو عثرت دابة في أمريكا لنقل الحدث لنا مباشرة. ولو فاض نهر في أوروبا سنراه عيانا على الشاشات قبل أن يشعر به الذي يسكن بجانبه. ولو حدث أي شيء في الصين تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي صوتا وصورة وفيديو قبل أي صحفي محترف أو قناة فضائية!.
إن الاتصالات والتقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي التي تنقل كل شيء أفقدت السفر شيئا من بريقه وجاذبيته، ومن لذة المفاجأة ومعرفة الجديد. وقد قال العقاد يوما: إنه يستطيع أن يطوف الدنيا كلها وهو في مكانه من خلال كتبه ومكتبته، فكيف لو عاش في عصر الإنترنت؟! ولا يعني كل ما ذكرنا آنفا أن ليس للسفر فوائد، فقد قال الإمام الشافعي: تغرب عن الأوطان في طلب العلا... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد، تفريج هم واكتساب معيشة... وعلم وآداب وصحبة ماجد.
ولكن حين يصبح السفر عبئا ماديا ثقيلا على رب الأسرة، فذلك استدراج للهم لا تفريج له.