وقال مدير العلاقات العامة في مستشفى القطيف المركزي عبدالرؤوف الجشي: سجلت الإحصائيات التي تمت بمركز فحص ما قبل الزواج 6090 حالة خلال العام 2018 حيث بلغت نسبة التطابق والزواج الآمن وراثيا منها 98.35%، وتمكن الأطباء والمستشارون من إقناع 78.72٪ من غير المتطابقين الذين بلغت نسبتهم 1.65% بفكرة العدول عن الزواج.
وتلك الأمراض الوراثية التي تتزايد معدلات الإصابة بها نتيجة لنقص التوعية والإهمال لم يعد الصمت عليها ممكنا، فكل يوم يولد أطفال يحملون الأمراض الوراثية.
» جريمة حقيقية
قالت المواطنة زينب حبيب: أنظر دائما إلى موضوع الزواج نظرة كبيرة وخاصة إلى المستقبل ولو طلب ابني الزواج من فتاة تحمل أمراضا وراثية، سوف أعارض هذا الزواج لما سيحققه من فشل في العلاقة الزوجية كما سيصاب الأولاد بالأمراض الوراثية التي أعتبرها جريمة حقيقية يورثها الآباء والأمهات للأطفال.
» فحوصات مبكرة
وكشفت إحدى الأمهات التي فقدت ابنها من فترة زمنية قصيرة أنها مستاءة من نفسها ومن زمنها الذي كان لا يوجد به أي فحوصات مبكرة لهذه الأمراض التي كانت ستكشف كل ما كان يمكنه ألا يحدث، كما تنصح الأم الفاقدة المقبلين على الزواج بأن يتمهلوا في اتخاذ القرار في هذا الموضوع، وألا يجعلوا من أطفالهم جسدا مطروحا سريريا تارة يتألم وتارة أخرى يصرخ ألما.
» إصرار على الزواج
وقال المستشار الأسري عبدالهادي البرية: كنت أذهب في التسعينيات إلى أحد المستشفيات الحكومية في محافظة الأحساء، وكانت من أكثر المناطق انتشارا بأمراض الدم الوراثية بسبب العادات والتقاليد في تزويج الأقارب. ووصف البرية حاله في كل مرة يدخل بها إلى قسم تنويم الأمراض الوراثية ويرى العشرات من حالات المصابين يعتصر قلبه ألما بمشاهدة الكثير من المرضى وهم يقاومون الألم، وعلى ضوء ذلك أنشأت وزارة الصحة مركزا للأمراض الوراثية ليتم فيه نشر الثقافة والوعي بين الناس، ولا يزال البعض يصرون على الزواج من هذا النوع رغم وضوح عدم توافق التحاليل. وبين أن هذه الارتباطات تأتي أحيانا من عادات وتقاليد قديمة كتزويج الأقارب والنتيجة تصبح بتوارث الأبناء الأمراض ذاتها.
» توارث الأمراض
وأكد البرية وجود أمراض أخرى تورث كالسكري والضغط والأمراض النفسية والإعاقات الجسدية، ولذلك يجب الإلزام بالفحص الجيني والاستعداد الوراثي للمقبلين على الزواج لتجنب حدوث أمراض وراثية أخرى كالأمراض النفسية والعصبية وحتى أمراض الغدد وغيرها، وطالب البرية بإقامة خطط صحية مستقبلية أقل صرفا من خلال إجراءات وقائية استباقية تقوم على إلزام الطرفين بهذه التحاليل.
