DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«حب التطوع» يجمع مواطنات خارج حدود الوطن

تمنين ترك وظائفهن والتفرغ لمساعدة الآخرين حول العالم

«حب التطوع» يجمع مواطنات خارج حدود الوطن
«حب التطوع» يجمع مواطنات خارج حدود الوطن
د. حوراء وعدد من الأطباء المتطوعين (اليوم)
«حب التطوع» يجمع مواطنات خارج حدود الوطن
د. حوراء وعدد من الأطباء المتطوعين (اليوم)

دفعهن عشقهن للبحث عن الذات ومساعدة الآخرين ورسم السعادة على وجوه الجميع في كل مكان إلى التطوع خارج حدود المملكة ومساعدة الآخرين في دول مختلفة، نماذج مشرفة لمواطنات استطعن مد يد العون إلى المحتاجين للرعاية الطبية والنفسية، بالإضافة إلى الأطفال واللاجئين.
»
من أمريكا إلى زامبيا
ذكرت أستاذ مساعد في قسم علوم الأسنان الطبية والحيوية في كلية طب الأسنان بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. حوراء الجنوبي، أن بدايتها في التطوع خارج المملكة حين وصلتها رسالة من مجموعة أخصائيين في علوم أمراض الفم بأمريكا؛ كونها حاصلة على هذا التخصص من أمريكا، وطلبوا متبرعين ليشاركوا في تطوع أكاديمي إلى دولة زامبيا الأفريقية، بهدف إلقاء محاضرات لأطباء وطلاب طب الأسنان في كلية طب الأسنان في لوساكا عاصمة زامبيا، بالإضافة إلى الإشراف على الطلاب والطالبات في العيادات وتوجيههم والقيام بزيارات تثقيفية للمدارس والملاجئ وزيارة المستشفى الجامعي ومركز ذوي الهمم.
وكان الطاقم مكونا من 20 شخصا معظمهم من الولايات المتحدة الأمريكية وتعتبر هي العربية الوحيدة بينهم، وكان السفر إلى زامبيا أول تطوع خارجي لها، ووصفت تجربتها الأولى بشعورها بالخوف من الأمراض المعدية المنتشرة مثل الملاريا ومن الأمان في المنطقة، ولكن كانت مخاوفها أكبر من الواقع الذي شاهدته.
وتتابع د. حوراء الجنوبي وصفها للمستشفيات وملاجئ الأيتام حيث كانت إمكانياتها ضعيفة وتخدم عددا كبيرا من الأيتام بمختلف الأعمار، وأثرت فيها هذه المواقف مما جعلها تحاول أن تتماسك لئلا تبكي أمامهم، فالأيتام رغم صعوبة حالتهم وملابسهم القديمة كانوا مبتسمين وسعداء بزيارتهم، مضيفة إن المستشفى الجامعي هو أكبر مستشفى بالجامعة وبالرغم من إمكانيات المكان الضعيفة إلا أنه يقدم خدمة عظيمة للمجتمع ويساعد عددا كبيرا من المرضى.
»
رحلات ومواقف مؤلمة
وتذكر «الجنوبي» أصعب موقف في رحلتها التطوعية كان عند دخولها أحد الأجنحة في المستشفى المتوجهين إليه وكان المرضى متكدسين في غرفة ذات عدد محدود من الأسرة المتلاصقة، ولم تستطع استكمال الجولة ولا تلتقط صورا فقد أثر الموقف بشكل كبير عليها وكان صعبا ووصفته بالتعذيب النفسي وخرجت لتتمالك نفسها، وتشير إلى أنه رغم جميع الصعوبات التي كانوا يعيشونها إلا أنهم رحبوا بهم بحرارة وكانوا مبتسمين دائما، وتضيف: وجود أهالي المرضى خارج المستشفى من أجل مساعدة الطاقم الطبي في الاعتناء بأهلهم من أكل وشرب ونظافة واستحمام؛ نظرا لعدم مقدرة الطاقم الطبي على القيام بكل المهام من تكدس عدد المرضى، ويمكث الأهالي بالأسابيع والأشهر بالعراء خارج أبواب المستشفى مع أطفالهم للطبخ وغسيل الملابس، وعند مرورنا بهم يبتسمون ويسلمون بكل بشاشة، ولاحظنا أيضا وجود لوحة معلقة في دار الأيتام فيها أسماء الأطفال الذين توفوا وجانب كل اسم طفل معلقة لعبته المفضلة حتى لا ينسوهم ويظلوا أوفياء للأيتام حتى بعد وفاتهم، ووجدنا وحدة للعناية المركزة داخل دور الأيتام،؛ حتى لا يكون الطفل عند مرضه وأصعب أوقاته بعيدا عن منزله وأهله الذي هو دار الأيتام والأطفال.
»
السعادة اختيار
وأكدت د. حوراء الجنوبي أنها تعلمت درسا من تطوعها وهو أن السعادة اختيار وليست شيئا ننتظر الحصول عليه، وتعلمت أن بالقليل يمكن أن نعطي الكثير طالما نحاول ذلك، وتتابع إن شعب زامبيا رغم صعوبة عيشهم وقلة التعليم والخدمات العلاجية، لم يتوقفوا عن التبسم، وهم طموحون، ومكافحون بالعمل، ويحبون التعلم لخدمة الآخرين.
»
نداء وإلهام
وفي سياق متصل خاضت المواطنة نورة الصميخي تجارب شخصية في العمل جعلتها تكتشف أن الماديات والمناصب والمشاريع لن تزيدها شعورا بالرضا الداخلي، وكانت تبحث عن شيء مباشر وملموس وكان هذا كالنداء من الله وإلهام لتسجل في جميع الأعمال والمراكز التطوعية في المملكة من ضمنها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدمت في منتصف عام 2017، وحصلت على دورة كوارث واستجابة إنسانية لتدعم شهادتها في إدارة الكوارث.
»
مخيم الزعتري
وتتابع الصميخي مؤكدة أن تجربة التطوع مع مركز الملك سلمان هي الأولى لها خارج المملكة وكانت في الأردن بمخيم الزعتري للاجئين لمدة 3 أيام، ويوجد قسمان صحي وتعليمي في المخيم، وقامت ببرنامج تعليمي للأطفال اللاجئين لتعليم اللغة الإنجليزية بالترفيه وتمت الاستعانة بتربوية سعودية ساعدت في إعداد البرنامج، وكان هدفها هي وزميلتها جود زرع الفضول في الأطفال وحثهم على طرح الأسئلة للتعلم بعيدا عن تلقين المعلومات، وإلهامهم بالبحث عن المعلومة عن طريق السؤال، وقاموا بمجموعة تجارب كزراعة النباتات، ومسرحية، وكانت أعمارهم تتراوح من سن 6 سنوات إلى 15 سنة، وكان الأطفال في المخيم يسعدهم أبسط الأشياء، مثل التصوير والحديث معهم.
»
صعوبات التطوع
وذكرت «الصميخي» أن تطوع الفتيات السعوديات خارج المملكة يقتصر على تخصصات معينة مثل الطب والتمريض، والتخصصات المختلفة محدود لأسباب كخطورة المكان وغيرها، ومن المواقف التي أثرت فيها عند طلب إحدى الأسر اللاجئة تحويل والدهم إلى العلاج في المملكة لإصابته بضيق في شرايين القلب وبسبب تأخر العائلة وضعف الموارد استحال قبول الحالة فلجأوا إليها لطلبها للمساعدة بعلاج والدهم وبذلت جهدها في مساعدتهم.
وبعد خوضها هذه التجربة لا تزال متعطشة للأعمال التطوعية، وبعد عودتها من الأردن اختلفت نظرتها لكل شيء، مؤكدة أننا نعيش في نعمة كبيرة، وأن هناك مشاكل أكبر من مشاكلنا.
وأشارت نورة إلى أنها تحلم بترك وظيفتها لمدة 6 شهور وتذهب إلى مخيم لاجئين في اليونان لكنها خائفة من الثقل المادي، كما أنها قدمت على منظمات عالمية لكن المنظمات تريد متطوعين لمدة سنة وهذا يشكل صعوبة عليها؛ لأنها موظفة وتحاول أن توفق بين عملها والتطوع.
»
بدايات بسيطة
وتقول المواطنة سما الحارثي، إن بدايتها في التطوع كانت كبائعة مع إحدى المؤسسات الخيرية في 2004م، تبيع الطعام والمشروبات الساخنة، والربح يعود للمؤسسة الخيرية، ولها تجارب عديدة تطوعية شخصية ومع مؤسسات خيرية، وأول تطوع رسمي مع وفد رسمي كان مع مركز الملك سلمان في إندونيسيا، وعلى الصعيد الشخصي كانت تتطوع حتى لو كانت سائحة، حيث تطوعت خلال زيارتها للإمارات والأردن في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة.
»
السعادة الحقيقية
وتوضح أن التطوع فترة زمنية صقلت فيها شخصيتها، وتصف نفسها قبل التطوع بالشخص الأناني وكان جل همها في المقام الأول سعادتها، وبعد التطوع أصبحت سعادتها الحقيقية مقرونة بسعادة الآخرين، والتطوع غير من شخصيتها وجعلها إنسانة معطاءة وبسيطة، وأكثر تأملا وتفكيرا، والتطوع أوصلها إلى قناعة تامة أنها في نعمة، ورضا تام، وتعلمت من الأشخاص الذين كانت تتطوع لهم أن السعادة لا تكمن فيما نحن محرومون منه، بل هي موجودة في أقل الأشياء وأبسطها، وعن مشاريعها المستقبلية تقول إن لديها مشروعا تطوعيا لتنمية الأطفال في الإمارات والمملكة.