عليك أن تدرك أنك لست الضحية، فإما أن تصنع استجاباتك، أو تستسلم لما يجري، فلقد وقفت بلا حراك، وتركت الأمور تحدث، فلم تقل أي شيء ولم تتخذ قرارا أو تجرب وسيلة جديدة، أو تغادر لمكان آخر، وكن واثقا أن الأمور لا تحدث فجأة وبدون مقدمات، فهناك العديد من علامات التحذير الصفراء، والإشارات المنبهة أو التعليقات أو الحدس الداخلي، التي تحاول شد انتباهك للتغير القادم، ومنحك الوقت لمنع تحقق النتائج غير المرغوبة وتغيير استجاباتك، ورغم ذلك يتجاهل الأغلبية تلك التحذيرات لأن الانتباه لها سيتطلب أن يفعلوا شيئا مجهدا لهم، أما على الجانب الآخر فيلتقط الناجحون تلك التنبيهات ويتخذون خطوات مباشرة لتعديل ما يسبب إزعاجهم، ولا ينتظرون أن تقع الحوادث الجسام ليبدأوا حينها في البحث عمن يلومونه من الأشخاص والظروف.
إن أول خطوة في تحسين جودة حياتك هي التخلي بشجاعة عن أعذارك، كل لومك الموجه للظروف الخارجية، وكل حكاياتك التي تلعب فيها دور الضحية، وكل الشماعات التي تعلق عليها الظروف التي أدت لعدم قدرتك على تحقيق ما تريد، وأن تتخذ موقف المسؤول عن كل ما يحدث لك، فإذا لم يتم الشيء كما هو مخطط تبادر لأن تسأل نفسك لماذا حدث؟ ما القناعات المقيدة خلف ذلك، ما الذي أحتاج تعلمه؟ ما الاستجابة الأنسب للوصول للنتيجة الأفضل.