إذا حسبتها فلربما تكون هذه هي المقالة العشرون التي أكتبها عن طريق الظهران - الجبيل. هذا الطريق الذي طال انتظاره للتطوير والتحسين. مؤخرا فتح الله على إدارة النقل بالمنطقة، وأعادت السفلتة لجزء يسير من الطريق على جانبه الأيمن من الظهران. ورغم عدم جودة هذه السفلتة (الجديدة) حيث ما زلنا نتراقص على خفيف معها، إلا أننا راضون وممتنون لما تم، من باب أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان. المشكلة أن الجانب الآخر إلى الظهران لا تزال بعض حفره قادرة على تحقيق الرجفات الكبرى، المدمرة لسياراتنا والموجعة لأبداننا ومفاصلنا.
المداخل والمخارج من الطريق حدث عنها ولا حرج، فهناك، على سبيل المثال، مدخل من جهة حي الفيصلية بالدمام تجاه الظهران مضى عليه الآن، بحالة مزرية ومؤسفة، قرابة عشر سنوات وهو على حاله: حفر ومطبات واكتظاظ للعابرين على ما يكاد يفوت سيارة واحدة بالتزاحم وبالقوة الجبرية. وعلى هذا المدخل وحاله يمكن أن تقيس باقي المداخل والمخارج.
الجزيرة الوسطى لهذا الطريق أصبحت مكبا لنفاياته ونفايات أخرى لا نعلم من أن تأتي. المهم أنها تضيف بشاعة إلى بشاعته الناتجة عن طول العمر وقلة الصيانة. طبعا من يعش بالمنطقة الشرقية يعرف، دون حاجة لفريق علمي إحصائي، أن أضعافا مضاعفة من السيارات زادت في استخدامه منذ أنشئ قبل حوالي أربعين سنة. ويعرف أنه لم يضف إليه سوى ترقيعات هنا وهناك لم ترق لدرجة أهميته وحيويته، كونه طريق العابرين بين الظهران النفطية والجبيل البتروكيمائية.
نعرف، أيضا، أن حالته تعطلت كثيرا؛ لأن الأمانة ليس بمقدورها تطويره لأنه لا يتبعها وإنما يتبع وزارة المواصلات أو وزارة النقل أو أي مسمى يقع حظ هذا الطريق تحته ويُحسب عليه. وبالتالي هذه صرخة أخرى، بعد الصرخات السابقة، ولوزارة النقل تحديدا هذه المرة: متى سترحمون الناس من حالة هذا الطريق وتلتفتون إليه التفاتة يستحقها وطال جدا انتظارها.؟