ولا شك أن تشكيل التحالف السياسي من قبل الأحزاب الوطنية اليمنية يمثل حالة ضرورية كان لا بد من قيامها كمنطلق حيوي، استجابة لحاجات الساحة السياسية اليمنية في إطار جامع يستهدف دعم وحدة المكونات والقوى السياسية لمواجهة متطلبات استعادة الدولة اليمنية، وإعادة الشرعية إليها وإحلال السلام المنشود وإنهاء حالة الانقلاب كطريقة منطقية لاستعادة العملية السياسية برمتها وصولا إلى حوار وطني لضمان بناء الدولة الاتحادية.
ومن منطلق تمسك تلك الأحزاب الوطنية بخيار السلام المعلن في اتفاق السويد الأخير يأتي التزامها الواضح والشديد بالمرجعيات المعلنة لعودة الاستقرار والأمن لربوع اليمن، وتلك مرجعيات مؤيدة بنصوص الاتفاق الذي وقعت عليه الشرعية ووقع عليه وفد الانقلابيين ثم رفضوه قبل أن يجف حبره بعد، وهو اتفاق يضمن إنهاء الانقلاب الحوثي وما ترتب عليه ويفتح الأبواب على مصاريعها لمشاركة القوى السياسية ومكونات الحراك الجنوبي وثورة الشباب السلمية لتفعيل الشراكة الوطنية واستعادة العملية السياسية.
ويأتي تشكيل التحالف السياسي للأحزاب الوطنية اليمنية كمنطلق جديد من شأنه تعزيز الأدوار السياسية لدعم استعادة الشرعية، وإنهاء صور الانقلاب الغاشم على مقدرات الدولة اليمنية وكيانها ومن ثم إعادة بناء مؤسساتها لتتمكن الشرعية المنتخبة بمحض إرادة وحرية أبناء اليمن من بسط سلطاتها على كامل المدن والمحافظات اليمنية، والتشكيل في حد ذاته يرسم نجاحا مهما لتجاوز العقبات التي واجهت الشرعية في مجابهتها لصلف الانقلابيين وتعنتهم وشرورهم.